نظّم النادي الثقافي في مقره بالقرم اليوم ندوة بعنوان “الدواوين الشعرية وأهميتها كمصدر لتدوين التاريخ: نماذج مختارة”، وأدارها الدكتور زاهر الداودي.
وقال الدكتور عُمر بن أحمد بن صديق في ورقة عمل حول “المحتوى التاريخي في الدواوين الشعرية في الشعر العربي القديم”:
إن المكان في الشعر العربي القديم يشكل عاملًا مهمًّا لتحريك مشاعر الشعراء لتعلقهم بالمكان وما يحمله من ذكريات وأشجان متباينة.
وأضاف أن:
الشعراء القدامى وظفوا المكان توظيفًا مشكّلًا محورًا أساسيًّا في أشعارهم، فهو يتخذ أهمية كبيرة في شعرهم.
وتناول في ورقة العمل أهمية الشعر ودوره في توثيق التاريخ وأهمية المكان في الشعر العربي القديم وبين الخصوصية التي تفرّد بها الشعر العربي القديم، والدور التوثيقي الذي قدمه، من خلال ربط المكان بالنصوص الشعرية التي تناولت الأماكن في العصر القديم.
من جانبه قدّم الدكتور عيسى بن محمد السليماني ورقة عمل حول المحتوى التاريخي عند شعراء عصر دولة اليعاربة؛ ووضّح أن:
الشعر لم يكن مجرد مفردات يطرب لها الشاعر ليناغم بها قلوب المتلقّين بشتى أنواع التلقي، بل كان يحمل أبعادًا تتنوع بتنوع ثقافة الباحث، فهو يعد حاضنًا للثقافة بأنواعها السياسية والدينية والتأريخية.
ووقف السليماني على مدونة القصيدة اليعربية في قراءة لأحداث وشخصيات ارتبطت مع بعضها البعض لهذا الزمن المحدد وعند شعراء هذه الفترة من أمثال “الحبسي والغشري وابن سنان الغافري والفزاري”.
وأشار الدكتور محمود بن ناصر الصقري في ورقة عمل حول:
المحتوى التاريخي عند شعراء عصر دولة البوسعيد، إلى أن الشعر العربي يعتمد بشكل دائم على روافد ينهض من خلالها، ومنها الرافد التاريخي الذي يستلهم منه الشعراء مادتهم الشعرية، ويُعد مصدرًا من المصادر الأساسية التي يبدع من خلالها الشاعر.
وقال:
إن التاريخ بما يحمله من مفردات شكّل محاور هامة عند شعراء الدولة البوسعيدية، الذين غاصوا في بحاره للتنقيب عن كل الحقائق التاريخية والإطار الزمني، بما فيها من أحداث وشخصيات، مجسّدين ذلك كله في قوالب شعرية دالة على الحدث والشخصية بكل دلالاتها.
وتطرق الدكتور هلال بن سعيد الحجري خلال ورقة العمل التي قدّمها إلى المحتوى التاريخي في شعر المستشرقين، لافتًا إلى أن:
معظم ما نعرفه عن التاريخ القديم لمختلف شعوب العالم جاءنا في الحقيقة عبر الشعر منذ شعراء الملاحم اليونانية، وشعراء المعلقات العرب، وشعراء الحروب الصليبية، وغيرهم ممن مزجوا الأخبار والتاريخ بالغناء والسرد.
ووضّح الحجري أن:
مدونة الشعر العربي والأجنبي حول عُمان تمثل أهمية بالغة تستحق الدراسة والتحليل حيث ركز على بعض الأحداث والقضايا العُمانية التي اهتم بها الشعراء غير العرب ولم يتناول معظمها التاريخ العربي.
فيما تناول الدكتور حافظ بن أحمد أمبوسعيدي المحتوى التاريخي في الدواوين الشعرية في عصر النباهنة، وقال:
إن بين الشعر والتاريخ علاقة تعاقدية ليمد كل منهما الآخر، وهذا ما تتجلى صورته في عصر ملوك النباهنة، إذ يسفر العصر عن أربعة من أطواد الشعر العُماني وهم: “الستالي، والكيذاوي، والنبهاني، واللواح”.
وأضاف أن:
بين سيرورة الزمن وغزارة الإنتاج وجمالية الصورة وتقاطعات التجربة الشعرية، تكمن وثائقية الحدث، وتسطع حضارة التاريخ، “هنا نسطيع القول إن الشعر سجلٌّ حضاريٌّ ونص توثيقي”.
وعرّج بدر بن ناصر العريمي في ورقة عمله على المحتوى التاريخي في الأراجيز البحرية، وأكد أن:
الإنتاج العلمي الملاحي المدوّن عند نؤاخذه عُمان يمثل عصارة الجهد الذي قاموا به خلال رحلاتهم البحرية والتجارب التي مروا بها.
ووضّح أن:
الملاحين العُمانيين دأبوا على تدوين ملاحظاتهم ومشاهداتهم؛ الأمر الذي أدى إلى توفر مادة معرفية غزيرة ومتنوعة صُنفت في مؤلفات علمية عُرفت باسم “الرهمانجات” ويقصد بها الأدلة البحرية.
وقال:
إن أقدم ما وصل إلى أيدينا من تلك المؤلفات العلمية هي مؤلفات الملاح العُماني أحمد بن ماجد السعدي في القرن التاسع الهجري ـ الخامس عشر للميلاد، وتنوعت تلك المؤلفات بين النثرية منها والشعرية.