نظمت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان بالتعاون مع جمعية الأطفال أولًا البرنامج التوعوي “قيم وانتماء” في ولاية قريات بمحافظة مسقط برعاية سعادة الشيخ طلال بن سيف الحوسني والي قريات، وبحضور ممثلي الجهات الحكومية، ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص.

وأكد سعادة الشيخ طلال بن سيف الحوسني والي قريات على:
أهمية ترسيخ المبادئ والقيم الوطنية في نفوس النشء، وتعزيز الوعي بحقوق الطفل، مشيرًا إلى أن الأطفال هم مستقبل الوطن، والاهتمام بهم وحمايتهم مسؤولية تقع على عاتق الجميع، كما أشار إلى أن مشاركة مكتب والي قريات في رعاية هذا البرنامج يأتي منسجمًا مع الإيمان بأهمية الجهود الرامية لنشر التوعية بحقوق الطفل استنادًا إلى المواثيق الوطنية والدولية، وتحصينهم من كل أشكال الإساءة والعنف، بالإضافة إلى غرس مفاهيم المواطنة وتعزيز الهُوية والانتماء، وتثقيف الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين بأساليب الوقاية من التنمّر، وبناء بيئة مدرسية آمنة يسودها الاحترام والتسامح.
وقال الدكتور يحيى بن محمد الهنائي، رئيس فريق البرنامج التوعوي “قيم وانتماء” إن:
هذا البرنامج الوطني يهدف إلى ترسيخ مفاهيم الانتماء الوطني والمواطنة الصالحة لدى النشء، وتعريف الأطفال بحقوقهم وواجباتهم، وفقًا لما نصت عليه التشريعات الوطنية، وعلى رأسها قانون الطفل، إضافة إلى المواثيق الدولية التي انضمت إليها سلطنة عُمان، وفي مقدمتها اتفاقية حقوق الطفل، وقد جاءت أهداف هذا البرنامج منسجمة مع الأدوار المنوطة بكل من اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان، وكذلك جمعية الأطفال أولًا.
وقدم أحمد بن ناصر الراشدي، مدير دائرة الرصد وتلقي البلاغات باللجنة العُمانية لحقوق الإنسان، ورقة عمل بعنوان “جهود اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان لتعزيز وحماية حقوق الطفل”، استعرض خلالها الدور الذي تضطلع به اللجنة في متابعة وتنفيذ الاستراتيجيات الوطنية الخاصة بحقوق الطفل، والتعاون مع الجهات المحلية والدولية لضمان بيئة آمنة للأطفال في سلطنة عُمان.
وتناولت الورقة عدة محاور رئيسة أبرزها آليات تلقي الشكاوى المتعلقة بحقوق الطفل والتعامل معها، حيث أشار إلى أن اللجنة توفر قنوات متعددة لاستقبال البلاغات، تشمل الخطوط الساخنة، والبريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني الرسمي، إلى جانب الزيارات الميدانية لرصد أي انتهاكات قد يتعرض لها الأطفال.
كما ركز الراشدي على:
التعاون الوثيق بين اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان والجهات المعنية بحقوق الطفل، بما في ذلك وزارة التربية والتعليم، ووزارة التنمية الاجتماعية، والمنظمات الدولية مثل اليونيسيف لتطوير برامج تدريبية وتوعوية تسهم في حماية الطفل وتعزز وعيه بحقوقه.
كما أشارت الورقة إلى الدور الإعلامي الذي تقوم به اللجنة في نشر ثقافة حقوق الطفل من خلال إعداد حملات إعلامية توعوية، وإنتاج مواد مرئية ومسموعة تستهدف مختلف الفئات، خاصةً الأطفال وأولياء الأمور، للتعريف بحقوق الطفل وآليات الحماية المتاحة لهم.
وقدمت مبروكة بنت عبدالله الجردانية، عضو مجلس إدارة جمعية الأطفال أولًا ، ورقة عمل بعنوان “الهُوية الوطنية العُمانية”، استعرضت خلالها الجهود التي تبذلها الجمعية في مجالات التوعية، والتنمية، وحماية الأطفال، مؤكدةً أن الجمعية تسعى إلى تمكين الطفل وتوفير بيئة آمنة له تدعم نموه المعرفي والاجتماعي والصحي، وتعزيز هويته الوطنية.

كما ركزت الورقة على الرؤية الاستراتيجية للجمعية التي تقوم على تعزيز وعي الأطفال بحقوقهم، وإعدادهم ليكونوا أفرادًا فاعلين في المجتمع، من خلال برامج تربوية، وصحية، وثقافية. كما وضحت أن الجمعية تسعى إلى غرس مفاهيم المواطنة والانتماء والمسؤولية لدى الأطفال، من خلال برامج تعليمية تستهدف المدارس، ومبادرات توعوية تشارك فيها الأسر ومؤسسات المجتمع المدني.
وخلال البرنامج تم عرض مادة مرئية بعنوان “قيم وانتماء” ركزت على أهمية ترسيخ المبادئ الأخلاقية والوطنية لدى الأطفال منذ الصغر، كما تم استعراض مشاهد عن كيفية تعزيز روح التعاون والانتماء للوطن عبر مواقف يومية يعيشها الأطفال داخل المدارس وفي منازلهم.
وتناولت المادة المرئية الثانية مشكلة التنمر، من خلال توضيح أشكال التنمر اللفظي والجسدي والنفسي، وتأثيره السلبي على الأطفال من الناحية النفسية والاجتماعية والتعليمية. وتقديم حلول لكيفية مواجهة التنمر في البيئة المدرسية وتعزيز ثقافة الاحترام والتسامح بين الطلاب. وتم التأكيد على دور الأهل والمعلمين في التصدي لهذه الظاهرة من خلال أساليب التربية الإيجابية ودعم الأطفال المتضررين.
واختتم البرنامج بعرض مادة فيلمية عن المواطنة وأهمية تعزيز الهُوية الوطنية لدى الأطفال، حيث ركزت على عدد من المفاهيم مثل المسؤولية الاجتماعية، وحبّ الوطن، واحترام القوانين، والمشاركة المجتمعية، وأهمية الانتماء إلى المجتمع والعمل من أجل تطويره.