أوصى المؤتمر الدولي “المتاحف ودورها في التنمية السياحية” في ختام أعماله اليوم بولاية منح في محافظة الداخلية، تحت رعاية معالي نصر بن حمود الكندي، أمين عام شؤون البلاط السلطاني، رئيس مجلس أمناء متحف عُمان عبر الزمان.
فيما يتعلق بالمؤسسات المتحفية والتراثية، بتعزيز الإدارة المتكاملة للتراث الثقافي عبر التوثيق الرقمي، والرواية الشفهية، والشراكات المؤسسية، لتكريس المتحف بوصفه ذاكرة حيّة، ومحركًا للتنمية السياحية والثقافية المستدامة، وتفعيل البرامج المتحفية متعددة اللغات والوسائط لتعزيز تجربة الزائر، وتوسيع المشاركة في المسارات السياحية الوطنية والدولية المرتبطة بالهوية الثقافية، ودمج المتاحف في السياسات السياحية من خلال نماذج مثل متاحف المواقع الأثرية والتراثية، والمتاحف غير المادية، بما يعزز الاقتصاد المجتمعي، ويصون التنوع الثقافي المحلي.
كما أوصى المؤتمر في بيان ألقاه الأستاذ الدكتور محمد بن علي البلوشي رئيس اللجنة العلمية وما يتعلق بالاقتصاد والسياحة المتحفية، بترسيخ دور المتاحف في التخطيط الحضري والسياحي، بوصفها مراكز إبداعية تفاعلية، قادرة على تحفيز الاقتصاد المحلي، وخلق مسارات سياحية تعليمية وتجريبية، وتوظيف ريادة الأعمال الثقافية والتحول الرقمي لتطوير نماذج متاحف ذكية تولّد دخلًا مستدامًا، وتدعم التنويع الاقتصادي في إطار الاقتصاد الثقافي، وتعزيز نماذج الحوكمة التشاركية، والشراكات مع القطاع الخاص والمجتمع، لرفع كفاءة الاستثمار المتحفي، وتوسيع تأثيره السياحي والاجتماعي ضمن أجندة التنمية المستدامة.

وفي شأن الدور الثقافي والتعليمي للمتاحف، أوصى المؤتمر بإعادة توظيف المتحف كحيز تعليمي تفاعلي يعزز المواطنة الثقافية، ويربط التعددية الثقافية بالبرامج التربوية والمناهج المحلية ضمن رؤية مجتمعية شاملة، ودعم المتاحف المتنقلة والعلمية والأدبية كنماذج بديلة تسد فجوات التعلم، وتربط الزائر بالمعرفة والتجربة السياحية في البيئات المهمشة والمجتمعات ذات التعددية الثقافية، وتطوير شراكات مؤسسية بين المتاحف والمؤسسات التعليمية والمهنية لبناء قدرات فنية، وإنتاج محتوى ثقافي نوعي يعزز التكامل بين التعليم والسياحة.
وفيما يتعلق بالتقنيات الرقمية في العرض المتحفي ودورها السياحي، أوصى المؤتمر بتبنّي استراتيجيات رقمية متكاملة ترتكز على الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة الأخرى لتعميق تجارب الزوار وزيادة الأثر الثقافي والسياحي للمحتوى المتحفي، واستخدام أدوات التحليل والتوثيق غير المتلفة، كالتصوير متعدد الأطياف والنمذجة الرقمية؛ لصون المجموعات وتعزيز الجاذبية البحثية والتعليمية للمتاحف، ودمج السرد الرقمي التفاعلي في تسويق المتاحف وتحويل الشخصيات التاريخية إلى رموز رقمية تربط بين الذاكرة والابتكار، وتخاطب جمهور الأجيال الرقمية عالميًّا.

وأشار الأستاذ الدكتور محمد إسماعيل النصرات في كلمة المشاركين إلى تاريخ سلطنة عُمان العريق الذي يمتد لآلاف السنين، وبكنوزها الثقافية التي تنبض بالحياة في كل متحف وقلعة ومدينة، أثبتت أنها ليست فقط حارسة للذاكرة، بل فاعلٌ رئيسٌ في صياغة مستقبل السياحة الثقافية في المنطقة والعالم.
وأوضح أن:
في سلطنة عُمان اهتمام بالغ بالموروث، وسعيٍ حثيث لربط التراث بالتنمية، يُعد نموذجًا يُحتذى به في كيفية تحويل الثقافة إلى رافعة اقتصادية واجتماعية وإنسانية.
وتناول المؤتمر في محوره الثالث الذي جاء بعنوان “الدور الثقافي والتعليمي للمتاحف”، جملة من أوراق العمل تطرقت إلى التجارب التعليمية والتفاعلية للمتاحف المعاصرة.
أما في المحور الرابع والذي جاء بعنوان “التقنيات الرقمية في العرض المتحفي ودورها في السياحة”، فقد استعرض من خلاله التصوير الرقمي والتوجيه التفاعلي في المتاحف وابتكارات الذكاء الاصطناعي.

وقدم الدكتور هاشل بن عبيد المحروقي، الرئيس التنفيذي لمجموعة عُمران، المتحدث الرسمي في اليوم الأخير من المؤتمر الدولي، محاضرة بعنوان “المتاحف محركات استراتيجية للنمو السياحي”، واقترب من خلالها للمتاحف في كونها أحد أهم محركات الجذب السياحي والثقافي، ودورها في تعزيز القطاع السياحي، وعلاقتها بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مشيرًا إلى أهمية المتاحف في جذب السـياح الباحثين عن الثقافة والمعرفة، ودورها في دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز الهُوية الوطنية، إلى جانب مساهمتها في تنمية السياحة المسـتدامة وتنويع المنتجات والتجارب السياحية، مستعرضًا دورها في إعادة تشكيل المدن كوجهات جذب رئيسة، ومساهمتها في زيادة مدة الإقامة، وتحفيز الإنفاق السياحي طوال العام.