عُمان تدرج محميتين ضمن برنامج اليونسكو للإنسان والمحيط الحيوي

وذلك في أعمال الدورة السابعة والثلاثين لمجلس التنسيق الدولي لبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي (MAB-ICC) التابع لليونسكو.
لينآن، هانغتشو، بالصين
لينآن، هانغتشو، بالصين

السبت,27 سبتمبر , 2025 3:13م

تمكنت سلطنة عُمان من إدراج محميّتي “الجبل الأخضر للمناظر الطبيعية” و”السرين الطبيعية” كمحميّتين جديدتين ضمن الشبكة العالمية لمحميّات الإنسان والمحيط الحيوي (WNBR)، وذلك في أعمال الدورة السابعة والثلاثين لمجلس التنسيق الدولي لبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي (MAB-ICC) التابع لليونسكو، المنعقدة في لينآن، هانغتشو، بالصين.

وجاء هذا الإدراج نتيجة تعاون بين هيئة البيئة واللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، في إطار تعزيز التكامل بين الحماية البيئية والتنمية المجتمعية ودعم جهود سلطنة عُمان لتحقيق رؤية عُمان 2040.

ويُعدّ هذا الإعلان الأول من نوعه لسلطنة عُمان، إذ يُسجّل دخولها رسميًا لمحميات المحيط الحيوي إلى هذه الشبكة التي تضم حاليًا 759 محمية في 136 دولة، وتعمل كمختبرات حيّة للتنمية المستدامة ونماذج للتعايش بين الإنسان والطبيعة.

حيث تغطي محمية الجبل الأخضر مساحة شاسعة تقارب 4.5 ألف هكتار في سلسلة جبال الحجر الغربي، وتشمل مناطق جبلية مرتفعة تتراوح بين 600 و2,980 مترًا فوق سطح البحر. وتُصنّف هذه المنطقة كمنطقة رئيسية للتنوع البيولوجي (Key Biodiversity Area)، حيث تتضمن 60% من النباتات الوعائية في سلطنة عُمان.

تعبيرية.

وتحتوي المحمية على مكونات التنوع البيولوجي، أبرزها العلعلان والزيتون البري (العتم) وهما من الأشجار النادرة ذات الأهمية الوراثية العالية، والوعل العربي والذئب العربي وهما من الأنواع المهددة بالانقراض، بالإضافة إلى أكثر من 71 نوعًا من الطيور، من بينها النسر المصري والعقاب الذهبي.

وتشمل المحمية نحو 13,000 نسمة في المنطقة الانتقالية، و575 شخصًا يعيشون في المنطقة العازلة، حيث يمارسون الزراعة التقليدية والرعي المستدام، مما يعزز الحفاظ على الموارد الطبيعية.

أما محمية السرين، فتقع في جبال الحجر الشرقي على بعد 45 كيلومترًا جنوب غرب مسقط، وتغطي مساحة 103,888 هكتارًا.

تعبيرية.

وتتميز المحمية بتنوع بيئي فريد يشمل الجبال الشاهقة والينابيع والوديان، وتُصنّف كمحمية من الفئة الثانية وفق الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN). وتضم أكثر من 400 نوع نباتي، من بينها 10 أنواع مستوطنة و4 مهددة بالانقراض، إضافة إلى تنوع حيواني غني يشمل الغزال العربي، والثعالب الحمراء والزرقاء، والزواحف والطيور.

وتحمل المحمية قيمة ثقافية وتاريخية استثنائية، حيث تحتوي على نقوش صخرية قديمة تعود إلى عصور ما قبل الإسلام، توثّق حياة الإنسان الأول في المنطقة. ويعيش في المنطقة العازلة والانتقالية ما يقارب 2,533 نسمة، ويعتمد سكانها على الرعي المستدام، وتربية النحل، والسياحة البيئية كمصادر رئيسية للدخل.

وقد أشادت اللجنة الدولية بالخطة الإدارية المتكاملة للمحمية، والتي تدمج بين الحفظ والتنمية المستدامة والدعم اللوجستي عبر التعليم البيئي والبحث العلمي.

تعبيرية.

ويُعتبر اعتماد هاتين المحميتين ضمن برنامج محميات الإنسان والمحيط الحيوي ذا أهمية بالغة لتحقيق أهداف اتفاقية التنوع البيولوجي وأهداف إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي (KMGBF)، لا سيما الهدف 3 المتعلق بحماية 30% من الأراضي والبحار بحلول عام 2030. وستُعتبر المنطقة العازلة والانتقالية في المحميتين كـ “تدابير فعّالة قائمة على المناطق” (OECMs)، مما يعزز مساهمة عُمان في هذا الهدف العالمي.

ويأتي هذا التسجيل..

في إطار خطة عمل هانغتشو الاستراتيجية (2026–2035) التي اعتمدها برنامج الإنسان والمحيط الحيوي، التي تضع الإنسان والطبيعة في قلب نموذج التنمية المستدامة، مع التركيز على حقوق المجتمعات المحلية والشعوب الأصلية، والعدالة بين الأجيال، والابتكار القائم على العلم.

ويشكّل اعتماد محمية الجبل الأخضر ومحمية السرين..

اعترافًا دوليًا بالثراء الطبيعي والثقافي، ودعوة للعمل الجماعي من أجل مستقبل أكثر استدامة، وترسيخ مكانة سلطنة عُمان إقليميًا في الحفاظ على البيئة، إلى جانب فتح آفاق جديدة للتعاون الدولي، والبحث العلمي، والسياحة البيئية المسؤولة.