بناءً على التكليف السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ افتتح صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد آل سعيد رئيس مجلس محافظي البنك المركزي العُماني اليوم أعمالَ المؤتمر الوزاري العالمي الثالث حول مقاومة مضادات الميكروبات، الذي تستضيفه سلطنة عُمان ويستمر يومين.
ويهدف المؤتمر إلى..
تعزيز أهمية الالتزام السياسي بنهج “الصحة الواحدة” في التصدي لوباء مقاومة مضادات الميكروبات، بمشاركة أكثر من 35 وزيرًا وممثلين لأكثر من 40 دولة من دول العالم في مجالات صحة الإنسان والحيوان والبيئة.
وأكّد معالي الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة في كلمة خلال افتتاح أعمال المؤتمر أنّ:
سلطنة عُمان قطعت في السنوات الماضية شوطًا كبيرًا من أجل التصدي لهذه الظاهرة، وأن إقامة هذا المؤتمر هو دليل على الاهتمام الكبير الذي توليه حكومة سلطنة عُمان بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثـم بن طارق المعظم – حفظه الله – للتصدي لهذا الخطر.
وأشار معاليه:
إلى أنّ أهم الإنجازات في هذا المجال تمثلت في إعداد الاستراتيجية الوطنية لمقاومة المضادات الحيوية من أجل توحيد الجهـود بين كافـة القطاعات العامة والخاصة، ونظام الترصد الوطني.
وقال معاليه:
إنّ تنظيم المؤتمر يأتي إيمانًا من حكومة سلطنة عمان بضرورة التصدي لخطر انتشار الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية، وإعلان منظمة الصحة العالمية أن مقاومة مضادات الميكروبات هي إحدى أكبر عشرة مهددات عالمية للصحة العامة تواجه البشرية، مضيفًا أن مقاومة مضادات الميكروبات هي تهديد عالمي للصحة والتنمية حيث إنها تسببت فيما يقدر بمليون و300 ألف وفاة خلال عام 2019، حسب دراسة علمية حديثة.
ولفت معاليه إلى أنّ:
بيان مسقط الوزاري سيكون المخرج الرئيس لهذا المؤتمر، والذي سيتضمن – للمرة الأولى – مؤشرات لمتابعة استهلاك المضادات الحيوية في الصحة البشرية والحيوانية والغذاء؛ من أجل متابعة تنفيذ الخطط العالمية والوطنية ضمن إطار الصحة الواحدة. كما تم في إطار تحضير البيان عقد اجتماع تشاوري مع الدول الأعضاء في منظمتي الصحة العالمية والأمم المتحدة للزراعة والغذاء، حضره ممثلون من أكثر من 100 دولة.
من جانبه أكّد معالي الدكتور سعود بن حمود الحبسي وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في كلمة له أن:
سلطنة عُمان عملت على تطوير البرامج الكفيلة بمواجهة هذه الظاهرة المتعددة الأطراف بشكل أكثر فعالية واتساقًا.
وأضاف معاليه:
جاء ذلك بتكامل الجهود المبذولة من خلال الخطة الوطنية لمكافحة الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية وفي سياق أهداف التنمية المستدامة والمجالات ذات العلاقة بمنظومة عمل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، حيث ارتكزت جهود السلطنة على الوقاية من انتشارها ومكافحتها في محورين أساسين.
ووضح معاليه أنّ:
المحور الأول تمثل في تبني سلطنة عُمان السياسات والتشريعات واللوائح والمواصفات التي تضمن صحة الحيوان وسلامة الغذاء، وتعزيز منظومة المخاطر الغذائية، واتباع برامج التقصي الوبائي، وممارسة النهج الوقائي والتحصين والتوعية لكافة شرائح المجتمع، كما يشمل التأهيل ورفع كفاءة الموارد البشرية والمختبرات والمحاجر والمنشآت الغذائية. أما المحور الثاني فيتمثل في الإجراءات التنفيذية الخاصة بحظر استخدام المضادات الحيوية المحفزة للنمو وحظر استخدام بعض المضادات الحيوية العلاجية في القطاع الحيواني، بالإضافة إلى برامج التوعية المرتبطة بأسباب وآثار هذه الظاهرة على الأمن الغذائي.
وأشار معاليه إلى أنّ:
البحث العلمي والابتكار يُعدُّ مُمكّنًا رئيسًا في كافة المجالات المتعلقة بمقاومة المضادات الحيوية، وتولي سلطنة عُمان جُلّ اهتمامها بهذا الجانب، بما يساهم في الحد من انتشار مقاومة المضادات الحيوية وتطوير أساليب الوقاية والعلاج من الأمراض التي تسببها الميكروبات.
