رعى صاحب السُّمو السيّد بلعرب بن هيثم آل سعيد مساء اليوم حفل افتتاح مدينة الطِيب النموذجية بولاية لوى بمحافظة شمال الباطنة، وذلك ضمن احتفالات البلاد بالعيد الوطني الـ52 المجيد، وفي إطار توجه وزارة الإسكان والتخطيط العمراني نحو بناء مدن نموذجية مستدامة ومؤنسة.
وبناءً على التوجيه السامي، أُطلق على المدينة اسم:
“مدينة الطيب” وتضم (1300) وحدة سكنية مفردة ومزدوجة تتوفر بها جميع الخدمات والمرافق العامة، وخُططت لتستوعب (3400) وحدة سكنية مُستقبلًا.
وقد اشتمل الحفل على لوحات فنية تجسد عُمان الأرض والإنسان، وعرض مرئي عن المدينة ومكوناتها ومعايير التخطيط العمراني التي تعكس الأبعاد الاجتماعية والبيئية والاقتصادية من خلال تحقيق التخطيط المتناسب مع احتياجات المدن الحالية والمستقبلية، ثم تلا ذلك إطلاق المدينة كمدينةٍ نموذجيةٍ بمخططها المتكامل.
تعد مدينة الطِيب بولاية لوى بمحافظة شمال الباطنة – التي تنفذها وزارة الإسكان والتخطيط العمراني – نقلةً نوعية في التخطيط العمراني ونموذجًا متكاملًا للمدن المستدامة، متوائمة مع متطلبات الاستراتيجية العمرانية الرامية لإنشاء مدن مستدامة تلبي تطلعات واحتياجات المجتمع وتتواءم مع رؤية عُمان 2040، لتوفر الخدمات الأساسية لبناء مجمعات عمرانية مستدامة في قالب تخطيطي حديث ومتكامل، والتي انطلقت بالتشارك المجتمعي والجهد التكاملي بين الوزارة وجميع الجهات الحكومية ذات الصلة، وشركات مزودي الخدمات، والمشاركة الفعّالة والمباشرة من الأهالي في كل مراحل المدينة من التخطيط إلى التنفيذ.
وتبلغ مساحة المدينة نحو (12) مليون متر مربع على مقربة من طريق الباطنة السريع، وتستوعب نحو (30) ألف نسمة، وتتوفر بها جميع الخدمات والمرافق العامة وتضم وحدات سكنية يصل عددها إلى (1300) وحدة سكنية مفردة ومزدوجة، وتم تخطيط المدينة لتستوعب مستقبلًا (3400) وحدة سكنية ونحو (50) ألف نسمة من قاطني المدينة وزوارها.
وخُططت المدينة بناءً على الأوامر السّامية للسُّلطان الراحل قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ والتي نصت على نقل وتسكين الأهالي المتأثرة ممتلكاتهم بأنشطة ميناء صحار إلى مخطط سكني متكامل الخدمات يضم كل خدمات البنية الأساسية والمرافق المجتمعية وفق المرسوم السُّلطاني رقم (52 /2013).
وتشمل المناطق المتأثرة (غضفان، الغزيل، الحد، وادي القصب، عقدة الموانع، الجعشمي، مخيليف، حلة الشيخ، حلة الحصن) الممتدة من دوار الصناعية سابقًا بفلج القبائل إلى دوار لوى حتى حلة الحصن الموازية للشارع العام (صحار– خطمة ملاحة)، وتقع ضمن النطاق الحضري في منطقة النبر بولاية لوى، وتشتمل الأراضي فيها على عدة استخدامات تحقق التنوع وتضمن التوسع المستقبلي، حيث تتضمن استخدامات الأراضي في المدينة، الاستخدامات السكنية والتجارية والترفيهية والرياضية والتعليمية وفق مساحات تلبي احتياجات كل قطاع، حيث تشكل قطع الأراضي السكنية (29) بالمائة من مساحتها بواقع يزيد على 2900 أرض سكنية، فيما تم تخصيص (12) بالمائة من مساحة المدينة للمناطق الخضراء والملاعب وهي متاحة للتطوير المستقبلي بواقع يزيد على مليون متر مربع وبما يعادل 10 أمتار نصيب الفرد من المساحات الخضراء، و(19) بالمائة معابر للأودية ومناطق جهد الكهرباء العالي، فيما تم تخصيص (17) بالمائة من مساحتها لمناطق التطوير المستقبلية، وتشكل شبكة الطرق المتكاملة (15) بالمائة من مساحة المدينة، و(6) بالمائة أراضٍ حكومية و(2) بالمائة أراضٍ تجارية واستثمارية بأكثر من 82 أرضًا حيث يتم طرحها بحسب الاحتياجات والنمو في المنطقة.
