17 أكتوبر.. مسيرة وطنية راسخة لتمكين المرأة العُمانية وتعزيز مشاركتها في المجتمع

يأتي الاحتفال بيوم المرأة العُمانية في كل عام، تعزيزًا لثقافة التقدير والاعتراف بالدور المحوري للمرأة في استقرار المجتمع وتماسكه.
تعبيرية
تعبيرية

الخميس,16 أكتوبر , 2025 1:08م

تحتفي سلطنة عُمان ممثلة بوزارة التنمية الاجتماعية في 17 أكتوبر من كل عام بيوم المرأة العُمانية، ويأتي هذا العام تحت شعار “هي عُمان” تأكيدًا على المكانة التي تحظى بها المرأة العُمانية، والدعم المتواصل الذي تناله كشريك رئيس في مسيرة بناء الوطن وصناعة مستقبله.

ويجسد شعار هذا العام “هي عُمان” رمزية تعكس حضور المرأة العُمانية في أصالتها وقيمها وإنجازاتها فهي شريك أصيل في مسيرة البناء والتنمية، بثباتها وعطائها وإخلاصها، كما يعكس الشعار في مضمونه بُعدًا وطنيًّا، وإنسانيًّا، ومجتمعيًّا، يُبرز شراكة المرأة الفاعلة في صناعة حاضر الوطن ومستقبله، ويكرّم دورها في بناء الأسرة والمجتمع بوصفها أساس الأسرة وعمودها الذي تنطلق منه الإنجازات.

هي عُمان.. فخر الوطن ونبض عطائه.

ويجسّد الشعار..

احتفاء سلطنة عُمان واعتزازها بالمرأة العُمانية، ابتداءً من الأسرة التي تمثل فيها المرأة نواة التماسك والترابط، ومصدر العطاء والرعاية، وصانعة الأجيال التي تنهض بسلطنة عُمان في مختلف الميادين، فهي الأم والمربية، والقدوة التي تغرس القيم وتنمي الطموح، وتؤسس بتفانيها بيئة مستقرة تُسهم في بناء مجتمع متوازن ومتماسك، ويمتد هذا الاحتفاء ليشمل حضور المرأة العُمانية في مختلف القطاعات التعليمية والأكاديمية، والاقتصادية، والعسكرية والأمنية، والثقافية والإعلامية، والاجتماعية والإنسانية، والدبلوماسية، والرياضية والشبابية، والبيئية، والتقنية والرقمية، والصحية، والمهنية والحرفية، والقانونية، والسياحية، وفي مجالات الأزمات والطوارئ، تقديرًا لإسهاماتها المتواصلة، واحتفاءً بما حققته من إنجازات رائدة في مسيرة الوطن.

وبهذه المناسبة..

هنّأت معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية، المرأة العُمانية معبرة عن فخرها واعتزازها بما حققته من إنجازات مشرّفة ومساهمات رائدة في مختلف المجالات، مؤكدةً أن المرأة العُمانية كانت وما زالت ركيزة أساسية، وشريكًا فاعلًا في بناء المجتمع، بفضل ما تحظى به من دعم ورعاية سامية من حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه –، وبما تمتلكه من طاقات وكفاءات.

هي عُمان.. فخر الوطن ونبض عطائه.

وأكدت معاليها أن:

تمكين المرأة العُمانية يمثل أولوية تنسجم مع الرؤية الوطنية، نحو تعزيز مشاركتها في بناء وطنها، مشيرة إلى أن وزارة التنمية الاجتماعية تواصل جهودها في تنفيذ البرامج والمشروعات الداعمة للمرأة في مختلف مراحل حياتها، وتعزيز حضورها في المجتمع ومشاركتها في مسيرة التنمية الشاملة في سلطنة عُمان.

