كتاب “تذكرة سفر إلى عُمان” مغامرة للأطفال في تاريخ عُمان

نظرًا لأن الكتاب موجه للأطفال، كان لا بد من المزج بين الدقة التاريخية وروح الحكاية المشوقة.
تعبيرية
تعبيرية

الإثنين,15 سبتمبر , 2025 3:19م

يُشكّل التاريخ العُماني ثروة حضارية غنية بالقصص والحكايات، وهي بحاجة إلى من يعيد تقديمها للأجيال الجديدة بلغة سهلة وجاذبة، ومن هذا المنطلق جاء كتاب “تذكرة سفر إلى عُمان.. حكايات من التاريخ العُماني”، للكاتب أحمد بن ناصر الراشدي، والصادر عن مكتبة الثعلب الأحمر العُمانية، ويسعى من خلاله إلى صياغة مجموعة من الحكايات التاريخية الموجهة للأطفال والناشئة بأسلوب قصصي مشوق يربط الماضي بالحاضر.

تعبيرية.

وقال الكاتب أحمد بن ناصر الراشدي حول تأليفه لكتاب “تذكرة سفر إلى عُمان.. حكايات من التاريخ العُماني”، إن:

إعادة إنتاج وصياغة وكتابة المشاهد والمواقف والحكايات المضيئة الخاصة بالأطفال والناشئة من تاريخ سلطنة عُمان ضرورة ملحة؛ حيث تفتقر رفوف المكتبات إلى كتب تحكي للأطفال العُمانيين والعرب ثقافة وحضارة سلطنة عُمان، رغم وجود بعض العناوين والإصدارات لكتّاب عرب كتبوا عن سلطنة عُمان، إلا أنها تفتقر إلى المعلومة الدقيقة، كما أن الرسومات التي تضمها لا تعبّر عن بيئتها وطبيعتها وتراثها.

أكد المؤلف أن حكايات الكتاب مرتبطة أغلبها بإنجازات السلاطين العُمانيين التي تُبرز دورهم الحضاري في نشر الثقافة العُمانية.

وأوضح أن:

الدافع الرئيس لتأليف هذا الكتاب جاء نتيجة لتساؤلات تلقاها من بعض أولياء الأمور والمعلمين، الذين يبحثون عن كتب في التاريخ العُماني موجهة للأطفال، ليتمكنوا من قراءتها وتلخيصها ضمن مسابقات ثقافية، الأمر الذي ولّد فكرة تأليف الكتاب لديه، فبدأ بوضع خطط لإنجازه وتأليفه.وأشار إلى أنه كان يجمع ويدوّن ما يقرؤه من القصص والحكايات التاريخية عن الشخصيات والبيئة العُمانية البحرية والبرية، وغيرها مما تضمنته “الموسوعة العُمانية للناشئة”، فاختار أن يعيد صياغة حكايات السلاطين العُمانيين المرتبطة بالإنجازات الثقافية مثل إنشاء المطبعة السلطانية، وطباعة بعض الكتب، وصناعة السفن الثقافية العابرة للقارات عبر هذا الكتاب.وبيّن أن كتب التاريخ الكبيرة والضخمة تراجعت قراءتها بسبب انشغال المربي في الأسرة وفي المدرسة بالمبهرات البصرية التي تقدمها التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، إذ أصبحت هذه الكتب ملفتة فقط للباحثين والدارسين المتخصصين.

مؤكدًا على:

ضرورة تقريب التاريخ لطلبة المدارس، الأطفال واليافعين، في إصدارات شائقة ومبهرة في أسلوبها وإخراجها، أو عبر برامج إذاعية أو تلفزيونية أو عبر اليوتيوب والبودكاست وغيرها من الأدوات القريبة من وجدان وعين الطفل المعاصر؛ فحكي التاريخ المضيء والحافل بالخير والمجد للأطفال يعطيهم أمانًا ثقافيًّا ويؤصّل فيهم الولاء والانتماء لوطنهم، ويدفعهم إلى الدفاع عنه بوعيهم وفصاحتهم وشجاعتهم مستقبلًا كونهم مدركين لمكانتهم الحضارية.