وتعد المدينة نموذجًا متكاملًا لتطبيق سياسات ومعايير التخطيط العمراني الحديث، كتصميم شبكات تصريف مياه الأمطار بصورة تتوافق مع تصميم المدينة لحمايتها من مخاطر الفيضانات والأمطار الغزيرة من خلال تهذيب مجرى الوادي ووضع مساحات على جانبي مجرى الوادي، واستغلال المساحات الجانبية كمنطقة خضراء لتعزيز التنقل النشط عبر ممرات المشاة، وممرات خاصة للدراجات الهوائية، وتعزيز البنية الأساسية الخضراء بزيادة نسبة الفرد من المسطحات الخضراء من 10 إلى 12 مترًا مربعًا، وتخطيط شبكات الخدمات والمرافق المجتمعية لتغطي جميع أجزاء المدينة لتلبي حاجة السكان ويسهل الوصول إليها وتصميمها بمواصفات عالية تضمن السلامة وسهولة الصيانة والتوسعات المستقبلية.
وتم تنفيذ مشروع المدينة على عدة مراحل بدءًا من مرحلة تسوية الموقع وإعداد مخطط تقسيم الأراضي، وإنشاء خدمات البنية الأساسية من الطرق والكهرباء والاتصالات والمياه والصرف الصحي، كما اشتمل المشروع على أراضٍ سكنية مختلفة المساحات، وفور اكتمال المسوحات في المدينة قامت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني بتوزيع الأراضي على الأهالي فيما قام المكتب الفني التابع للوزارة بإجراءات التعويض ليباشر الأهالي تشييد المنازل والفلل بواقع دور ودورين تبعًا لاحتياجات كل أسرة، وتم مراعاة البعد الاجتماعي في توزيع الأراضي من خلال تمكين الأسر من السكن بجوار أقاربهم.
وتضم المدينة:
(8) أراضٍ للمدارس بمختلف المراحل التعليمية ومركزًا صحيًّا متكاملًا، بالإضافة إلى تخصيص (13) قطعة أرض للجوامع والمساجد ومأتم ومرفق بها مجالس عامة ومنازل للأئمة ومدارس لتحفيظ القرآن الكريم، مع شبكة متكاملة للطرق والبنية الأساسية. وتعزيزًا لاستدامة البنية الأساسية بالمدينة تم تشغيل (5) مدارس للمراحل التعليمية المختلفة، وتشغيل مركز صحي متكامل وجامعين و(6) مساجد تتوسط التجمعات والأحياء السكنية الجديدة، كما تحتوي على 12 ملعبًا لممارسة الرياضة وحديقة عامة، ومحطتي وقود. تبلغ المساحة المشغلة من المدينة حاليًّا نحو (7) ملايين متر مربع، تشمل منظومة متكاملة من خدمات البنية الأساسية منها: شبكة طرق بطول (106) كيلومترات، ونحو (3313) عمود إنارة، كما تضم المدينة شبكة ألياف بصرية بطول (232) كيلومترًا ، وشبكة كهرباء على امتداد (416) كيلومترًا، فيما تتجاوز أطوال شبكة المياه (141) كيلومترًا، ويصل طول شبكة الري إلى (65) كيلومترًا، وشبكة تصريف الأمطار بطول (47) كيلومترًا، ويبلغ طول شبكة الصرف الصحي (144) كيلومترًا، وكل هذه التجهيزات تكفل خدمة قاطني المدينة وتسهيل أمورهم الحياتية، كما تضمن نظافة بيئة المدينة واستدامتها.
وسعيًا لتحقيق الاستثمار المناسب للأراضي الحكومية، ودعمًا لمتطلبات النمو السكاني والاقتصادي واستكمال عملية التعمير بالمخططات القائمة، طرحت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني مؤخرًا (9) مواقع استثمارية بالمدينة للمزايدة بنظام حق الانتفاع وذلك في إطار جهود سلطنة عُمان لرفد الاقتصاد الوطني وتدعيم المشاريع الاستثمارية المختلفة، وتماشيًا مع مبادرات الوزارة لدعــم وتنشــيط القطــاع العقــاري والحركــة الاقتصاديــة بالمحافظة وكذلك الاستفادة من ولاية لوى كمنطقة جاذبة للاستثمار، لما تتميز به من تكامل تخطيطي وما تمثله كمدينة نموذجية من قيمة مضافة حاضرًا ومستقبلًا.
حضر افتتاح مدينة الطيب عدد من أصحاب:
- السُّمو والمعالي.
- أصحاب السعادة المحافظين.
- وكلاء الوزارات والولاة.
- أعضاء مجلس الشورى.
- بحضور عدد من المسؤولين والأهالي بمحافظة شمال الباطنة.