بدأت بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض اليوم أعمال النسخة الخامسة لمعرض ومؤتمر العمران والبيت والبناء، تحت شعار “مدن مستدامة للإنسان”، وشهد تدشين دليل اشتراطات ومتطلبات البناء العُماني وتوقيع اتفاقيات تطوير في مشروعات المدن المستقبلية وتطوير أحياء ضمن مبادرة الأحياء السكنية المتكاملة وطرح فرصة استثمارية جديدة.

رعى حفل افتتاح المعرض – الذي تنظمه وزارة الإسكان والتخطيط العمراني وبالتعاون مع أكسبو مسقط – معالي الشيخ الفضل بن محمد الحارثي الأمين العام لمجلس الوزراء.
ويمثل معرض ومؤتمر العمران والبيت والبناء، منصة استثنائية تجمع نخبة من الخبراء والمطورين والمستثمرين وصُنّاع القرار من مختلف القطاعات، وسط مشاركة واسعة من مؤسسات حكومية وخاصة وخبراء عالميين في مجالات العمران والتخطيط الحضري والتصميم المعماري والبناء المستدام.
ويأتي انطلاق المعرض بالتزامن مع احتفال العالم بشهر أكتوبر العمران، الذي يعكس حرص سلطنة عُمان على تعزيز دورها في تطوير مدن مستدامة تحقق أهداف التنمية الحضرية المتوازنة، كما يسهم في تعزيز مشاركة الشباب وإطلاعهم على المشروعات العمرانية المستقبلية، وتشجيعهم على ابتكار حلول للتحديات التخطيطية والمساهمة في صياغة مستقبل المدن بأساليب عصرية ومستدامة.

وتم خلال الافتتاح التوقيع على 7 اتفاقيات شراكة وتطوير في مشروعات المدن المستقبلية تجسدت في مدينة السلطان هيثم، ومدينة الثريا بمحافظة مسقط والجبل العالي بمحافظة الداخلية، بما يعزز خارطة النمو العمراني في سلطنة عُمان ويفتح آفاقًا جديدة للاستثمار، ويعكس الالتزام بمبدأ “نسابق الزمن” في تسريع تنفيذ هذه المدن وفق أعلى المعايير العصرية، ودعم جودة الحياة بما يواكب التحولات الاقتصادية والعمرانية التي تشهدها سلطنة عُمان.
تم خلال الحدث إسناد مناقصة تنفيذ محطة الصرف الصحي في مدينة السلطان هيثم إلى شركة الصاروج للتجارة والمقاولات، بقيمة استثمارية تجاوزت 7 ملايين ريال عُماني بالتعاون مع شركة نماء للمياه، كما تم إسناد مناقصة إنشاء الخط الرئيسي للصرف الصحي القادم من ولاية السيب إلى مدينة السلطان هيثم إلى شركة أونيك، بقيمة استثمارية تجاوزت 8 ملايين ريال عُماني بالتعاون مع شركة نماء للمياه.
كما تم توقيع سلسلة من اتفاقيات الشراكة والتطوير في الجبل العالي بولاية الجبل الأخضر، شملت اتفاقية تطوير المنطقة الصحية بالقرية الغربية، على مساحة 600 ألف متر مربع، تضم وحدات سكنية تصل إلى 500 وحدة سكنية و120 وحدة فندقية تشمل فندقًا من فئة 5 نجوم للرعاية الصحية والاستجمام، إضافة إلى مطاعم فاخرة ومسطحات خضراء وحدائق ومماشٍ عامة، بقيمة استثمارية تجاوزت 200 مليون ريال عُماني، من تطوير شركة مستير.
وتوقيع اتفاقية مشروع تلال العلعلان وإنشاء ملعب الغولف على مساحة 2.26 مليون متر مربع، ويضم 2100 وحدة سكنية وفندقين من فئة 5 نجوم، وملعب غولف عالمي مكوّن من 18 حفرة وساحة للفعاليات والمهرجانات ومرافق تجارية ومطاعم عالمية بقيمة استثمارية تجاوزت 400 مليون ريال عُماني، من تطوير شركة “كامكورب للاستثمار” الإماراتية.
