احتفلت سلطنة عُمان مُمثلةً باللجنة العُمانية لحقوق الإنسان باليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يُصادف العاشر من ديسمبر تحت رعاية صاحبِ السُّمو السّيد كامل بن فهد آل سعيد مساعد الأمين العام لمكتب نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء وعضو مجلس إدارة دار الأوبرا السلطانية مسقط .
وأكّد المكرم الشيخ عبدالله بن شوين الحوسني رئيس اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان في كلمته أنّ:
اللجنة تُجدّد -في الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان- التزامها وحرصها على العمل بالمبادئ والآليات الدولية، مستندة إلى أحكام الدين الحنيف، وأسس التشريعات والقوانين المحلية التي ترعى حقوق الإنسان وتصون مصالحه في سلطنة عُمان.
وأضاف المكرّم:
في هذا العام كان أهمَّ حدثٍ شهدته اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان صدورُ المرسوم السلطاني السامي رقم (57 / 2022) والذي منح اللجنة صلاحيات أوسع ومسؤوليات أشمل، تلخّصت في الاستقلالية التامة للجنة في ممارسة أعمالها والقيام بمسؤولياتها، وانتخاب الرئيس ونائبه بعد أن كان بالتعيين، وعدم أحقية الأعضاء -ممثلي الجهات الحكومية في اللجنة- التصويت على قراراتها، يجوز للجنة إنشاء فروع لها في المحافظات، وتكون مدة العضوية أربعة أعوام، تتزامن مع فترة مجلس عُمان قابلة للتجديد لفترة واحدة.
وأشار المكرم إلى أنّ:
اللجنة خلال هذا العام كانت حاضرةً بنشاطها وأعمالها محليًّا وخارجيًّا، حيث تلقّت أكثر من (272) موضوعًا إنسانيًّا من المواطنين والمقيمين، فقامت بتقديم الرأي القانوني والحقوقي لأصحابها، ثم توجيههم نحو الجهات المعنية لاتخاذ اللازم بشأنها، كما تلقّت ورصدت (74) بلاغًا، حيث تدخلت مع الجهات المختصة فتم إيجاد الحلول المناسبة لها.
كما ذكر أنّ اللجنة:
نفّذت أكثر من 15 محاضرة للتعريف باللجنة وأهدافها ومسؤولياتها، إضافةً إلى المحاضرات التوعوية للحد من الإساءة والإهمال نحو الطفل، وذلك بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية ومن خلال جمعيات المرأة العُمانية، والتي حققت نجاحًا كبيرًا وتفاعلًا طيبًا ليشمل ذلك قريبًا كافة المحافظات.
وأفاد المكرم بأنه:
تمّ العمل على تعزيز التنسيق والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني من خلال الاشتراك في إعداد التقارير الوطنية المستقلة التي يتم تقديمها إلى المنظمات الدولية إضافةً إلى رفع التوصيات والملاحظات الخاصة بها إلى الجهات المختصة.
وحول جهود اللجنة على الصعيد الخارجي، وضّح المكرم أنّه:
تمّ الرد على أكثر من (سبعة تقارير دولية) من منظمات حكومية وغير حكومية، أوضحت اللجنة خلالها كافة الحقائق والمواضيع التي كانت مثار طرح أو تساؤل من قبل تلك المنظمات حول قضايا ومواضيع حقوق الإنسان في سلطنة عُمان.
وقال المكرم:
“سيتمُّ رفع التقرير السنوي الخاص للجنة متضمنًا التوصيات، إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم، كما سيتمُّ نشر التقرير العام مع نهاية هذه السنة”، مؤكّدًا عزم كافة الأعضاء والعاملين باللجنة بالمضي بكل عزيمة وإخلاص، للعمل على ترسيخ تلك الصلاحيات وتنفيذ المسؤوليات المناطة باللجنة وفق الأهداف المرسومة لها.
وأوضح أنّ:
اللجنة تابعت من خلال تلقي البلاغات أو وسائل الرصد خلال الفترة الماضية قضية الإهمال بشكل عام ونحو الطفل بصورة خاصة والتي يُخشى أن تتحول تلك الممارسات المؤسفة إلى ظاهرة لا تُحمد عقباها.
ولفت المكرم إلى أنّ:
اللجنة تابعت ارتفاع الإحصائيات والأرقام الصادرة من الجهات المختصّة، حيث بلغ عدد حالات الوفاة بسبب إهمال الأطفال خلال السنوات الثلاث الماضية أكثر من 70 حالة وفاة، بين حادثة غرق أو نسيان في حافلة أو سيارة، أو تجاوز الأودية أثناء جريانها ما أدى إلى فقدان أرواح بشرية غالية.
وأضاف:
إنّنا ندرك ونقدِّر عاليًا الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المعنية لمجابهة هذه المشكلة، إلاَّ أنه كما يبدو لابد من مضاعفة الجهود للحد من تلك المخاطر والتجاوزات؛ وذلك بالتطبيق الحازم لمواد القانون المتعلقة بذلك، وتعزيز التوعية من أجل حماية أرواح بريئة لا نزال نفقدها بسبب الإهمال، أو التقصير في أخذ الحيطة والحذر، مع الإيمان التام بمشيئة الله وقدره.
تضّمن الحفل تكريم “6” مبادرات إنسانية تقوم بجهود مقدَّرة في إطار العمل الإنساني عمومًا وفي مجال رعاية حقوق الطفل خصوصًا، وهي:
- دار الحنان.
- طفولتي آمنة.
- أسمعني.
- حدثني عنهم.
- أحمي نفسي.
- وفريق مصيرة الخيري.
من جانبهم، أعرب أصحاب المبادرات المكرّمة عن سعادتهم بهذا التكريم لكونه يمثل حافزًا ودعمًا كبيرًا لتقديم المزيد لكافة فئات المجتمع.
كما شهد الحفل:
تقديم عرض فلم مرئي يُعرّف بجهود الجهات الحكومية، ومؤسسات المجتمع المدني، واللجنة العُمانية لحقوق الإنسان لتعزيز حقوق الطفل في سلطنة عُمان، إضافة إلى عرض مسرحي ناقش مشكلة الإهمال بشكل عام وبالأطفال بصورة خاصة، وركز على جانب من تلك الممارسات المؤسفة للإهمال، منها المجازفة في قطع مجاري الأودية.
حضر الحفل الذي أُقيم بقاعة هيئة الطيران المدني عددٌ من:
أصحاب المعالي، والمكرّمين، وأصحاب السعادة، والمعنيين والمهتمين بحقوق الإنسان في سلطنة عُمان.
يذكر أنّ..
الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان يأتي إحياءً لذكرى اليوم الذي اعتمدَت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من ديسمبر من عام 1948م.