تشارك سلطنة عُمان دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية الذي يصادف الـ10 من أكتوبر من كل عام، تأكيدًا على أهمية توفير بيئة داعمة للصحة النفسية، وتقليل الوصمة المجتمعية المرتبطة بالأمراض النفسية.
وأشار عدد من المختصين في الصحة النفسية لوكالة الأنباء العُمانية إلى أن:
تعزيز الوعي بأهمية التوازن النفسي أصبح ضروريًّا في ظل تزايد الضغوط المهنية والاجتماعية، مؤكدين أن الاهتمام بالصحة النفسية يسهم في رفع مستوى الإنتاج والإبداع، ويحدّ من ظواهر القلق والاكتئاب.
وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة زكية بنت قحطان البوسعيدية، استشاري أول طب الأسرة ومعالجة نفسية في مركز “ناين” ومركز “واحة الأمل” للاستشارات، أن:
الاهتمام بالصحة النفسية لا يجب أن يُنظر إليه كرفاهية أو خيارٍ ثانوي، بل هو شرط أساسي للصحة الجسدية والقدرة على الإنتاج.

وأشارت إلى أن:
الدراسات أثبتت أن التوتر المزمن يُضعف جهاز المناعة، ويسبب مشكلات صحية خطيرة مثل أمراض القلب والسكري واضطرابات النوم.
وأضافت أن:
التوازن النفسي لا يعني أن نعيش حياة خالية من الضغوطات، فهذا أمر غير واقعي، بل أن نملك الأدوات الداخلية التي تساعدنا على مواجهة الضغوط دون أن نفقد هويتنا أو قيمنا الأساسية.
وأوضحت أن:
الحفاظ على التوازن النفسي يبدأ من التمسك بالقيم الأصيلة التي تجعل الفرد أكثر قدرة على مواجهة التحديات بسلامٍ داخلي، فعندما يحافظ الفرد على توازنه النفسي، فإنه لا يحمي نفسه من الاحتراق النفسي فحسب، بل يعزز أيضًا قدرته على الإبداع والعطاء وبناء علاقاتٍ صحية مع الآخرين.
من جانبه، قال الدكتور فراس بن علي العجمي، طبيب نفسي، إن:
الحفاظ على التوازن النفسي أصبح تحديًا في ظل تزايد الضغوط المهنية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن الخطوة الأولى لتحقيق ذلك تتمثل في الوعي الذاتي الذي يساعد على التعامل مع الضغوط قبل تحولها إلى أزمةٍ نفسية.

وأضاف أن:
تنظيم الروتين اليومي يُعدّ من الأساسيات للحفاظ على الصحة النفسية من خلال النوم الكافي، والتغذية السليمة، والنشاط البدني المنتظم، والتخصيص الواعي لوقت الراحة.
وأكد على:
ضرورة تعلّم الفرد وضع الحدود الصحية في العلاقات المهنية والاجتماعية، وعدم الشعور بالذنب عند قول “لا” حين يتجاوز الآخرون حدوده، لأن الحفاظ على النفس لا يتعارض مع القيم، بل هو جزءٌ من احترام الذات والاتزان الداخلي.
وبيّن أن:
الوعي بالوقاية النفسية ما زال في بدايته، إلا أن هناك تطورًا ملحوظًا في التقبّل لدى فئة الشباب، موضحًا أن التحول من ردّ الفعل إلى السلوك الواعي يبدأ بالتثقيف المستمر، وإدماج مفاهيم العافية النفسية في الحياة اليومية، وطلب الدعم عند الحاجة تمامًا كما نفعل مع الوقاية الجسدية.
وفي الإطار نفسه، قالت عائشة بنت عامر النظيرية، أخصائية نفسية واستشارية علاقات زوجية والرئيس التنفيذي لمركز مملكة الود للاستشارات الأسرية، إن:
الشباب اليوم يعيشون تحت ضغطٍ نفسي مستمر لأنهم أكثر الفئات ارتباطًا بالشاشات وتأثرًا بالمقارنة الاجتماعية والشعور بالوحدة، وقد أثبتت الدراسات وجود الاكتئاب بنسبة 4 بالمائة بسبب الجلوس أمام الشاشات لفترات طويلة.

وأضافت أن:
هذا الواقع الجديد يتطلّب تطويرًا في أسلوب التعامل مع المراجعين ليتناسب مع وتيرة الحياة الحديثة، فبدلًا من انتظار المراجع لأشهر، يمكن للأخصائي النفسي أن يتواصل معه عبر جلسات قصيرة ومتكرّرة لمتابعة حالته ودعمه بشكلٍ مستمر، مع استخدام أدوات رقمية لتذكيره بالتمارين النفسية أو لمراقبة حالته المزاجية اليومية.