وأكّد معاليه أنّ:
أهم ما يمكن التركيز عليه في هذه المرحلة تسريع وتيرة التعامل مع هذا الخطر العالمي، ونعول في سلطنة عُمان على “بيان مسقط” لتسريع إجراءات “الصحة الواحدة” بما يُساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030م.
وأكّد معالي إيرنست كويبرز وزير الصحة والرعاية والرياضة بمملكة نيذرلاندز في كلمة له:
أن المضادات أثرت بشكل مباشر على أحداث الاستدامة في السنوات السابقة، وقد حاولت نيذرلاندز محاربة المضادات الميكروبية والعمل على تحسين السياسات في الدول الأخرى. مضيفًا أنه خلال المؤتمرين السابقين اللذين أقيما في مملكة نيذرلاندز تم رسم سياسات وقوانين لمضادات الميكروبية ولكن ما زال على المنظمات الدولية التركيز والاهتمام بهذا الجانب بشكل أكبر.
من جانبه قال معالي شو دونيو مدير عام منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة:
إن مشكلة مقاومة مضادات الميكروبات تُعدُّ أكبر تحدٍّ تواجهه الصحة العالمية، حيث تؤثر على الصحة العامة والبيئة والإنسان والأمن وعلى السلامة الغذائية والنمو الاقتصادي والرفاهية المجتمعية، مؤكدًا أنّ مواجهة المضادات تحتاج إلى أسلوب عمل موحد لتحقيق الأهداف حتى لا تكون هناك ازدواجية في العمل.
وأكد معالي الدكتور تيدروس أدهانوم غبريسوس مدير عام منظمة الصحة العالمية في كلمته:
خطورة مشكلة مقاومة مضادات الميكروبات، حيث إنها لم تحصل على الاهتمام الذي تستحقه. معربًا عن أمله في أن يُسهم هذا الاجتماع في إيجاد تعاون مجتمعي ووزاري لمقاومة هذه المضادات وهي الطريقة لمعالجة مشكلة مقاومة مضادات الميكروبات.
وقال معالي كريس فيرن نائب رئيس وزراء مالطا وفريق القادة العالميين المعني بمقاومة مضادات الميكروبات في كلمة له:
ندرك جميعًا أهمية مقاومة المضادات الميكروبية؛ حيث لم يقتصر ضررها على الإنسان فقط بل تعدى إلى الحيوان أيضًا، مضيفًا أنّ جوانب المضادات الميكروبية متعددة مما يتطلب إيجاد حلول متعددة لمواجهة هذا التحدي، مشيرًا إلى أنّ اجتماع الجمعية العمومية لمنظمة الصحة العالمية حول المضادات في عام 2024 هو لتقييم ما توصلنا إليه من نتائج.
كما أكدت لإنغر أندرسون المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في كلمة مسجلة أن:
هذه المشكلة معقدة وعالمية حالُها كحال التغير المناخي والتلوث.
شهد الاجتماع إطلاق منصة الشراكة المتعددة الأطراف بشأن مقاومة مضادات الميكروبات بواسطة التحالف الرباعي لمتابعة مقاومة المضادات الحيوية.
وتهدف المنصة إلى..
تحفيز حركة عالمية لاتخاذ تدابير لمواجهة مقاومة مضادات الميكروبات، وذلك من خلال تعزيز التعاون بين مجموعة متنوعة من الأطراف المعنية بكافة المستويات ضمن نطاق الصحة الواحدة.
واشتمل حفل الافتتاح على تقديم عرض مرئي تناول جهود سلطنة عُمان المبذولة في التصدي لمقاومة مضادات الميكروبات عبر الخطة الوطنية لمكافحة المقاومة الجرثومية للمضادات الحيوية التي أُقرت في مايو 2015 بين وزارتي الصحة والثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه.
تضمن اليوم الافتتاحي للمؤتمر جلسات نقاشية بين الوزراء المشاركين والمنظمات تطرّقت إلى الإنجازات في السيطرة على هذا الوباء الصامت والفرص المتاحة للسيطرة على الانتشار وتخفيف آثاره السلبية، واستعراض التجارب الناجحة من الدول المشاركة وتبادل الخبرات والآليات المتبعة للاستجابة بمنظومة الصحة الواحدة.
كما تضمنت أعمال اليوم الأول جلسات متوازية لمناقشة أربعة محاور مهمة، وهي:
- تفعيل خطط الاستجابة على مستوى الدول.
- الترصد للمقاومة بمنظومة الصحة الواحدة التي تشمل الإنسان والحيوان والبيئة.
- الحراك السياسي والموارد المالية، والبحث والابتكار.
