افتتح المتحف الوطني بالتعاون مع متحف التاريخ في أرمينيا وسفارة جمهورية أرمينيا في سلطنة عُمان اليوم معرضًا بعنوان “على درب اللبان: أرمينيا”، ويستمر حتى 30 مايو 2026م.
ويأتي المعرض الذي رعى افتتاحه السفير عبد الله بن حمد الريامي، رئيس دائرة التعاون الثقافي بوزارة الخارجية، كأول معرض ضمن سلسلة “على درب اللُّبان”، ليطرح رؤية شمولية تُعيد قراءة مسارات التواصل الحضاري بين الشعوب، من عصور ما قبل التاريخ إلى عالمنا المعاصر، عبر هذا المورد العريق الذي كان ولا يزال رمزًا للتبادل الثقافي والاقتصادي والروحي.
وأكد رئيس دائرة التعاون الثقافي بوزارة الخارجية على أن:
العلاقات بين البلدين شهدت نشاطًا دبلوماسيًّا متميزًا تمثّل في المشاورات السياسية المنتظمة، وآخرها في 11 أغسطس الماضي في يريفان، إضافة إلى التوقيع على مذكرة تفاهم في عام 2023م.
وأشار إلى أن:
الجوانب الاقتصادية واللوجستية، شهدت في مايو 2024 الاتفاق على التشغيل غير المحدود للرحلات الجوية بين البلدين، إلى جانب إعفاء المواطنين العُمانيين من تأشيرة الدخول إلى جمهورية أرمينيا في مايو 2025، كما أدرجت سلطنة عُمان جمهورية أرمينيا ضمن الدول المسموح لمواطنيها دخولها والإقامة فيها لمدة أسبوعين، بما يعزز الحركة السياحية والاقتصادية بين الجانبين.
ووضح أن:
مجال التعاون الثقافي والمتحفي، الذي بدأ في مايو 2020 بين المتحف الوطني ومتحف التاريخ في أرمينيا، شمل الإعارات المتحفية وفعاليات يوم عُمان وتبادل الزيارات.
من جانبه قال سعادةُ السّفير هراتشيا أرشاك بولاديان، سفير جمهورية أرمينيا لدى سلطنة عُمان إن:
المعرض يقدم مجموعة من المباخر الأرمينية التي تعود إلى القرنين الثالث عشر والثامن عشر من مقتنيات متحف التاريخ في أرمينيا، ويبرز مكانة اللبان ورمزيته في الثقافة الأرمينية، فضلًا عن حضوره التاريخي لدى الشعوب، وفي مقدمتها سلطنة عُمان المعروفة بإنتاج وتصدير أجود أنواع اللبان.
وأكد على أن:
هذا الحدث يعد انعكاسًا للعلاقات الودية المتنامية بين البلدين، التي تعززت بافتتاح السفارة الأرمينية في مسقط مؤخرًا، بالإضافة إلى الإيمان بدور الثقافة في بناء الجسور وتعميق الحوار، ويمهّد لمرحلة جديدة من التعاون الثقافي بين الشعبين، بما يسهم في ترسيخ قيم السلام والتفاهم المتبادل.
وقال الدكتور دافيت بوغوزيان، مدير متحف التاريخ في أرمينيا إن:
هذا المعرض المشترك بين متحف التاريخ في أرمينيا والمتحف الوطني في سلطنة عُمان؛ يمثل لقاءً بين مؤسستين تنتميان إلى منطقتين شكّلتا عبر القرون ملتقىً للحضارات، وممرًّا للتواصل الإنساني والثقافي بين الشرق والغرب، ملفتًا إلى أن المعرض لا يكتفي بجمع موروثين ثقافيين، بل يكشف عن أوجه التشابه، وعن الآثار المشتركة للتواصل الإنساني القديم، والقصص التي صاغت ملامح كلٍّ من أرمينيا وسلطنة عُمان.
ويستكشف المعرض حضور اللُّبان في الموروث الأرمني ودوره في تشكيل العلاقات التاريخية بين الحضارتين، مسلِّطًا الضوء على محطات من التفاعل البشري الذي جمع بين ضفاف المحيط الهندي وسلسلة جبال القوقاز، إلى جانب تسليط الضوء على حضور اللبان في جمهورية أرمينيا منذ العصور القديمة، وهو ما تؤكده المباخر المكتشفة خلال التنقيبات الأثرية في مواقع عديدة.
يشار إلى أن:
سلسلة “على درب اللبان” التي أطلقها المتحف الوطني تهدف إلى إتاحة منظور أوسع لتاريخ اللُّبان ودوره في صياغة سردية الإنسان المشتركة، وتعميق الحوار الثقافي بين عُمان والعالم، وتعزيز حضور هذا الإرث في الوعي العالمي بوصفه ركيزة من ركائز الهُوية الثقافيّة العُمانيّة، وامتدادًا حيًّا لمسارات التّجارة والتّواصل التي شكّلت ملامح الحضارة الإنسانية.