وفي الجانب البيئي والسياحي، تم توقيع اتفاقية لتطوير منتجع بيئي فاخر بقيمة استثمارية تبلغ 3 ملايين ريال عُماني، على مساحة تتجاوز 150 ألف متر مربع، ويضم 15 من النزل الفاخرة المصممة بروح الطبيعة الجبلية، ليكون أحد أبرز الوجهات الفندقية البيئية في مشروع “الجبل العالي”، من تطوير شركة السرايا للتطوير.
كما تم توقيع اتفاقية تطوير مخيم بيئي يضم 60 نزلًا بيئيًّا ومرافق خدمية متنوعة، على مساحة 12 ألف متر مربع بقيمة استثمارية تبلغ 3 ملايين ريال عُماني من تطوير شركة مشاريع نخيل الصحراء السياحية (عُمان).

وتم توقيع اتفاقية شراكة وتطوير لحي سكني ومرافق مجتمعية على مساحة 185 ألف متر مربع يضم 200 وحدة سكنية، باستثمار يبلغ 30 مليون ريال عُماني من تطوير شركة مشاريع نخيل الصحراء السياحية (عُمان).
وفي سبيل توفير بيئة سكنية متكاملة وتعزيز الشراكة المجتمعية، تم التوقيع على اتفاقية تطوير حي سكني متكامل الخدمات ضمن مبادرة صروح في مشروع “الجبل العالي”، على مساحة 200 ألف متر مربع، يضم 200 وحدة سكنية، من تطوير شركة أهلية مؤسسة من قبل أهالي ولاية الجبل الأخضر، ويعد أحد المشروعات المجتمعية النموذجية التي تعزز مفهوم الشراكة المجتمعية وتوفير بيئات سكنية متكاملة لأهالي المنطقة.
كما تم التوقيع على اتفاقية إعادة تأهيل القرية التراثية الواقعة في حديقة الجبل العالي وتوفير تجربة سياحية مميزة وإضافة مرافق خدمية تجارية وإيجاد تجربة سياحية تراثية وتاريخية متميزة، على مساحة 10 آلاف متر مربع، من تطوير شركة الجرف الشرقي.
كما شهد الحدث توقيع اتفاقية الخدمات الاستشارية للتصميم التفصيلي للمخطط الرئيسي لمشروع الجبل العالي، وذلك بقيمة استثمارية تتجاوز 3.6 مليون ريال عُماني، بالتعاون مع شركة “نيكولسون جونز بارتنرشيب عمان”.
إلى جانب هذه المشروعات، شهد الحدث تقديم مساهمات مجتمعية من الشركات المطوّرة، حيث قدّمت كل من شركة مستير وشركة كامكورب مساهمات بقيمة مليوني ريال عُماني لكل منهما دعمًا للمشروعات والخدمات المجتمعية في الجبل العالي.
وفي مدينة الثريا تم توقيع اتفاقية تطوير الحي رقم (8)، على مساحة تبلغ 73 ألف متر مربع، ويضم المشروع 28 وحدة سكنية وحديقة عامة ومرافق مجتمعية متكاملة، بقيمة استثمارية تجاوزت 25 مليون ريال عُماني، من تطوير شركة مدن للتطوير المستدام.
كما تم إسناد مناقصة تنفيذ الأعمال الإنشائية لخدمات البنية الأساسية والطرق في مدينة الثريا لشركة “تارجيت”، بقيمة استثمارية إجمالية بلغت 38.2 مليون ريال عُماني، بالشراكة مع بلدية مسقط وشركة نماء لخدمات المياه، وشركة نماء لتوزيع الكهرباء، والشركة العُمانية للنطاق العريض، مما يعكس تكامل الجهود الوطنية في توفير بنية أساسية متقدمة.
وتم خلال حفل الافتتاح تدشين دليل اشتراطات ومتطلبات البناء في سلطنة عُمان، الذي يُعد مرجعًا وطنيًّا شاملاً يجمع معايير السلامة والجودة في منظومة واحدة، ويشكّل خطوة محورية نحو توحيد الممارسات الهندسية والإنشائية في مختلف المحافظات.
ويأتي إصدار الدليل في إطار جهود الوزارة بالتعاون مع الشركاء في اللجنة الفنية الدائمة للدليل، لتطوير منظومة البناء والتشييد ورفع كفاءة البنية التنظيمية والفنية، بما يضمن الحد الأدنى المقبول من متطلبات السلامة، والصحة العامة، وجودة الحياة، استنادًا إلى الأسس العلمية والظروف الطبيعية والمعايير الهندسية المعتمدة، وبما يعزز توفير بيئة عمرانية آمنة ومستدامة وذات كفاءة اقتصادية عالية.
