مواطنون روس يعبّرون عن إعجابهم بسلطنة عُمان

مارتا بارامونوفا: إن ما يميز المجتمع العُماني اهتمامهم بتاريخهم.
تعبيرية
تعبيرية

الأحد,20 أبريل , 2025 12:40م

جمالٌ وتنوّعٌ في بيئاتها، وتمازجٌ في تاريخها ونهضتها، والحفاظ على إرثها الثّقافي وهُويتها وسُمعة أهلها وأمنِها وعدلها، مقوّماتٌ قادت أعدادًا من مختلف أقطار العالم إلى زيارة سلطنة عُمان للسياحة والتعليم والإقامة والاستثمار، وأسبابٌ عدّدها مواطنون من روسيا الاتحادية لزيارة سلطنة عُمان، في أقصى الجنوب الشرقي للجزيرة العربية ومياهها الدافئة المطلة على بحر العرب وبحر عُمان.

تقول مارتا بارامونوفا طالبة في معهد السُّلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في ولاية منح بمحافظة الداخلية:

“لقد تعرّفتُ على سلطنة عُمان من خلال إعداد بحث للدراسات العليا، وكنتُ مندهشة من مواكبتها التطورات العصرية والحديثة وخاصة في مجالات التعليم والطاقة المتجددة، ومن ثم شجّعني أصدقائي على السفر وزيارة سلطنة عُمان الأمر الذي دفعني إلى تعلم اللغة العربية على أرضها”.

مارتا بارامونوفا: تعلمتُ العربية على أرضٍ تنبض بالتاريخ والطموح.

وأضافت:

“إن ما يميز المجتمع العُماني اهتمامهم بتاريخهم وتاريخ عُمان وهو أمر مهم وجيد لأن هناك كثيرًا من الدول لها تاريخ ولم تحافظ عليه ولم تقم بترميم آثارها، وما لفت انتباهي وانتباه أصدقائي قيام سلطنة عُمان بترميم المعالم الأثرية مثل قلعة نزوى والحارات القديمة في الولاية وأسواقها التي تشعرك جميعها بروحها وخصوصيتها التاريخية وتشجعك على زيارتها بشكل مستمر، كما أبهرني أمر آخر في ولاية بهلا التي هي الأخرى توجد بها قلعة وأسواق مرممة، وتوظيف هذه الموروثات اقتصاديًّا”.

عُمان.. وجهة العالم بتنوعها الطبيعي وثقافتها الأصيلة.

وتحدثت مارتا عن..

بعض خصائص الهُوية الوطنية العُمانية التي لمستها خلال فترة إقامتها في محافظة الداخلية مثل المبادئ الأخلاقية والاجتماعية والاحترام المتبادل بين الأفراد وتعظيم قيم التسامح بالإضافة إلى العادات والتقاليد.

عُمان في عيون الروس: دفء المكان وصدق الإنسان.

وفي محافظة ظفار التقت وكالة الأنباء العُمانية بسائحتين من مدينة سانت بطرسبرغ الروسية تزوران سلطنة عُمان للسياحة، حيث عبرت إنا عن إعجابها بقولها:

“هذه هي أول زيارة لي إلى سلطنة عُمان وأعجبت بكل شيء في هذه الدولة الممتعة حقًّا، ولكن أول شيء أعجبني هنا المواطنون العُمانيون إنهم ودودون وآمنون للغاية ومتعاونون ولم نكن نتوقع هذا الأمر قبل مجيئنا.. إنني أدعو الجميع إلى زيارتها”.

إنا: الودّ العُماني.. أول ما أسَرني في هذه البلاد.

وأخذت إنا:

تصف جمال غروب الشمس في بعض المناطق السياحية بمحافظة ظفار ونظافة شواطئها الآسرة المحافِظة على طبيعتها التي يطل بعضها على معالم تاريخية وثقافية مثل متنزه البليد الأثري الذي يضم أقدم المدن الأثرية في جنوب الجزيرة العربية ومتحف أرض اللبان ومتنزه سمهرم الأثري والنصب التذكاري للرحال الصيني تشنغ خه.

