بدأت اليوم بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، أعمال منتدى الدقم الاقتصادي 2025، في نسخته الثانية الذي تنظمه الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة تحت شعار “الدقم تقود التغيير”، بحضور أكثر من 400 مشارك، و54 متحدثًا من داخل سلطنة عُمان وخارجها.
ويناقش المنتدى على مدى يومين، ثلاثة محاور رئيسة تتمثل في السياحة المتكاملة وتطوير أنماط الحياة، والتصنيع الأخضر والصناعات المتجددة، والمدن الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي.

رعى افتتاح المنتدى معالي سلطان بن سالم الحبسي وزير المالية الذي أكد على أن:
المنتدى يدعم توجهات سلطنة عُمان في الدفع بنمو المشروعات النوعية واستكشاف الفرص الاستثمارية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وخاصة في المجالات التي لها ميزة تنافسية تدعم الصناعات التحويلية والصناعات الخضراء والطاقة النظيفة كالهيدروجين الأخضر والخدمات اللوجستية.
وقال معاليه في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن:
الحكومة ملتزمة بتقديم العديد من الحوافز والمزايا الجاذبة للمستثمرين الجادين للاستثمار في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم والمناطق الاقتصادية والمدن الصناعية الأخرى، مشيرًا إلى أنه تم تشكيل فريق حكومي “فريق التفاوض” يتبع قطاع الاستثمار بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار مكوّن من عدد من المسؤولين بالجهات الحكومية لتسريع أخذ الموافقات وتسهيل الصعوبات أمام كبار المستثمرين.
وأكد معاليه على أن:
المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تعد بيئة متكاملة تدعم العمل والمعيشة، وتعد من أكبر المناطق الاقتصادية الخاصة في الشرق الأوسط بمساحة تزيد على ألفين كيلومتر مربع وتستفيد من البنية الأساسية ذات الكفاءة العالية المتمثلة بالميناء التجاري والحوض الجاف لإصلاح السفن والمطار الذي يستقبل طائرات الركاب والشحن.

من جانبه قال معالي الشيخ الدكتور علي بن مسعود السنيدي رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة إن:
النسخة الثانية لهذا المنتدى تركز على جودة الحياة في الدقم كون أن محافظة الوسطى بها العديد من حقول النفط إلى جانب منتجات الطاقة المتجددة التي ستنشأ في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم؛ ما يتطلب أن تكون مركز مزوّد بالخدمات.
وأضاف معاليه في تصريح له أنه:
يتم خلال المنتدى بحث المنتجات المختلفة التي من الممكن أن تقدمها المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم لجعلها منطقة مختلفة عن المناطق الاقتصادية الأخرى في العالم.
وبيّن معاليه أن:
المنتدى يأتي استكمالًا لمرحلة إنتاج الطاقة التي ركزت عليها المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في المرحلة الماضية ويجري حاليًّا مناقشة مرحلة استخدام تلك الطاقة المتجددة.

من جهته أكد المهندس أحمد بن علي عكعاك الرئيس التنفيذي للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أن:
الاستثمارات الملتزم بتنفيذها في المنطقة ارتفعت حتى منتصف العام الجاري إلى أكثر من 6.3 مليار ريال عُماني بما يعادل 16.4 مليار دولار أمريكي مسجلة نموًّا بنسبة 5.3 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ونموًّا بنسبة 71.8 بالمائة مقارنة عن مستواها في نهاية عام 2022م والبالغ 3 مليارات و680 مليون ريال عُماني.
وقال في كلمته إن:
استراتيجية المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم (2026 – 2030) التي تم إطلاقها في مارس الماضي، تهدف إلى تعزيز قدرات المنطقة وإمكانياتها لاستقطاب الاستثمارات، وتركز على أن تكون المنطقة الموقعَ الاستراتيجيَّ المفضل للطاقة المتجددة والصناعات المستدامة وبالشكل الذي يوفر فرصًا عديدة للأعمال التجارية ويُسهم في تنشيط القطاع السياحي وتطوير نمط الحياة.

وألقى أندرو مايكل باين، المدير الإبداعي العالمي لمجموعة “إنتربراند” الكلمة الرئيسة للمنتدى، أكد خلالها أن:
هناك العديد من الفرص والتجارب للتعريف بما تملكه سلطنة عُمان من إمكانات ومقومات سياحية، موضحًا أن “السياحة في سلطنة عُمان أصبح لها في حد ذاتها هوية، وتجربة رائعة أثنت عليها منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، كما يمكنها أن تنجح في أن تكون الوجهة المستدامة الأولى في المنطقة”.