ويُعد دليل اشتراطات ومتطلبات البناء جزءًا من منظومة فنية متكاملة تضم ستة أدلة متخصصة تغطي مختلف الجوانب الإنشائية والبيئية والتقنية، تشمل: دليل البناء العام، ودليل المباني القائمة والتاريخية، ودليل كفاءة الطاقة والاستدامة، والدليل الميكانيكي، ودليل التمديدات الصحية وشبكات المياه، ودليل الصرف الصحي الخاص.
وتُسهم هذه الأدلة في رفع كفاءة التصميم والتنفيذ وتحقيق التوازن بين متطلبات السلامة والاستدامة والتكلفة الاقتصادية، بما يرسخ ثقافة البناء المسؤول ويعزز من جودة البيئة العمرانية في سلطنة عُمان.
كما جرى خلال حفل الافتتاح التوقيع على اتفاقيتين لتطوير أحياء سكنية متكاملة في محافظتي جنوب الباطنة وجنوب الشرقية، بإجمالي قيمة استثمارية تتجاوز 11 مليون ريال عُماني، وذلك في إطار مبادرة “صروح” التي تهدف إلى إيجاد مجتمعات عمرانية مستدامة ومتنوعة في مختلف محافظات سلطنة عُمان.
فقد تمثلت الاتفاقية الأولى في تطوير حي الملتقى بولاية الرستاق على مساحة تتجاوز 766 ألف متر مربع، ويضم المشروع 715 وحدة سكنية، بإجمالي قيمة استثمارية تُقدّر بنحو 7 ملايين ريال عُماني، وذلك من تطوير شركة أساور للتطوير العقاري.
أما الاتفاقية الثانية، فتشمل تطوير حي الفلاح بولاية جعلان بني بو علي على مساحة تتجاوز 200 ألف متر مربع، ويضم المشروع 188 وحدة سكنية، بقيمة استثمارية بلغت 4 ملايين ريال عُماني، من تطوير شركة تنفيذ العقارية.
وفي جانب الفرص الاستثمارية، تم خلال الحدث طرح (11) فرصة استثمارية جديدة ضمن المبادرة ذاتها، لإنشاء أحياء ومخططات سكنية متكاملة في سبع محافظات، بإجمالي مساحة تتجاوز 2.9 مليون متر مربع، موزعة على مواقع استراتيجية مختارة.
وتشمل المحافظات المستهدفة كلًا من:
- مسقط.
- شمال الشرقية. جنوب الشرقية.
- الداخلية.
- جنوب الباطنة، وشمال الباطنة.
- ظفار.
بما يعكس التوزيع المتوازن للمشروعات التنموية على مستوى سلطنة عُمان وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تطوير منظومة الإسكان العصري.
وفي جانب تسهيل تمويل المستفيدين في مشروعات الأحياء السكنية المتكاملة، سيشهد الحدث توقيع 10 اتفاقيات تعاون بين مطوري الأحياء السكنية والمؤسسات التمويلية، في خطوة تهدف إلى تقديم حلول تمويلية ميسّرة ومرنة تواكب احتياجات مختلف الفئات، وتُسهم في تعزيز فرص التملك ضمن بيئات سكنية حديثة مكتملة الخدمات.
وعلى هامش المؤتمر التقى معالي الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي وزير الإسكان والتخطيط العمراني بسعادة آمنة بنت أحمد الرميحية وزيرة الإسكان والتخطيط العمراني بمملكة البحرين، لبحث آليات التعاون وتعزيز العلاقات بما يسهم في نمو قطاعي الإسكان والتخطيط العمراني في البلدين، في خطوة تعزز العلاقات الثنائية وفتح آفاق استثمارية جديدة بين البلدين.
وسيشهد المؤتمر توقيع أكثر من 32 اتفاقية انتفاع في القطاع الصناعي والزراعي والإنتاج الحيواني، بقيمة استثمارية إجمالية تجاوزت 8.2 مليون ريال عُماني وعلى مساحة إجمالية تتجاوز 7 ملايين متر مربع، منها 21 عقد انتفاع لرواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، و11 عقد انتفاع زراعي، في خطوة تعكس التوجه نحو تعظيم الاستفادة من الأراضي الحكومية وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني ورفد الأمن الغذائي وتشجيع الاستثمار الزراعي، إلى جانب توفير فرص عمل جديدة، وتحفيز بيئة الاستثمار المحلي.