وأكد المؤلف أن:

حكايات الكتاب مرتبطة أغلبها بإنجازات السلاطين العُمانيين التي تُبرز دورهم الحضاري في نشر الثقافة العُمانية، مع ضرورة أن تكون الحكاية مرتبطة مع دول أخرى في العالم، للتأكيد على أن سلطنة عُمان بلد السلام، الذي تواصل مع حضارات وشعوب العالم ثقافيًّا وحضاريًّا، منها حكاية السلطان تيمور بن فيصل آل سعيد حين زار اليابان عام 1937، وهناك في مدينة أوساكا قام بطباعة ديوان شاعر الأسرة المالكة سعيد بن مسلم المجيزي، وحكاية السلطان برغش بن سعيد بن سلطان، الذي استلهم مشروع المطبعة السلطانية في زنجبار حين نزل مصر المحروسة في ضيافة حاكم مصر الخديوي إسماعيل باشا عام 1875 فزار المطبعة الأميرية في القاهرة، إضافة إلى حكاية وردة السلطان قابوس (طيب الله ثراه) حيث قررت جمعية الورود العالمية في هولندا أن تهدي مقام جلالته وتسمي نوعًا من الورد على اسمه تقديرًا لجهوده في حفظ السلام وحماية البيئة، وغيرها من الحكايات في بلدان العالم من نيويورك وسنغافورة ولندن ومسقط.

تعبيرية.

ونظرًا لأن الكتاب موجه للأطفال، كان لا بد من المزج بين الدقة التاريخية وروح الحكاية المشوقة، وهنا ذكر المؤلف أنه قارئ جيد للكتب التي تصدر للأطفال، وخاصة المترجمة إلى العربية، حيث استفاد من خبرات وتجارب الكتّاب في تقديم التاريخ للأطفال واليافعين؛ فوجد أن أسلوب أنسنة الجمادات مشوق جدًا ويشد انتباه الطفل واليافع المعاصر، بمعنى أن تُروى الحكاية على لسان السفينة “سلطانة” وهي تمخر عُباب المحيطات لتوصل رسالة السلام من يد السلطان سعيد بن سلطان إلى الولايات المتحدة الأمريكية قبل 185 سنة، أو حكاية على لسان “مطعم واحة عُمان” الذي أسسه الشاب المكافح ابن ظفار محمد بن عمر عيديد في أحد شوارع نيويورك، وقابله السلطان قابوس عام 1972 ووعده بزيارة المطعم، أو حكاية على لسان جريدة الفلق، أو على لسان كتاب “تنزيه الأبصار والأفكار في رحلة سلطان زنجبار”.

توضيحية.

وأفاد المؤلف بأن:

“الموسوعة العُمانية” كانت المصدر الأساسي الذي استعان به في تأليف هذا الكتاب، واصفًا إياها بالسِفر الفخم العظيم والمنجم الحضاري الثري، بالإضافة إلى مؤلفات ومقالات لنصر البوسعيدي، وكذلك بعض المواقع الإلكترونية مثل موقع “سفينة جوهرة مسقط”، الذي يضم صورًا وحكايات لمغامرات البحارة في السفينة، إلى جانب الروايات الشفهية من بعض البرامج الإذاعية والقنوات اليوتيوبية، في رحلة بحثية عبر هذه المصادر استمرت سنة كاملة من أجل تقديم محتوى قرائي مثري لطلبة المدارس في سلطنة عُمان والوطن العربي.وحول الدور الذي يمثله هذا الكتاب في تعريف الأجيال الجديدة بتاريخ عُمان، أكد المؤلف أن نشره لا يقتصر على توزيعه في المكتبات داخل سلطنة عُمان وخارجها أو تسويقه في معارض الكتب العربية فحسب، بل يتعدى ذلك إلى ترجمته إلى لغات أخرى، وتفعيله من خلال ورش وجلسات القراءة في المكتبات والنوادي والمدارس والمراكز الثقافية.كما أشار إلى إمكانية توسيع الأثر عبر الورش التفاعلية التي تجسد هذه الحكايات في مشاهد مسرحية أو أعمال كرتونية، بما يعزز حضور التاريخ العُماني في وعي الناشئة بطريقة ممتعة وحية.