تعبيرية.

أما يلينا فتقول:

“هذه أول زيارة لي إلى سلطنة عُمان وقد سبق أن زرت دولة عربية ولكن هنا قصة خيالية.. إذا كنت تريد قصصًا شرقية خيالية فعليك بزيارة عُمان”.

يلينا: عُمان قصة شرقية حيّة.. لا تُكتشف إلا بالزيارة.

وتحدثت يلينا عن:

الأماكن السياحية التي زارتها في محافظة ظفار والتي أتاحت لها التعرف على شيء جديد مثل حياة البادية، وعبّرت عن إعجابها الشديد بالمأكولات العُمانية، مختتمة حديثها: “إذا كنت تريد معرفة أي دولة يجب عليك زيارتها، لا الاطلاع عليها في الإنترنت… ما يخفيه الداخل دائما ممتع وأتمنى زيارة سلطنة عُمان مرة أخرى”.

تعبيرية.

ايجور ايجوروف، رئيس الجالية الروسية في سلطنة عُمان أكد على أن:

أفراد الجالية الروسية يشعرون بالترحيب الكبير في عُمان فهي بلد ودود للغاية، وهو أمر تشعر به جميع الجنسيات المقيمة هنا، والكثيرون من أفراد الجالية الروسية يعيشون في سلطنة عُمان منذ أكثر من 10 أو 15 عامًا”.

إيجور إيغوروف: عُمان وطن ثانٍ.. يجمعنا التقاليد والأمان.

ويضيف:

“نشعر بالراحة هنا بسبب القيم المشتركة، مثل التمسك بالتقاليد، والاهتمام بالأسرة، واحترام التاريخ والتراث. هذه الأمور تجذب الروس إلى عُمان”.

ولفت ايجوروف إلى أن:

“أفراد الجالية يستمتعون بالمقومات السياحية الطبيعية المختلفة في عُمان، من رحلات التخييم في الصحاري إلى تسلق الجبال والاستجمام على الشواطئ. الكثيرون يعيشون قرب البحر، وننظم رحلات جماعية إلى مواقع مثل جبل شمس ووادي بني خالد وصلالة والجبل الأخضر، خاصة في موسم الورد” ويشير إلى أنه “يزور أكثر من 50 ألف سائح روسي عُمان سنويًّا، خاصة بعد إطلاق الرحلات المباشرة. كما نلحظ تزايد عدد السياح العُمانيين إلى روسيا”.

من روسيا إلى عُمان.. رحلة إلى قلب الأصالة والتسامح.

واستطرد قائلًا:

” أعمل مستثمرًا هنا وأساعد الشركات الروسية على إنشاء أعمالها في سلطنة عُمان، سواء في مسقط أو المناطق الحرة. فهناك تنوع كبير في القطاعات التي يعمل بها الروس، من النفط والغاز إلى الغذاء والصحة والتكنولوجيا المتقدمة كما أن هناك اهتمامًا كبيرًا من المستثمرين الروس بقطاع السياحة والعقارات”.

آنا بوبوفا: شواطئ عُمان وجبالها.. ملاذ الروس وعشقهم الجديد.