كما سيتم التوقيع على اتفاقية تركيب لوحات الشوارع والمباني ضمن مشروع العنونة الوطني في جميع ولايات سلطنة عُمان، حيث تشمل الاتفاقية تركيب لافتات الشوارع والمباني ضمن نظام موحد يعزز سهولة الوصول والتعريف بالمواقع، ويدعم التحول الرقمي والخدمات الجغرافية (GIS) على مستوى المحافظات، وتبلغ القيمة الاستثمارية للاتفاقية أكثر من 1.3 مليون ريال عُماني.
وسيشهد المؤتمر عقد عدد من الجلسات المسائية، من أبرزها الجلسة الحوارية بعنوان “التمويل والسياسات لمستقبل المدن المستدامة”، التي تسلط الضوء على صياغة السياسات الاقتصادية والتحفيزية لجذب الاستثمارات، وتعزيز الهوية العمرانية كعنصر تنافسي للمدن، ودور المدن كمحرّكات رئيسية للاقتصاد الوطني.
ويشارك في الجلسة كلٌّ من:
- معالي الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي، وزير الإسكان والتخطيط العمراني.
- سعادة الدكتورة آمنة بنت محمد الرميحية، وزيرة الإسكان والتخطيط العمراني بمملكة البحرين.
- المهندس خالد سابع، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية بجمهورية مصر العربية.
كما تتضمن الجلسات المسائية عروضًا حوارية تسلط الضوء على مجموعة من المشروعات الوطنية الرائدة، من بينها مخطط وسط الخوير والمخطط الهيكلي لصلالة الكبرى، بهدف إتاحة الفرصة لروّاد المعرض للاطلاع على أبرز ملامح المشروعات المستقبلية ودورها في تعزيز التنمية العمرانية.

ويقدّم معرض ومؤتمر العمران والبيت والبناء تجربة تفاعلية شاملة للزوار، حيث يضم المعرض أكثر من 226 ركنًا متنوعًا، يتيح للزوار التعرف عن قرب على المشروعات المستقبلية الكبرى التي ترسم ملامح التنمية الحضرية في سلطنة عُمان، من أبرزها مدينة السلطان هيثم، ومدينة الثريا، ومشروع الجبل العالي، ومبادرة صروح للأحياء السكنية المتكاملة.
ويُعدّ المعرض فرصة فريدة يطّلع من خلالها الزائر على الخيارات الإسكانية المتاحة، بما في ذلك مبادرة “مسكنك الأوّل” التي تتيح للمواطنين من أصحاب الطلبات السكنية فرصة تملّك شقة سكنية مدعومة ضمن أحياء متكاملة الخدمات، إلى جانب الحلول التمويلية الميسّرة التي تقدمها المؤسسات التمويلية المشاركة لاستكشاف فرص الاستثمار والتملك، بما يعزز التكامل بين القطاعين العام والخاص في دعم منظومة الإسكان والتطوير العقاري.
ويضم المعرض أركانًا متنوعة تعرض أحدث حلول المنازل الذكية، وابتكارات التصميم الداخلي والديكور، ومنتجات الأثاث والمفروشات، وتقنيات مواد البناء الحديثة، ليشكّل بذلك منصة متكاملة تجمع جميع الحلول تحت سقف واحد، وتُثري تجربة الزائر عبر مزيج من المعرفة والابتكار والفرص الاستثمارية.
كما يتضمن المعرض سلسلة من الفعاليات المتنوعة والمبتكرة، من أبرزها هاكاثون التخطيط العمراني في نسخته الخامسة “صنّاع الغد”، الذي يوفّر بيئة محفزة للشباب لتحويل أفكارهم إلى مشروعات ريادية تسهم في بناء مدن أكثر استدامة وابتكارًا.
وتشمل الفعاليات كذلك مبادرات معرفية وتثقيفية مثل “لغز العمران” التي تمزج بين التعلم والترفيه لتعريف الزوار بأسس التخطيط الحضري والمدن الذكية، إلى جانب مناظرات التخطيط العمراني التي تسعى إلى رفع الوعي المجتمعي وتعزيز مشاركة الشباب في صياغة مستقبل المدن العُمانية.