وأولت سلطنة عُمان عناية كبيرة بتعزيز حقوق المرأة وضمان مشاركتها الكاملة في مختلف المجالات، من خلال منظومة قانونية تكفل المساواة وعدم التمييز، وقد نص النظام الأساسي للدولة على مبدأ المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات، والمساواة أمام القانون، إلى جانب إقرار مبدأ تكافؤ الفرص في الترشح والانتخاب، كما شملت التشريعات الوطنية الحديثة جملة من القوانين الداعمة لحقوق المرأة مثل قانون العمل الذي منح امتيازات متقدمة للمرأة العاملة، منها تمديد إجازة الأمومة للتوافق مع المعايير الدولية، وقانون الحماية الاجتماعية الذي ضمن تغطية شاملة للنساء في مختلف حالاتهن الاجتماعية، إلى جانب قوانين التعليم والرعاية الصحية التي كفلت المساواة في الخدمات، فضلًا عن تعديلات قانونية مكّنت المرأة من استخراج جواز السفر دون موافقة ولي الأمر، مما يعكس التزام الدولة الراسخ بتمكين المرأة قانونيًّا وضمان حقوقها على نحو يواكب تطلعات التنمية.

تمكين قيادي.. خطوات واثقة نحو مستقبل مستدام.

وتقوم وزارة التنمية الاجتماعية..

بدور محوري في دعم المرأة العُمانية من خلال رسم السياسات الوطنية وتنسيق الجهود الرامية إلى تمكينها وتعزيز مشاركتها الفاعلة في المجتمع، لضمان مواءمتها مع مبادئ العدالة والمساواة وتعزيز تمكين المرأة في مختلف المجالات، حيث تضمنت استراتيجية العمل الاجتماعي لوزارة التنمية الاجتماعية (2016 – 2025م) أسسًا لسياسات اجتماعية جديدة أساسها تنمية المرأة وتعزيز مكانتها في الأسرة واعتمدت المقاربة المستندة على حقوق الإنسان وعلى النهج الحقوقي لكفالة حقوق المرأة والطفل والأشخاص ذوي الإعاقة بالشراكة مع الجمعيات والمؤسسات الأهلية، وشكلت مؤشرات النوع الاجتماعي، أساسًا للخطط التنفيذية لهذه الاستراتيجية.

وتضمنت الخطة التنفيذية لاستراتيجية العمل الاجتماعي، برامج للمرأة ضمن محور تنمية الأسرة والمجتمع بهدف تحقيق ” سياسات وتشريعات وبرامج أسرية وطنية منصفة ومبنية على المؤشرات وداعمة لاستقرار الأسر وتماسكها”، كما تضمنت هذه الخطة محاور أخرى ضمن برامج وأنشطة تتعلق بتمكين المرأة ذات الإعاقة، والمرأة المسنة، وتمكين المرأة من الفئات المشمولة بالضمان الاجتماعي والدخل المحدود.

وتولي وزارة التنمية الاجتماعية اهتمامًا بالغًا بتمكين المرأة العُمانية وتعزيز دورها في المجالات القيادية، من خلال تبني وتنفيذ مبادرات وطنية وبرامج تدريبية متخصصة لبناء قدرات المرأة في العملية الانتخابية، ورفع كفاءتها في مجالات القيادة والإدارة وصياغة السياسات العامة، بما يؤهلهن لخوض الانتخابات والمشاركة في المجالس الانتخابية ومواقع صنع القرار. بالإضافة إلى تعزيز الجهود مع كافة القطاعات الحكومية والخاصة لتهيئة بيئة داعمة للقيادة النسائية وتعزيز دورها في المجتمع. كما نفذت الوزارة العام الماضي، مبادرة “تسمو” لتطوير الكفاءات القيادية للمرأة العُمانية، بالتعاون مع الأكاديمية السلطانية للإدارة، هدفت إلى تطوير القدرات والمهارات الذاتية والمهنية واستهدفت (50) مشاركة من القيادات النسائية في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني.

وتعد جمعيات المرأة العُمانية أحد أهم المؤسسات المجتمعية التي تسهم في تعزيز مشاركة المرأة في التنمية الاجتماعية، من خلال تنفيذ برامج تدريبية وثقافية واجتماعية تسهم في رفع وعي المرأة العُمانية وتنمية مهاراتها في مجالات متعددة.

وبلغ عدد جمعيات المرأة العُمانية في مختلف محافظات سلطنة عُمان (68) جمعية بنهاية عام 2024م، تضم (13,570) امرأة عُمانية، كما تعمل الوزارة على تطوير قدرات جمعيات المرأة العُمانية عبر تقديم الدعم الفني والإداري، وتعزيز فرص الشراكة بينها وبين مؤسسات القطاعين العام والخاص، بما يضمن استدامة برامجها ومشروعاتها الاجتماعية والاقتصادية.

