تشارك سلطنة عُمان دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للشعر الذي يصادف يوم 21 مارس من كل عام، والذي يهدف إلى دعم التنوع اللغوي عبر التعبير الشعري، ولإتاحة الفرصة للغات المهددة بالاندثار ليُستمع لها في مجتمعاتها المحلية، وتعزيز تدريس الشعر، وإحياء الحوار بينه وبين الفنون الأخرى.
وأكدت نورة بنت يوسف البلوشية من وزارة الثقافة والرياضة والشباب على أن:
خطط الوزارة ضمن استراتيجيتها الثقافية تأتي مواكبة لمتطلبات الفعل الثقافي فقد سلطت الضوء في برامجها الثقافية حول الشعر والشعراء واضعة نصب عينيها إيصال الثقافة العُمانية للعالمية.

وقالت في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن:
المتتبع لمسار الحراك الشعري العُماني يجد أنه تبوأ مقاعد عليا على مستويات عربية وإقليمية ضمن مسابقات محلية وعربية والذي يؤكّد على أن الشعر بلغ أوجه ولا يمكن أن يستبدل بأي نشاط آخر مهما قُدِّم للإنسان البديل في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وغيره.
وأضافت أن:
الشعر يبقى رسالة نبيلة يقدمها الشاعر ممزوجة بشعوره المرهف، والكلمة لا تقل حدة عن وقع السلاح، فالشعر باق ٍما بقي الإنسان، لافتة إلى أن الاحتفاء بيوم الشعر ما هو إلا تأكيد على أن الشعر لا زال ديوان ولغة العرب المشتركة.

من جهته قال الشاعر طاهر بن خميس العميري في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن:
في “الاحتفال باليوم العالمي للشعر”، يتم فيه الاحتفاء بجماليات الشعر ودوره في إيقاظ الحواس وتحرير الروح من قيود الواقع عبر تعبيره عن القيم الجمالية والإنسانية، محلقًا في فضاء الأحلام وأعماق ذواتنا.
وأضاف أن:
الشعر بلغته التخيلية التي تستمد وجودها من الواقع والقيم الروحية والإنسانية، هو ذاته من يترجم كل ذلك بلغة مسرفة في أحلامها، فهو كالطائر الذي يبحث عن مأوى لأحلامه، ليعمق قيمة إحساسه بالأشياء، ويتأمل الموجودات من خلال نافذة صغيرة تتسع كلما ضاق الزمن.
وأوضح أن:
لغة الشعر تتجاوز الواقع لتترك خلفها صدىً في كل مكان، وتمنح الذات فرصة القفز فوق مرايا واقعها كما يبحث الشعر عن أماكن أكثر هدوءًا ويستخدم أساليب تعبيرية تسعى لالتقاط اللحظة الشعرية، مما يتيح له تشكيل مجازاته الخاصة.
وأكد الشاعر طاهر العميري أن:
الشعر يمد جسورًا من الأحلام، مخترقًا اللغات والثقافات، ويعمل كمرآة تعكس الحالة الإنسانية بتعقيداتها وآلامها حيث تسهم الترجمة في تعزيز هذه الجسور، مما يعزز الحوار بين الثقافات المتباعدة.
وذكر أن:
القراءة في التجارب الشعرية المختلفة تغذي الفكرة في القصيدة، حيث تنفتح الآفاق على جوانب أكثر إشراقًا من تفكير الشعراء ويظل الشعر مرتبطًا بالواقع، متفاعلًا مع التحولات الاجتماعية والتقنية، ويعبر عن الشعور الصادق الذي يتجاوز الحدود.
وأوضح في ختام تصريحه إن:
الشعر يُظهر قدرته على تشكيل الثراء الفني الجمالي، ويرصد تحولات المجتمع في أفراحه وانكساراته، مما يجعله عنصرًا أساسيًا في الحياة الثقافية.

الجدير بالذكر أن:
المؤتمر العام لليونسكو اعتمد خلال دورته الثلاثين المنعقدة في باريس عام 1999، ولأول مرة، يوم 21 مارس اليوم العالمي للشعر.
ويعد اليوم العالمي للشعر فرصة لتكريم الشعراء ولإحياء التقليد الشفهي للأمسيات الشعرية، كما يعد الشعر أحد أشكال التعبير ومظاهر الهوية اللغوية والثقافية، وهما أغنى ما تمتلكه الإنسانية، فمنذ قديم الزمان، عرفت كل القارات بمختلف ثقافاتها الشعر، إذ انه يخاطب القيم الإنسانية التي تتقاسمها كل الشعوب، فالشعر يحول كلمات قصائده البسيطة إلى حافز كبير للحوار والسلام.