وشهدت فعاليات اليوم الأول للمنتدى توقيع عدد من الاتفاقيات..
ضمت اتفاقية شراكة استراتيجية بين مجموعة أوكيو ممثلة في الشركة العُمانية للصهاريج “أوتكو”، وشركة “رويال فوباك” الهولندية، تهدف إلى الاستثمار في إنشاء وتشغيل مرافق لتخزين المنتجات البترولية والكيميائية بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم مع خطط للتوسع مستقبلًا لتشمل مشروعات نوعية في مجالات الأمونيا الخضراء والهيدروجين الأخضر بما يعزز مكانة سلطنة عُمان كمركز لوجستي دولي، ويدعم توجهها نحو التنويع الاقتصادي والطاقة النظيفة.
وبموجب هذه الاتفاقية سيتم تأسيس شركة جديدة تمتلك فيها “أوتكو” نسبة 51 بالمائة و “فوباك” 49 بالمائة، لتشكّل نقلة نوعية في مسار تطوير وتشغيل مرافق تخزين وتصدير متقدمة في الدقم، صُمّمت لتلبية احتياجات تدفقات الطاقة العالمية.

كما تم خلال المنتدى توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين شركتي “تنمية طاقة عُمان”، و “سوميتومو كوربوريشن” اليابانية، تهدف إلى تأسيس وإدارة شركة متخصصة في إدارة سلسلة التوريد لقطاع الطاقة ضمن مشروع استراتيجي مشترك في سلطنة عُمان.

وتضمن المنتدى التوقيع على مذكرة تفاهم بين المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم والشركة العُمانية لتنمية المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم ” تطوير”، وشركة الأبرار العقارية، لتطوير مشروع سياحي وسكني وتجاري متكامل في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.

ووقّعت اتفاقية شراكة استراتيجية بين شركة “مرافق” الدقم، والجامعة الألمانية للتكنولوجيا في سلطنة عُمان، تقوم بموجبها شركة “مرافق” بتمويل إنشاء المجمع الاجتماعي لمرافق في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، في حين تتولى الجامعة الألمانية للتكنولوجيا تنفيذ عملية البناء باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى إدارة وتشغيل المجمع على المدى الطويل بعد اكتماله.

كما وقّعت مذكرة تفاهم بين شركة ميناء الدقم وشركة “نيبون يوسن لاين” اليابانية، تهدف إلى تطوير التعاون الاستراتيجي بين الطرفين في مجالات النقل البحري والبنية الأساسية للميناء بما يعزز مكانة ميناء الدقم كمركز بحري ولوجستي محوري في المنطقة.

وتضمنت فعاليات اليوم الأول للمنتدى أربع جلسات، شهدت نقاشات موسعة رفيعة المستوى، شارك فيها عدد من المسؤولين الحكوميين وصنّاع القرار، والمستثمرين وقادة الأعمال، والأكاديميين والخبراء الاقتصاديين من داخل سلطنة عُمان وخارجها، جاءت الجلسة الأولى بعنوان: “إطلاق الفرص” وتناولت الميزة التنافسية لسلطنة عُمان، فيما جاءت الجلسة الثانية تحت عنوان: “تجربة الدقم – صياغة سرد جديد للسياحة الفاخرة والمغامرات” واستعرضت إمكانات الدقم لتكون وجهة عالمية للمسافرين الباحثين عن الرفاهية والمغامرات، كما ناقشت الفرص الناشئة في تطوير المنتجعات المستدامة والسياحة البيئية والمغامرات البحرية والصحراوية والتجارب الثقافية.

وناقشت الجلسة الثالثة “بناء نموذج سياحي متجدد” وتطرقت إلى السبل التي تمكن الدقم لتتصدر المشهد الإقليمي من خلال تطبيق استراتيجيات أعمال مبتكرة وأطر استثمارية تُعيد إحياء البيئات الطبيعية، وجاءت الجلسة الرابعة بعنوان: “المخطط الأخضر – التصنيع في عصر الحياد الكربوني” أكد المشاركون فيها على أن “الدقم” تُعيد صياغة قواعد التصنيع في عصر الحياد الكربوني من خلال تسخير الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر لدفع ثورة صناعية مستدامة.
ويشتمل اليوم الثاني للمنتدى غدًا “الثلاثاء” على خمس جلسات نقاشية أخرى، تأتي الأولى بعنوان: “فن المرونة – التصنيع في عالم سريع التغير في عالم الأعمال”، والجلسة الثانية: “التطوير من الصفر والتفكير الإبداعي – تصميم البنية الأساسية الحضرية في الدقم”، والجلسة الثالثة: “التقنيات الذكية: ترسيخ مكانة الدقم كمدينة رائدة في التوسع الحضري وجاهزيتها للمستقبل”، وتعقد الجلسة الرابعة تحت عنوان: “استقطاب المواهب: العيش والعمل واللعب” والجلسة الخامسة تحت عنوان: “تمكين المجتمعات من خلال التنمية السياحية”.






