انطلقت يوم أمس “الخميس” على شواطئ ولاية المصنعة السباقات الرسمية للنسخة الأولى من بطولة العالم للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة 2025، والتي تستضيفها سلطنة عُمان خلال الفترة من 4 إلى 8 ديسمبر في مدرسة المصنعة للإبحار الشراعي بمنتجع بارسيلو المصنعة. وتشهد البطولة مشاركة واسعة من مختلف دول العالم، في حدث يُعد الأكبر من نوعه على مستوى العالم لتمكين ودمج الرياضيين من الأشخاص ذوي الإعاقة في منافسات دولية عالية المستوى.

بداية قوية تعكس جاهزية الحدث..
جاء انطلاق السباقات بعد ثلاثة أيام من البرنامج التدريبي التطويري الذي نظمه الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي، والذي شكل محطة إعداد مهمة للمدربين والبحّارة ومسؤولي السباقات.
وقد شهد اليوم الأول منافسات قوية في أربع فئات من القوارب المعتمدة دولياً، وهي قوارب آر.أس فنتشر (RS Venture Connect) المخصصة للفرق المصنّفة بارالمبياً، وقوارب فار إيست (FarEast 28Rs) لفئة السباقات المخصصة للمكفوفين، وقوارب هانسا 303 (Hansa 303) المفتوحة لجميع البحّارة، وقوارب إلكا 6 (ILCA 6) لفئة الأولمبياد الخاص لذوي الإعاقات الذهنية.
وأظهرت الفرق المشاركة مستوى فنياً متقدماً، وسط أجواء تنافسية مليئة بالحماس.

نتائج اليوم الأول من البطولة..
شهد اليوم الأول من السباقات منافسات قوية بين البحّارة المشاركين من أجل تحقيق أفضل النتائج، وسط ظروف
مناخية مثالية للإبحار، حيث بلغت سرعة الرياح حوالي 7 عقد بحرية، مما وفر أجواء مناسبة ساهمت في زيادة
المنافسات في مختلف فئات القوارب. حيث تصدّر الفريق النرويجي المكوّن من هنرييت سميث وسولفريد ليندهييم
كفينسلاند الترتيب العام بحصوله على المركز الأول في فئة قوارب آر.أس فنتشر، فيما حلّ الفريق البولندي
بمشاركة البحّار بيوتر سيخوتشكي وزميله البحّار أولغا غورناس غرودزين في المركز الثاني، بينما حقق الفريق
النرويجي المكوّن من البحّار ستايان كريستيانسن والبحّار إليوت فينيستراند المركز الثالث ليضع بصمة مبكرة في
جدول البطولة.

وفي فئة هانسا 303، قدّم البحّار البريطاني روري ماكينا أداءً قوياً مكّنه من تحقيق بالمركز الأول، تلاه البحّار
الياباني تاكومي نيوا في المركز الثاني بفارق بسيط، بينما حجز البحّار البرتغالي جواو بينتو المركز الثالث بعد أداء
ثابت ومتزن طوال اليوم، فيما حقق البحّار العُماني مالك القرطوبي المركز العاشر في الترتيب العام وزميله البحّار
علي الغسيني في المركز الرابع عشر.
أما في فئة قوارب إلكا 6، فقد احتل البحّار البريطاني موري ماكدونالد المركز الأول، تلاه مان هونغ ليونغ من
هونغ كونغ في المركز الثاني، بينما أكمل مواطنه تسز هين تشيونغ منصة التتويج في المركز الثالث.

خبر صحفي
وفي فئة وقوارب فار إيست المخصصة للمكفوفين، سيطر بحّارة المملكة المتحدة على المراكز الأولى، حيث تمكنت
البحّارة لوسي هودجز من قيادة فريقها لتحقيق المركز الأول في صدارة الترتيب العام، فيما جاء الفريق بقيادة كارل
هاينز في المركز الثاني، والفريق بقيادة البحّارة فيكي شين المركز الثالث بعد سلسلة من السباقات المثيرة والمتقاربة
في مستوياتها.

