المؤتمر العالمي للسرطان يرسخ مكانته منصةً رائدةً للبحث الطبي

أكّد الخبراء والمتحدثون خلال جلسات المؤتمر على أهمية مواكبة أحدث التطوّرات العالمية في مكافحة الأورام.
المؤتمر العالمي للسرطان
المؤتمر العالمي للسرطان

الأربعاء,5 نوفمبر , 2025 1:50م

يُرسّخ المؤتمر العالمي للسرطان والقمّة والمعرض المصاحب لعام 2025، المنعقد بمسقط، مكانته باعتباره منصة علمية وطبية رائدة على المستويين الإقليمي والدولي، من خلال ما يشهده من فعاليات علمية ثرية ومناقشات بحثية متخصّصة في مجالات علاج وأبحاث السرطان والوقاية منه.

وشَهِدَ اليوم الثالث من المؤتمر استمرارًا للزخم العلمي والبحثي، من خلال سلسلة من الجلسات المتخصّصة التي تناولت أحدث التطوّرات في تشخيص وعلاج الأورام، بمشاركة نخبة من الأطباء والاستشاريين والباحثين وخبراء التمريض من داخل سلطنة عُمان وخارجها.

المؤتمر العالمي للسرطان والقمّة والمعرض المصاحب لعام 2025.

وأكّد الخبراء والمتحدثون خلال جلسات المؤتمر على أهمية مواكبة أحدث التطوّرات العالمية في مكافحة الأورام، وتعزيز أواصر التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والبحثية والمراكز الطبية المتخصّصة، بما يُسهم في تحقيق أفضل النتائج العلاجية للمرضى ورفع جودة الحياة لهم.

وركّزت النقاشات على أبرز التحدّيات السريرية والبحثية التي تواجه الكوادر الطبية والتمريضية في إدارة الحالات المعقدة، مع استعراض حلول مبتكرة مدعومة بأحدث الأدلة العلمية.

وبدأت فعاليات اليوم بمحور مخصّص لسرطان الرئة، قدّم خلاله الدكتور معاذ النصار عرضًا مرئيًّا تناول فيه أحدث أساليب إدارة مرضى سرطان الرئة غير صغير الخلايا في مراحله المختلفة لدى المصابين بتحوّرات جين، مشيرًا إلى أنّ العلاجات الموجّهة الحديثة حسّنت نسب الاستجابة والبقاء على قيد الحياة.

وتناولت الجلسات دور العلاج المناعي في الحالات المتقدمة غير المعتمدة على الطفرات الجينية، إضافة إلى عرض علمي حول علاج سرطان الرئة صغير الخلايا قدّمته الدكتورة سحر محمد عوض، ومناقشة متخصّصة حول إدارة سرطان الرئة المتحوّل في مستقبل عامل نمو البشرة EGFR.

وركّز محور أورام الرأس والرقبة على سرطان الغدة الدرقية، حيث قدّمت الدكتورة نايفة اللمكي استعراضًا شاملًا لأحدث إرشادات الجمعية الأمريكية للأورام لعام 2025 في إدارة سرطان الغدة الدرقية، تلاها عرض تقني حول العلاج الإشعاعي بالرنين المغناطيسي للأورام الغدية الصمّاء العصبية، ثم محاضرة للدكتور أشوين ك. ر حول دقة التكنولوجيا في علاج السرطانات المعقّدة.

وخُتمت الجلسة بمناقشة تحدّيات علاج الأنواع العدوانية من سرطان الغدة الدرقية، مؤكّدين على:

أهمية التكامل بين التخصُّصات لتقديم العلاج الأمثل. واستعرض الدكتور هاني القاضي تجربته في قطاع غزّة، متناولًا ما واجهته من انتهاكات ومعوّقات أثّرت سلبًا على تقديم الخدمات الطبية، مركزًا على التحدّيات الإنسانية والمهنية التي تعترض الكوادر الصحية في مناطق النزاعات.

وفي محور أورام المرأة، استعرضت الدكتورة إكرام بورني أبرز المعايير الحديثة في علاج سرطان المبيض ودور مثبّطات PARP في تحسين نتائج المرضى، فيما ناقشت الدكتورة ثريا الرواحية آخر المستجدات في ساركوما العضلات الملساء والتوجّهات البحثية نحو العلاجات المستهدفة.

وقدّمت الدكتورة رحمة الغابشية عرضًا مرئيًّا حول إدارة الأورام النسائية النادرة، وخُتمت الجلسات بنقاشات موسّعة حول العلاج المحافظ والمنقذ للخصوبة، مؤكّدة على:

أهمية التوازن بين تحقيق الشفاء والحفاظ على جودة الحياة. وناقش محور تمريض الأورام ما بعد العلاج دور التمريض في رعاية مرضى السرطان بعد العلاج، مع التركيز على القيادة العالمية في تمريض الأورام والممارسة المبنية على الأدلة لتحسين جودة الرعاية.

وتطرّق محور تمريض الأورام إلى التحدّيات الإدارية والمهنية، حيث قدّمت الدكتورة ماجدة الرزية من مركز الملك حسين للسرطان عرضًا مرئيًّا حول تطوير القيادة التمريضية، تلتها محاضرات عن حالات الطوارئ المرتبطة بالأورام، والصحة النفسية لمرضى السرطان قدّمتها الدكتورة حميدة الحارثية، إلى جانب جلسة للدكتورة سوزي ميلوني حول إدارة الأعراض في الرعاية التلطيفية.

وتضمّنت المناقشات موضوعات التغذية العلاجية، والنشاط البدني، وجودة الحياة، ودور التمريض في تهيئة بيئة داعمة للمرضى وأسرهم في مراحلهم الأخيرة.

وخُتم المحور بحلقة عمل حول إدارة الألم قدّمتها الخبيرة الأمريكية الدكتورة جانين برانت، تلتها جلسة تطبيقية حول آليات الفرز عبر الهاتف بإشراف الدكتورة سوزي مالوني، في تجربة جمعت بين المهارة السريرية والإنسانية.

وعكس اليوم الثالث من المؤتمر تكاملًا بين البحث العلمي والممارسة السريرية والتمريضية، مؤكّدًا على أهمية البحث والتدريب المستمر كركيزتين لتطوير خدمات الأورام وتعزيز جودة حياة المرضى.

ومن المؤمل أن يخرج المؤتمر في ختام أعماله غدًا بنتائج مهمة، أبرزها:

  • بناء قدرات محلية وإقليمية للكشف المبكر والعلاج الفعّال.
  • اعتماد أطر سياسية وتنظيمية من خلال “إعلان مسقط”.
  • تعزيز التعاون البحثي ونقل التكنولوجيا، وزيادة وعي المجتمع.
  • إقامة شراكات مستدامة بين مختلف القطاعات.
  • مسير سنوي هو الحادي والعشرون للجمعية العُمانية للسرطان، وسيُقام في متنزه القرم الطبيعي بالتزامن مع أعمال القمة، لرفع مستوى الوعي بالمرض ودعم المرضى وعائلاتهم، ويتضمن فعاليات توعوية وأنشطة رياضية.