“مسفاة العبريين: الإنسان والزمان والمكان” كتابٌ يوثّق الهُوية الثقافية والتراثية للقرية

إحدى أبرز الوجهات السياحية في سلطنة عُمان.
للكاتب عبد الله العبري
للكاتب عبد الله العبري

الإثنين,8 سبتمبر , 2025 6:30م

 يعد كتاب “مسفاة العبريين: الإنسان والمكان والزمان” للكاتب عبد الله بن زاهر العبري أول عمل توثيقي يركز على قرية مسفاة العبريين، إحدى أبرز الوجهات السياحية في سلطنة عُمان، وحظيت في عام 2021 بشرف الإدراج ضمن قائمة “أجمل القرى السياحية في العالم” من قِبل منظمة السياحة العالميّة.

ويأتي إصدار هذا الكتاب في إطار الجهود المبذولة لحفظ ذاكرة المكان وتوثيق التراث الثقافي الغني والعريق للقرية التي تمثل نموذجًا فريدًا لتجذر الإنسان في بيئته الجبلية. كما يمثل العمل امتدادًا لمشروع متحف مسفاة العبريين الذي افتتح عام 2018، ليكون منبرًا ثقافيًّا يعزز الوعي بقيمة التراث، ويحفظ الموروث الثقافي للأجيال القادمة، خاصة في ظل ما تحققه القرية من حضور متنام على الخارطة السياحية.

كتاب “مسفاة العبريين: الإنسان والمكان والزمان” للكاتب عبد الله بن زاهر العبري.

وقال المؤلف عبدالله العبري أن:

ما دفعه لتأليف هذا هو الشعور بالواجب والولاء لإرث الأجداد كونه أحد أبناء هذه الولاية. مشيرا إلى أن الفكرة لم تكن قائمة على الطموح الأدبي، بل على القناعة العميقة بأن التاريخ الشفهي والذاكرة المحلية مهددان بالغياب ما لم يُبادر إلى توثيقهما”.

وأشار العبري في حديث لوكالة الأنباء العُمانية إلى أن:

هذا الكتاب جاء ليكون مرجعا يُعتمد عليه، مستندا إلى مصادر دقيقة وشهادات من أهل القرية ، ليوحد المعلومة ويعزز الفهم الحقيقي لتاريخ وتراث القرية، ويُسهم في تقديم تجربة سياحية أصيلة من خلال ما يتناوله في طياته من محاور جوهرية تركز على مقومات القرية من مختلف الجوانب، بدءا من تفسير اسم “مسفاة العبريين” وأصوله اللغوية والتاريخية، والموقع الجغرافي وأهميته ، وعدد السكان، وصولًا إلى تحليل مكونات النسيج الاجتماعي والاقتصادي والإنساني للقرية. كما يُبرز الكتاب الطابع المعماري الفريد للبيئة الجبلية في مسفاة العبريين ، وما يحمله من دلالات على التكيّف الإنساني مع الطبيعة.

ووضح أن:

الكتاب يحمل بين دفتيه دور المرأة في الحياة اليومية داخل القرية والقرى الجبلية بشكل عام، موثقاً إسهاماتها في الزراعة، والرعي ؛ والحرف المختلفة ، وإدارة شؤون المنزل والمجتمع ، إلى جانب تفاصيل وافية عن المطبخ الجبلي وتطوره . بالإضافة إلى توثيق العمل الوقفي في القرية، مستعرضا آليات توزيع الأدوار والموارد، لا سيما في ما يتعلق بـتنظيم الفلج، حيث تُوزع الحصص المائية وفق اتفاقات قديمة لا تزال معمولًا بها حتى اليوم، ما يعكس مستوى التنظيم المجتمعي والتكافل بين الأهالي إلى جانب رصده لعملية انتقال السكان إلى “المسفاة الجديدة”، وأسباب ذلك التحول، ثم التمهيد لمرحلة جديدة دخلت فيها القرية كنواة للعمل السياحي والتراثي على مستوى سلطنة عُمان.

جدير بالذكر أن:

هذا الإصدار هو الأول للكاتب عبد الله العبري الذي جاء ليوثق شغفه بحفظ التراث كون أن تاريخ القرى العمانية هو مسؤولية جماعية، لا تقتصر على الأفراد، وتتطلب تضافر جهود الباحثين، والأكاديميين ، وأبناء المجتمع المحلي.