اكتشاف فوهة نيزكية هائلة في ولاية محوت

قدم هذا الاكتشاف الفريد موقعًا علميًا نادرًا لدراسة آثار الارتطامات على الأرض مما لم يكن ممكنًا من قبل، مما يجعل سلطنة عُمان تقدم موقعًا ثانيًا لتميزها وتراثها الجيولوجي.
فوهة نيزكية
فوهة نيزكية

السبت,17 ديسمبر , 2022 12:18م

أعلنت جامعة السُّلطان قابوس ممثلة بقسم علوم الأرض بكلية العلوم عن اكتشاف فوهة نيزكية هائلة يبلغ قطرها كيلومتر واحد في ولاية محوت.

ويُرجّح الأستاذ الدكتور صبحي جابر نصر- أستاذ بقسم علوم الأرض أن:

يكون عمرها 60 مليون عام، وأن قطر النيزك الذي تسبب في ظهور هذه الفوهة يتراوح بين 50 و60 مترًا، مما يجعلها إحدى أكبر الفوهات الصدمية في منطقة الشرق الأوسط.

ويقدم هذا الاكتشاف الفريد موقعًا علميًّا نادرًا لدراسة آثار الارتطامات على الأرض مما لم يكن ممكنا من قبل، مما يجعل سلطنة عمان تقدم موقعا ثانيا لتميزها وتراثها الجيولوجي حيث تعد صخور الافيوليت فيها المثال الأول والفريد من نوعه لتكشف صخور القشرة المحيطة على سطحها كما يتمثل دور هذه الصخور في امتصاص ما يقدر من 100 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا لتساعد هذه الصخور في مكافحة الاحتباس الحراري وبشكل طبيعي، كما تظهر شظايا الصخور في موقع الفوهة المكتشفة علامات على الذوبان وإعادة التبلور أثناء الاصطدام، حيث يسخن الحجر الرملي بسرعة إلى أكثر من 1200 درجة، ثم يبرد في الموقع، بما يتوافق مع التأثير الاصطدامي.

وتُظهر التحليلات الصخرية لكتل الصخور غير الذائبة وجود معادن صدمية مثل:

بلورات الكوارتز بنمط مميز من الشقوق المتوازية المستوية، نتيجة موجات الصدمة التي تنتقل عبر الأساس الصخري وتواجد معدن الكوسيت بالإضافة إلى ذلك يدل على الاصطدام الكبير مع الكويكب الذي ضرب المنطقة.

ومن ناحية أخرى..

أظهرت نتائج التحليل شظايا زجاجية على شكل دمعة، وقطعًا من الزجاج مثقوبة بثقوب صغيرة ناتجة عن فقاعات غازية.

وتشير هاتان الميزتان أيضا إلى حدوث اصطدام عالي الكثافة هناك، كما دلت المسوحات الجيوفيزيائية على شكل الطبقات الوعائي المميز للفوهات الاصطدامية.

ومن المتوقع أن يحتوي الموقع على بعض المعادن الاقتصادية وسيكون موقع مهم للسياحة الداخلية والعلمية الدولية والتراث الوطني.

الجدير بالذكر أن..

القمر حافظ على الآلاف من رفات وآثار النيزك والكويكبات التي ارتطمت به، ولكن على الأرض فإننا نعرف فقط 190 من تلك الآثار أو الهياكل الحفرية ومعظمها صغير جدا، وقديم حيث تحلل سريعا.

وعلى العكس مع القمر، فإن الأرض هي كوكب حيوي ذو صفائح تكتونية، وأحزمة جبلية، وتآكل بفعل عوامل التعرية، وهو ما يعني أن آثار الارتطامات قد تآكلت وذهبت بعيدا، وقد دمرتها عمليات بناء الجبال أو دفنت من قبل الرواسب الحديثة على مر الزمن الجيولوجي، حتى وقت قريب، ومن أشهر حوادث الاصطدام هي حادثة اصطدام الكويكب الذي أدى إلى حدوث “فوهة تشيكسولوب في شبه جزيرة يوكاتان بالمكسيك التي حدثت منذ حوالي 66 مليون عام في فترة ما قبل التاريخ، وأدت إلى انقراض الديناصورات والمخلوقات الأخرى على الأرض، ومن المناطق المعروفة بمواقع اصطدام النيازك تشتهر منطقة الوابر بالربع الخالي بوجود 3 فوهات اصطدام بقطر 30 إلى 100 متر تكونت بفعل اصطدام نيزك حديدي قبل 250 عاما حيث تحولت الرمال إلى زجاج أسود بالقرب من الفوهات.