بدأت بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض اليوم، أعمال قمة الشبكة العُمانية للبحث العلمي والتعليم للتكنولوجيا التي تركز على الذكاء الاصطناعي كقوة دافعة لتحول التعليم والبحث العلمي، في ظل التوجهات الوطنية لتعزيز التحول الرقمي والابتكار في مختلف القطاعات الحيوية.
رعى حفل افتتاح القمة معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
وتهدف القمة إلى تشجيع الابتكار، وتعزيز التعاون البحثي، ودعم تبادل الأفكار والخبرات، إلى جانب تقديم رؤى جديدة وتوصيات عملية من شأنها دفع عجلة التطوير في التعليم والبحث العلمي على المستوى الوطني، كما تسلّط الضوء على أفضل الممارسات العالمية في استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير جودة التعليم وتعزيز كفاءة الأنظمة الأكاديمية والبحثية.

وقالت نجاح بنت محمد الراشدية المديرة العامة لمركز الابتكار بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار:
إن الوزارة تعمل من خلال منظومة السياسات والبرامج التي تشرف عليها، على تمكين المؤسسات التعليمية والبحثية من توظيف الذكاء الاصطناعي على عدة مسارات منها تطوير المناهج التعليمية، وتحليل مخرجات التعلم، وتحفيز البحث العلمي التطبيقي، وذلك لإعداد الكفاءات الوطنية القادرة على قيادة هذا التحول، إلى جانب توظيف الذكاء الاصطناعي لتطوير أنظمتها الحالية لخدمة الباحثين بطرق أكثر كفاءة وفاعلية.

بعدها قدّم معالي الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” – ضيف شرف القمة، كلمةً تناول فيها:
أبرز المؤشرات المتعلقة بالمملكة العربية السعودية ومصادر الإلهام والبناء والتوجهات المستقبلية للمملكة في الذكاء الاصطناعي، وجهودها في إعداد الدليل الوطني لمهن البيانات والذكاء الاصطناعي، والمنظومة التشريعية والتنظيمية، مختتمًا عرضه بأهم مبادرات الهيئة في الريادة التقنية والمسؤولية الاجتماعية.

بعد ذلك، استعرض سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات أبرز جهود البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة في دعم التحول الرقمي الوطني، وتسريع التشريعات الداعمة لها.
من جانبه شارك البروفيسور مارك أنطوان ديلاك، أستاذ الفلسفة بجامعة مونتريال الكندية، وخبير أخلاقيات الذكاء الاصطناعي باليونسكو بورقة بعنوان “التعلم والتعليم في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي”، تناول خلالها دور الذكاء الاصطناعي في دعم التعليم من خلال توليد الأفكار، وتخصيص التعلم عبر مدرسين افتراضيين، وتعزيز التدريب العملي، مشيرًا في الوقت ذاته إلى ثلاثة تحديات رئيسة تتمثل في عدم الموثوقية، وفقدان المهارات، وانعدام الأصالة.
وركزت جلسات اليوم الأول للقمة على ممكنات الذكاء الاصطناعي في منظومة التعليم (التقنيات والتشريعات وبناء القدرات)، والعوامل والتقنيات الرئيسة التي تدفع نحو دمج الذكاء الاصطناعي في البيئات التعليمية، ومع استمرار الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل طرق التعليم والتعلم، وسلّطت المناقشات الضوء على الممكنات التي تجعل هذا التحول واقعًا – بما في ذلك البنية الأساسية، وإتاحة البيانات، والأطر السياسية، الثقافة الرقمية، والجوانب الأخلاقية.

فيما دارت الجلسة الثانية بعنوان “الآثار المترتبة على تطبيق الذكاء الاصطناعي في منظومة التعليم،” حيث يتم استعراض الفرص التي توفرها هذه التقنيات في تطوير أساليب التدريس وتحسين تجربة التعلم، إلى جانب التحديات المرتبطة بالمهارات الرقمية، والبنية الأساسية، والاعتبارات الأخلاقية، كما ناقش الخبراء والمختصون كيفية توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول لتحقيق تعليم أكثر كفاءة وفعالية، مع تسليط الضوء على السياسات والاستراتيجيات اللازمة لدعم هذا التحول.
وتناولت محطة حوارات المستقبل جلستين رئيستين، ركزت الأولى حول تحديات توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم والتعلم، فيما تطرقت الثانية عن مخرجات التعليم العالي وسوق العمل في عصر الذكاء الاصطناعي، وناقشتا جاهزية المؤسسات الأكاديمية، والفجوة بين المهارات التعليمية ومتطلبات سوق العمل، ودور الذكاء الاصطناعي في تشكيل وظائف المستقبل.
كما تضمنت القمة في يومها الأول تنفيذ حلقات تدريبية تناولت موضوعات متخصصة شملت تحليل البيانات، والذكاء الاصطناعي في التعليم وأخلاقياته.
وأقيم على هامش القمة معرض مسار المستقبل، بمشاركة 12 مؤسسة أكاديمية حكومية وخاصة، بالإضافة إلى ركن خاص بضيف شرف القمة الهيئة السعودية لبيانات الذكاء الاصطناعي “سدايا”، استعرض أهم الابتكارات في مجال التقنية والذكاء الاصطناعي مثل الدرون والطابعات ثلاثية الأبعاد وبرامج محاكاة الواقع الافتراضي، إلى جانب المواقع والتطبيقات الإلكترونية.

وستناقش فعاليات اليوم الثاني من القمة، الذكاء الاصطناعي وبناء الاقتصاد الرقمي، وفرصه وتحدياته في منظومة البحث والابتكار، مركزةً على استثمار الذكاء الاصطناعي لدعم النمو الاقتصادي وتعزيز البحث العلمي والابتكار، إلى جانب ضمان الاستخدام المسؤول والمستدام للتقنيات الحديثة، فضلًا عن الإعلان عن الفائزين في هاكاثون “غيماثون” المصاحب للقمة.
حضر افتتاح القمة..
- معالي الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”.
- وعدد من أصحاب السعادة والمكرمين.
- ورؤساء وعمداء الجامعات والكليات الحكومية والخاصة.
- وبمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين وصنّاع القرار من داخل سلطنة عُمان وخارجها.