بعد ختام سباقات اليوم، أعرب البحّار البرتغالي جواو بينتو عن إشادته بمستوى التنظيم وظروف الإبحار في
المصنعة، مؤكداً أن البطولة توفر بيئة مثالية للتنافس. وقال: "الأجواء هنا في المصنعة ممتازة، والتنظيم يتم وفق
أعلى المعايير، ما يضمن عدالة المنافسة بين جميع الرياضيين. تنوّع الظروف البحرية يمنحنا تحدياً إيجابياً، ويسهم
في توحيد معايير المشاركة، وهو ما يعكس بوضوح رؤية البطولة في تعزيز الشمولية وتمكين الرياضيين من
الأشخاص ذوي الإعاقة".
كما أشاد بينتو بالمرافق والخدمات المقدّمة للبحّارة، قائلاً: "جميع المرافق مجهّزة بعناية لتلبية احتياجات الرياضيين
من ذوي الإعاقة، وكل التفاصيل التنظيمية مراعية لمعايير الوصول ومتطلبات التنافس. الجهود الكبيرة المبذولة
واضحة، والبطولة تقدم نموذجاً لما يجب أن تكون عليه الفعاليات العالمية من حيث الاحترافية والاستعداد".
وحول تطلعاته للسباقات المقبلة، قال: "كل بحّار يطمح للصعود إلى منصة التتويج، وهذا ما يجعل المنافسة قوية
ويحفّزنا على تقديم الأفضل. سأعمل بكل طاقتي لتحقيق مركز متقدم، لكن الأهم هو الأداء داخل مسار السباق. نأمل
أن تحمل الأيام القادمة نتائج مميزة للجميع".
مشاركة عُمانية تؤكد تطوّر برنامج أبحر بحرّية
تشارك سلطنة عُمان في البطولة عبر مجموعة من البحّارة الذين تدرّبوا ضمن برنامج (أبحر بحرّية)، الذي أثبت
نجاحاً لافتاً خلال السنوات الماضية في تأهيل وتمكين الرياضيين من ذوي الإعاقة. ويتقدم المشاركين البحّار زاهر
العتبي الذي يخوض منافسات فئة قوارب آر.أس فنتشر. وقال البحّار زاهر العتبي في تصريح له: "البداية كانت
مشجّعة، وأعطتنا دفعة قوية للمضي قدمًا. نشعر بفخر كبير لتمثيل سلطنة عُمان في بطولة تُقام لأول مرة عالمياً،
ونعمل بكل جهد لتقديم أداء يعكس تطوّر الإبحار الشراعي".
مشاركة إماراتية طموحة..
يشارك منتخب دولة الإمارات العربية المتحدة في البطولة في فئتي قوارب إلكا 6 عبر البحّارين مروان سلوم وعمر الحمادي، وقوارب آر.أس فنتشر من خلال البحّارين محمد الزبيدي ومحمد العويسي.

