اختتمت هيئة البيئة المرحلة الأخيرة من مشروع مسح أنواع الثدييات البحرية بمحافظة مسندم، الذي استمر لمدة أسبوعين، بهدف رصد أنواع الثدييات البحرية في المحافظة، وتحديد مواقع انتشارها ومواسم تواجدها، وإنشاء قاعدة بيانات متكاملة عنها.
وشهدت المرحلة الأخيرة من المشروع فتح المجال أمام المتطوعين، حيث شاركت شركة “أسياد للنقل البحري” في دعم المشروع من خلال مشاركة موظفيها في الورشة التعريفية والفعاليات التوعوية التي أُقيمت على شاطئ بصة بولاية خصب.

كما نظم فريق المشروع زيارات لعدد من مدارس الولاية لتعريف الطلبة بالمشروع عبر لعبة تفاعلية بعنوان “البحث عن الكنز مع الحوت صبور”، التي جمعت بين التعليم والمتعة.
كما نُفذت ورش عمل تفاعلية استهدفت المرأة الريفية بالتعاون مع مشروع “زري خصب” لصناعة منتجات وأعمال فنية مستوحاة من الثدييات البحرية، إضافة إلى تنظيم أمسية حوارية جمعت الصيادين وطلاب المجلس البيئي وعددًا من الناشطين البيئيين لتبادل الخبرات والمقترحات حول حماية الحياة البحرية.

وقال هيثم بن سليمان الرواحي، رئيس قسم إدارة الحياة البرية بهيئة البيئة، إن:
المرحلة الأخيرة سجلت (12) مشاهدة شملت رصد كلٍّ من: دولفين المحيط الهندي الأحدب، ودولفين سبنر الدوّار، ودولفين المحيط الهندي الهادي قاروري الأنف، والدولفين العام ذو المنقار الطويل، والبقعة الصفراء.

وأشار إلى أن:
عدد الرحلات البحرية خلال هذه المرحلة بلغ (9) رحلات، ليصل إجمالي عدد الرحلات المنفذة منذ بدء المشروع إلى (41) رحلة، بمسافة إجمالية مقطوعة بلغت (5367.8 كم)، منها (1173 كم) خلال المرحلة الأخيرة.

وأوضح أن:
عدد المشاركين في أعمال المسح خلال المرحلة الأخيرة بلغ (15) مختصًّا من هيئة البيئة، إلى جانب مشارك من وزارة التراث والسياحة، وآخر من المجلس البيئي الطلابي، و(10) متطوعين من شركة أسياد للنقل البحري، و(5) مشاركين من مختلف وسائل الإعلام.
وبيّن الرواحي أن:
الفريق استخدم خلال عمليات المسح تطبيق “سبنر الدوّار” لتسجيل البيانات الميدانية، إلى جانب أجهزة استماع وتسجيل أصوات الثدييات البحرية، وجهاز قياس العوامل الكيميائية والفيزيائية، وجهاز الملاحة البحرية المثبت على قارب المسح.
من جانبها، أوضحت المهندسة عايدة بنت خلف الجابرية، رئيسة فريق المشروع، أن:
المرحلة الأخيرة شملت مسح الخط الساحلي الممتد من رأس مسندم حتى نيابة ليما، بالإضافة إلى تجربة مسح المياه العميقة على بعد أكثر من (11 كم) من الساحل، وهي تجربة نُفذت لأول مرة ضمن هذا المشروع.
وأضافت أن:
المشروع أسهم في توثيق بيانات ميدانية حول أنواع الثدييات البحرية في سواحل محافظة مسندم، ورفع الوعي المجتمعي بدور هذه الكائنات في الحفاظ على التوازن البيئي، كما ستسهم نتائجه في دعم جهود سلطنة عُمان لحماية التنوع الأحيائي البحري.

وأكدت أن:
تنفيذ المشروع تم بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية المدنية والعسكرية، منها مكتب محافظ مسندم، ووزارة التراث والسياحة، ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، وقاعدة مسندم البحرية، وسفينة “شناص”، وخفر السواحل بولاية خصب، وسلاح الجو السلطاني العُماني، والمديرية العامة للتربية والتعليم بالمحافظة، إلى جانب عدد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وأشارت الجابرية إلى أن:
الفريق سيعمل خلال الفترة المقبلة على تحليل البيانات وعرض المخرجات، مع ضمان استمرارية تدفق البيانات عبر البلاغات المقدمة من المجتمع المحلي والصيادين من خلال الخط الساخن والرابط الإلكتروني المخصص لذلك.
كما كشفت عن رؤية استراتيجية للتوسع في تنفيذ هذا النوع من المسوحات في مختلف المحافظات الساحلية بسلطنة عُمان، على أن يتم الإعلان عن الوجهة التالية بعد دراسة أولويات المرحلة القادمة.
وستُعرض نتائج المشروع لاحقًا في مؤتمر صحفي، كما سيُعد الفريق أوراقًا علمية توثق إنجازات المشروع وأهميته البحثية لنشرها في مجلات علمية عالمية محكّمة.