وقال سعادة سليمان بن صالح الدخيل مدير عام مجلس الصحة الخليجي في تصريح له:
إنّ العمل الصحي الخليجي يعتمد على استمداد المعرفة والخبرة من تجارب جميع دول الأعضاء بمختلف المجالات الصحية المتنوعة، حيث نعمل على تنسيق تبادل المبادرات والتجارب بين دول مجلس التعاون في المجال الصحي بشكل فعّال ومنظم من خلال رسالة ورؤية واضحتين من أهم أهدافهما الاستجابة للقضايا والتحديات الصحية الإقليمية والعالمية، وتنسيق العمل الخليجي المشترك لتعزيز التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء في المجال الصحي لتحقيق الصحة المستدامة.
وأضاف أنّ:
أحد أهم منجزات المجلس هذا العام إنشاء المركز الخليجي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، الذي أُطلقه أصحاب المعالي والسعادة وزراء الصحة بدول مجلس التعاون هذا العام، ويعد مركزًا إقليميًّا يهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الصحة العامة ووضع السياسات والإجراءات والبروتوكولات والمؤشرات الصحية المشتركة وتبادل المعارف بين الدول الأعضاء.
وذكر أنّ:
دور المجلس في المؤتمر يمكّن من وضع مقاومة مضادات الميكروبات في الأولويات التي يعمل عليها، من خلال اللجان المتخصّصة التي تتماشى مع برامج المنظمة والتي كان لها دور في تحسين البيئة والمحافظة على قدرة المضادات.
وتختتم أعمال المؤتمر غدًا بتقديم إيجاز عن محاور الجلسات الأربع والتوصيات، يعقبها نقاش وزاري حول المقترحات المضمنة في تقرير المؤتمر للمتابعة، واستعراض بيان مسقط كمخرج من هذا المؤتمر والتوقيع عليه من الدول المؤيدة.
ويسعى المؤتمر لتحفيز الحوار التفاعلي حول أهمية نهج “الصحة الواحدة” للتصدي لوباء مقاومة مضادات الميكروبات، ومن هنا جاء شعار المؤتمر ليكون “مقاومة مضادات الميكروبات: من السياسة إلى إجراءات الصحة الواحدة”، عبر تسريع وتيرة التعامل مع مقاومة مضادات الميكروبات على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية وتعزيز التعاون الدولي.
ويهدف المؤتمر إلى تعزيز أهمية الالتزام السياسي بنهج “الصحة الواحدة” في التصدي لوباء مقاومة مضادات الميكروبات، والتركيز على دور البيئة في انتشار مقاومة مضادات الميكروبات وأهمية المراقبة والرصد لكل من مقاومة مضادات الميكروبات واستخدام مضادات الميكروبات في المجالات الثلاثة (الإنسان والحيوان والبيئة).
ويسعى المؤتمر إلى تبادل الخبرات والتجارب الناجحة في تنفيذ نهج “الحكومة الواحدة” والصحة الواحدة للتخفيف من خطر مقاومة مضادات الميكروبات، وإيجاد فرص للتعاون والشراكة بين البلدان والمنظمات الدولية لمعالجة مقاومة مضادات الميكروبات في سياق أهداف التنمية المستدامة.
ومن المؤمل أن يخرج المؤتمر ببيان مسقط بشأن تسريع إجراءات “الصحة الواحدة” حول مقاومة مضادات الميكروبات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، والموافقة على المؤشرات المقترحة لمتابعة استهلاك المضادات، ورفع إعلان مسقط للنقاش في اجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2024 بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، ورفع توصية بشأن إنشاء إطار عالمي لنظام ترصد لمقاومة مضادات الميكروبات، يشمل جميع جوانب الصحة الواحدة، وتأمين إدراج مقاومة مضادات الميكروبات في إطار الأمم المتحدة للتعاون من أجل التنمية المستدامة.
وتمثل إقامة المؤتمر في سلطنة عُمان نقلة للمؤتمر ليشمل أقاليم أخرى خارج القارة الأوروبية ونشر للتجربة والاستفادة من الإجراءات التي اتخذت في تلك الدول وساعدت كثيرًا على التخفيف من انتشار الميكروبات المقـاومة للمضادات وآثارها السلبية على الصحة والاقتصاد.
يُذكر أنّ..
المؤتمر يأتي بتنظيم سلطنة عُمان ممثلة بوزارة الصحة ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بالتعاون مع مجلس الصحة لدول مجلس التعاون والمجموعة الرباعية المشكلة من الأمم المتحدة لمتابعة مقاومة المضادات الحيوية (منظمة الصحة العالمية، المنظمة العالمية لصحة الحيوان، برنامج الأمم المتحدة لصحة البيئة، منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة).