نجح المستشفى السُّلطاني في إجراء أوّل عمليّة جراحيّة باستخدام الرّوبوت الجراحي، في خطوةٍ تُجسِّد الرؤية المستقبليّة للقطاع الصحي العُماني نحو التميّز وتبنّي التقنيات المتقدّمة في مجالات الجراحة الدقيقة، وتمثّل إنجازًا وطنيًّا طبيًّا يُضاف إلى سجلّ التطوّر الصحي في سلطنة عُمان.
وقال الدكتور قيس بن محمد الهوتي، استشاري جراحة المسالك البولية بالمستشفى السُّلطاني لوكالة الأنباء العُمانية إنّه:
تمّ إجراء عمليّة جراحية في تخصّص المسالك البولية؛ تمثّلت في عملية ترميم وتصحيح حوض الكلية لمريض يعاني من تضيق الجزء بين الحوض والحالب، وقد استغرقت العملية نحو ساعتين، وتكلّلت بالنجاح.

وأشار إلى أنّ:
الروبوت الجراحي يُمثّل ذروة التطوّر في عالم الجراحة الدقيقة، إذ يمنح الجرّاح قدرةً غير مسبوقةٍ على التحكّم والرؤية الثلاثية الأبعاد، وتنفيذ الحركات الدقيقة التي تفوق حدود اليد البشرية، فضلًا عن سهولة الوصول إلى الأجزاء الصعبة والعميقة في الحقل الجراحي.
وذكر أنّ:
هذا النظام يُسهم في تقليل حجم الشقوق الجراحية وفقدان الدم وتسريع تعافي المرضى، مع رفع معدّلات الأمان وخفض نسب المضاعفات، ممّا يُمثّل نقلةً نوعيّة نحو جراحةٍ أكثر كفاءةً وجودة.
وأفاد بأنّ:
المستشفى السُّلطاني يسعى إلى توسيع نطاق استخدام هذه التقنية لتشمل مختلف التخصّصات الجراحية مثل جراحات المسالك البولية، والقولون والمستقيم، والنساء والولادة، والكبد والبنكرياس والجهاز الهضمي، وجراحة القلب والصدر، مع التركيز على تدريب وتأهيل الكفاءات الوطنية، لتصبح سلطنة عُمان مركزًا رائدًا في هذا المجال على مستوى المنطقة.
وأكّد على أنّ:
هذا الإنجاز يأتي تجسيدًا عمليًّا لأهداف رؤية “عُمان 2040” في بناء نظامٍ صحيٍّ رائدٍ قائمٍ على الابتكار والتقنيات الحديثة، إذ يُعزّز المنظومة الصحية ويدعم تطلّعات سلطنة عُمان نحو تمكين الكوادر العُمانية وإعداد جيلٍ من الجراحين والفنيين المؤهّلين لتقنيات الجراحة الذكية، بما يُرسّخ مكانتها كمركزٍ إقليميٍّ متقدّمٍ في الجراحة الرقمية والطبّ الروبوتي.

وعبّر الفريق الجراحي المُشرف على العمليّة عن فخره بهذا الإنجاز الذي يُمثّل نقطة تحوّل في تاريخ الجراحة العُمانية، إذ يُتيح الروبوت الجراحي مستوى فائقًا من الدقّة والتحكّم، ويُسهم في تقليل المضاعفات الجراحية وتسريع تعافي المرضى مقارنةً بالأساليب التقليدية الأخرى.
وأكّد القائمون على البرنامج الجراحي في المستشفى السُّلطاني على أنّ:
هذه الخطوة تُجسّد بداية عصرٍ جديدٍ من الجراحة الذكية في سلطنة عُمان، حيث يجري العمل على توسيع نطاق استخدام الروبوت الجراحي في تخصُّصاتٍ أخرى مثل جراحة القولون والمستقيم، وجراحة الصدر، وجراحة النساء، بما يُعزّز مكانة المستشفى السُّلطاني كمركزٍ وطنيٍّ مرجعيٍّ في الطبّ المتقدّم.
وأشاروا إلى أنّ:
هذا الإنجاز لم يكن ليتحقّق لولا الدعم المستمرّ من وزارة الصحّة وتكامل الجهود بين الفرق الجراحية والطبية والفنية، في إطار استراتيجيّةٍ وطنيّةٍ طموحةٍ تهدف إلى رفع كفاءة الكوادر العُمانية وتمكينها من استخدام أحدث التقنيات العالمية.
وتُعَدّ الجراحة الروبوتية أحدث التطوّرات في الطبّ الحديث، إذ تعتمد على أنظمةٍ ذكيةٍ يتحكّم بها الجرّاح من خلال وحدة قيادةٍ متطوّرةٍ تُتيح رؤيةً ثلاثيّة الأبعاد مُكبَّرة للحقل الجراحي، وتمكّنه من القيام بحركاتٍ دقيقةٍ لا يمكن تحقيقها باليد البشرية وحدها.
ويمتاز هذا النظام بقدرته على تقليل فقدان الدم أثناء الجراحة، وخفض نسبة المضاعفات بعد العملية، وتسريع فترة النقاهة والعودة إلى الحياة الطبيعية، بالإضافة إلى تحسين النتائج الجراحية في حالات الأورام المعقّدة والمناطق التشريحية الحسّاسة.

ويأتي هذا الإنجاز ثمرةً لسنواتٍ من التخطيط والتأهيل وتبنّي أحدث التطوّرات العالمية في مجال الجراحة، حيث يُعَدُّ إدخال الروبوت الجراحي إلى المستشفى السُّلطاني نقلةً نوعيّةً في الخدمات الطبية التخصّصية، تُواكب التحوّل الذي تشهده سلطنة عُمان في قطاع الصحّة ضمن أهداف رؤية “عُمان 2040”.كما يُعدُّ هذا الإنجاز تتويجًا لمسيرةٍ طويلةٍ من التطوير في الخدمات الصحية التي يشهدها المستشفى السُّلطاني، ليضع سلطنة عُمان في مصافّ الدول المتقدّمة في استخدام الروبوتات الطبية في العمليات الجراحية المعقّدة.
ويُواصل المستشفى السُّلطاني مسيرته نحو الرّيادة، مُتسلّحًا بالعلم والكفاءة الوطنية والتقنيات الذكية، في خدمة صحّة الإنسان العُماني ورفاهيته.