وتسعى الوزارة إلى تمكين الجمعيات، وتشجيعهن على تبني مبادرات اجتماعية نوعية تحقق أثرًا ملموسًا في المجتمع، بما يعزز مكانة المرأة كشريك فاعل في التنمية الاجتماعية.

وتعمل وزارة التنمية الاجتماعية من خلال برامجها ومبادراتها على تعزيز قدرات المرأة في مجالات الإنتاج وريادة الأعمال، عبر التدريب والتأهيل وتوفير بيئة داعمة لمشاريعها، وتحفيز مشاركتها في سوق العمل، حيث بلغ عدد النساء المستفيدات من برنامج “تمكين” حتى عام 2024م، حوالي (202) امرأة، وذلك عبر توفير فرص اقتصادية وتدريبية وتمويلية، وتشجيع إقامة المشاريع المنزلية الصغيرة والمتوسطة، فيما التحقت (270) امرأة ببرامج التأهيل وبناء القدرات، و(86) امرأة ببرامج التدريب المقرون بالتشغيل، كما نفذت الوزارة مبادرة “ويكي نساء عُمانيات” (2021-2024م) لإثراء المحتوى الرقمي للمرأة العُمانية وتوثيق إنجازاتها في الموسوعة العالمية “ويكيبيديا”، حيث تم توثيق 100 شخصية نسائية عُمانية.

من جانب آخر..

نفذت الوزارة برنامج تمكين المرأة النزيلة (2020-2025م)، وهو برنامج وطني يهدف إلى حصر ودراسة كافة احتياجات المرأة النزيلة في المؤسسات الإصلاحية، واستثمار إمكاناتها ضمن حزمة من البرامج المعرفية والتثقيفية لتطوير الشخصية داخل هذه المؤسسات ومن ثم إعادة الإدماج الاجتماعي بعد الإفراج في إطار منظومة الرعاية اللاحقة، وذلك بتهيئة فرص بناء مشروعات صغيرة أو متوسطة مع توفير نوافذ تسويقية مما يحقق قدرًا من الاستقرار النفسي والاجتماعي والاقتصادي للمرأة، وبلغ عدد المحاضرات التثقيفية والدورات التدريبية المقدمة منذ عام 2021م حتى الآن (64) برنامجًا.

وسعت وزارة التنمية الاجتماعية إلى تعزيز التمثيل الدولي للمرأة العُمانية وتمكينها من المشاركة الفاعلة في المحافل الدولية والإقليمية، من خلال عضويتها في عدد من المنظمات واللجان المعنية بحقوق الإنسان، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للترشيح والتمثيل والمتابعة، بما يعكس حضور المرأة العُمانية في مواقع صنع القرار على المستويين الإقليمي والدولي، وتجسد ذلك في عضوية سلطنة عُمان في لجنة حقوق الطفل بالأمم المتحدة للفترة (2023–2026م)، والمجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) للفترة (2024–2026م)، ولجنة القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة للفترة (2025–2028م)، إضافة إلى العضوية في المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية، والمجلس التنفيذي لليونسكو للفترة (2023–2027م)، ومنظمة التعاون الإسلامي (الإيسسكو)، حيث تشغل امرأة عُمانية منصب المديرة العامة لإدارة الشؤون الثقافية والاجتماعية وشؤون الأسرة، كما تشارك سلطنة عُمان في اللجان المعنية بالمرأة والطفل ضمن وفدها الدائم لدى هيئة الأمم المتحدة في نيويورك، مما يعكس حضور المرأة العُمانية وتمثيلها في المنابر الدولية.

ويأتي الاحتفال بيوم المرأة العُمانية في كل عام، تعزيزًا لثقافة التقدير والاعتراف بالدور المحوري للمرأة في استقرار المجتمع وتماسكه، وإبراز قصص نجاحها التي تبدأ من أسرتها وتمتد إلى ميادين العمل والإبداع، ويحمل الاحتفال رسالة ملهمة للأجيال القادمة من النساء والفتيات، تؤكد أن المرأة العُمانية كانت وما زالت شريكًا فاعلًا في التنمية، وقدوة في المثابرة والعطاء، بما يعكس حضورها القوي في مسيرة الوطن ويعزز موقعها كدعامة أساسية في مسيرة النهضة المتجددة.