وتحدّثت رئيسة البيت الروسي في سلطنة عُمان آنا بوبوفا إلى وكالة الأنباء العُمانية عن أعمال البيت في تنفيذ أنشطة بين البلدين الصديقين في مجالات الثقافة والسياحة، والتعليم، والأعمال فقالت:

“لقد نظمنا هذا العام للمرة الثانية (مهرجان الربيع) في مسقط، وهو في الأصل مهرجان روسي. وهذه المرة، أقيم في شهر فبراير الماضي بمشاركة 100 فنان روسي من نخبة المبدعين، قدموا عروضًا استثنائية شملت الرقص والعزف والغناء، مع تفاعل كبير من الجمهور، كما شمل المهرجان معرضًا شاركت فيه شركات روسية وعُمانية، حيث عرضت فيه المنتجات العُمانية التقليدية وخُصصت مساحة للتصوير، وارتدى فيها الزوار الملابس الروسية التقليدية وقبعات الشتاء، وتذوقوا الأطباق الروسية. وقد حظي هذا الحدث بدعم من وزارة التراث والسياحة ووزارة الثقافة والرياضة والشباب، وسعينا فيه إلى دمج الثقافات، لذا شارك أيضًا موسيقيون عُمانيون، فضلًا عن عروض مسرح الدمى الذي أضفى لمسة فريدة”.

قلوب روسية تنبض إعجابًا بعُمان: أصالة المكان وكرم الإنسان.

ولفتت إلى أن:

“التشابه بين الشعبين يكمن في صدق المشاعر والترحيب، فالابتسامة هنا وهناك تأتي من القلب. والزوار الروس ينبهرون بكرم الضيافة العُماني، بينما يندهش العُمانيون الذين يزورون روسيا من ثراء ثقافتها”.

وقالت آنا:

“الطبيعة والأمان كنوز عُمان.. ما يجذب الروس بشكل خاص هو طبيعة عُمان الساحرة، شواطئها الممتدة الخالية من الزحام وجبالها الشامخة وهدوؤها الاستثنائي. بالإضافة إلى ذلك، تُعد سلطنة عُمان من أكثر الدول أمانًا للعائلات، وهو ما يقدره الروس الذين بدأوا يستثمرون في العقارات الساحلية”.

وأضافت:

“نعمل على تنظيم حفل تجاريٍّ يجمع رجال الأعمال الروس والعُمانيين في 7 مايو القادم، ومع تزايد أعداد الروس ذوي الدخل المرتفع في سلطنة عُمان، تظهر رغبة متبادلة بين الشركات العُمانية لعرض السلع الفاخرة، وتلك الراغبة في فتح أسواق جديدة مع روسيا”.

عُمان.. حين تصبح الطبيعة ملاذًا والثقافة جسرًا بين الشعوب.

وقالت:

“نعمل على الترويج لسلطنة عُمان باعتبارها وجهة لتعليم اللغة العربية للروس، بدلًا من الدول الأخرى، نظرًا لوجود جامعات عُمانية متخصصة في اللغة والثقافة العربية، كما نتلقى استفسارات من العُمانيين والمُقيمين الراغبين في تعلّم اللغة الروسية، وهي ظاهرة لم نكن نراها من قبل. كما نلحظ إقبالًا متجدّدًا على الدراسة في روسيا، ونسعى لإطلاق دورات لتعليم اللغة الروسية في عُمان، ليتمكن الطلبة من إتقان اللغة قبل السفر، كما أن بعض الجامعات الروسية توفر برامج باللغة الإنجليزية”.

وفي الجانب السياحي تؤكد آنا بوبوفا على أن:

“سلطنة عُمان أصبحت معروفة أكثر بين الروس، ومع إعلان الطيران العُماني أخيرا عن استمرار رحلاته إلى روسيا على مدار العام (بدلًا من مواسم محددة)، يتوقع ازدهار السياحة بين الجانبين. فالروس يعشقون دار الأوبرا السُّلطانية مسقط، ليس فقط للعروض الروسية الكثيرة، بل لفنونها العالمية”.

حكايات من الشرق: حيث يلتقي الجمال بالأمان في سلطنة عُمان.

وختمت آنا بوبوفا حديثها بالقول إن:

“هذه الجهود تعكس رؤية مشتركة لتعزيز الصداقة بين البلدين سواء عبر الفنون أو التعليم أو الاقتصاد، في ظل علاقات تاريخية تتجدّد اليوم بفرص واعدة”.