حيث أعربت نجوى النعيمي من الأولمبياد الخاص الإماراتي عن:
سعادتها بمشاركة المنتخب الإماراتي في البطولة، مؤكدة أن الحضور الإماراتي يأتي من أجل تمثيل الدولة والأولمبياد الخاص خير تمثيل، حيث يشارك الفريق في فئتي قوارب إلكا 6 وقوارب آر.أس فنتشر من خلال البحّارين محمد الزبيدي ومحمد العويسي، وفي فئة إلكا عبر مشاركة البحّارين مروان سلوم وعمر الحمادي.
وأضافت النعيمية أن:
الاستعدادات تمت وفق خطة تدريبية مكثفة بالتعاون مع الاتحاد الإماراتي للشراع ونادي الحمرية، حيث خاض الفريق عدة معسكرات ميدانية هدفت إلى رفع جاهزية اللاعبين وتعزيز قدراتهم قبل خوض المنافسات.
وأشارت إلى أن:
الفريق يمتلك خبرة دولية متراكمة، إذ سبق له المشاركة في الأولمبياد الخاص العالمي ـ أبوظبي 2019، والأولمبياد الخاص ـ برلين 2023، إلى جانب المشاركة في أول بطولة إقليمية للشراع بالأولمبياد الخاص التي استضافتها الإمارات عام 2024.
وأشادت نجوى النعيمية بمستوى التنظيم في سلطنة عُمان، مؤكدة أن:
اللجنة المنظمة وفّرت جميع التسهيلات اللازمة لتمكين الرياضيين من مختلف الإعاقات، الأمر الذي يعكس جاهزية سلطنة عُمان لاستضافة أكبر الفعاليات العالمية.
واختتمت حديثها بالقول:
“نتمنى لبحّارتنا تقديم مستويات قوية والظهور بصورة مشرّفة، فالحضور هنا لا يتعلق بالمنافسة فقط، بل يحمل رسالة أعمق تتمثل في دمج وتمكين ذوي الإعاقة وإتاحة الفرصة لهم لإبراز قدراتهم وإمكاناتهم في المحافل الدولية”.
حضور سعودي يعزز المشاركة الإقليمية..
كما تسجل المملكة العربية السعودية حضورًا بارزًا في البطولة، بمشاركة البحّار سعد بن علي القحطاني ضمن فئة قوارب هانسا 303.
وقد أعرب القحطاني عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث العالمي قائلًا:
“فخور بتمثيل المملكة في بطولة تُجسد مفهوم الرياضة للجميع. المنافسة هنا استثنائية، والتنظيم يعكس مستوى عالميًا يتيح
للرياضيين من ذوي الإعاقة إبراز إمكاناتهم وقدراتهم الحقيقية”.

نجاح تنظيمي يعكس ريادة عُمان في الإبحار..
وتأتي هذه البطولة امتدادًا لنجاحات سابقة حققتها عُمان للإبحار في استضافة بطولات دولية بارزة، ما رسّخ مكانة سلطنة عُمان كوجهة عالمية لرياضة الإبحار الشراعي. وقد عملت اللجنة المنظمة خلال الأشهر الماضية على تجهيز مرافق المرسى، وإعداد مسارات الحركة المخصصة للرياضيين، وتطبيق أعلى معايير السلامة والسهولة لضمان بيئة تنافسية عادلة ومتكاملة للجميع.
ترسيخ لقيم التمكين والشمولية..
لا تقتصر أهمية البطولة على كونها حدثًا رياضيًا عالميًا فحسب، بل تحمل رسالة إنسانية تعزز مبادئ المساواة وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، وتؤكد التزام عُمان برؤية عُمان 2040 التي تضع الإنسان في صميم التنمية. وقد شجعت هذه المبادرة دولًا جديدة على دخول عالم الإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة، مما يعكس النمو المتسارع الذي يشهده هذا النوع من الرياضات حول العالم.
وتتواصل السباقات على مدى خمسة أيام، على أن تختتم الفعاليات في الثامن من ديسمبر بحفل رسمي يُكرَّم فيه الفائزون في الفئات الأربع المعتمدة.
ويتوقع أن:
تشهد الأيام القادمة ارتفاعًا في وتيرة المنافسات مع سعي البحّارة إلى حصد أكبر عدد ممكن من النقاط للتتويج بألقاب النسخة الأولى لهذه البطولة التاريخية.
وتقام البطولة تحت مظلة الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي، وبدعم من اللجنة العُمانية للرياضات العُمانية، وبالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ووزارة التراث والسياحة، ومكتب محافظ جنوب الباطنة بوصفهم شركاء استراتيجيين. كما يحظى الحدث برعاية عدد من مؤسسات القطاعين العام والخاص، من بينها منتجع بارسيلو المصنعة، وشركة أوكسي عُمان، والمشغّل الوطني للسفر، والشركة الوطنية للمرطبات (تنوف)، وشركة مزون للألبان بوصفهم رعاة برونزيين، في تجسيد واضح لتكامل الجهود الوطنية لدعم وإنجاح هذا الحدث العالمي.





