شارك مجلس الشورى في أعمال الاجتماع البرلماني الخليجي الأوروبي، الذي عُقد اليوم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، بمشاركة أصحاب المعالي والسعادة رؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومعالي روبيرتا ميتسولا، رئيسة البرلمان الأوروبي، في إطار حرص الجانبين الخليجي والأوروبي على تفعيل قنوات الحوار الفعال، وتعزيز أطر التعاون المشترك في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وخلال الاجتماع ألقى سعادة خالد بن هلال المعولي، رئيس مجلس الشورى، رئيس الوفد المشارك في أعمال الاجتماع كلمة أكد خلالها:
“أن التوجيهات والرؤية السديدة لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي تعد بوصلة للمجالس التشريعية الخليجية في مثل هذه الاجتماعات، حيث يسعَوْن دائما إلى تعزيز التلاحم بين دولنا ومؤسساتنا، وتقوية روابط الشراكة والتعاون مع مختلف الدول والكيانات الإقليمية والدولية بما يحقق الأهداف المشتركة لبلداننا، كما نسعى مستلهمين هذه الرؤية، لتحقيق مزيد من التعاون والتنسيق وتبادل التجارب والخبرات، بما يسهم في توطيد العلاقات الثنائية، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتنموية، ويخدم تطلعات دولنا نحو مستقبل أكثر ازدهارا واستقرارا”.

وأشاد سعادته عبر كلمته:
بمخرجات البيان الختامي المشترك للقمة الأولى لقادة الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تحت عنوان “الشراكة الاستراتيجية من أجل السلام والازدهار” بالإضافة إلى إشادته بمخرجات اجتماع اللجنة البرلمانية الخليجية الأوروبية مع وفد شبه الجزيرة العربية في البرلمان الأوربي، والتي تعد خطًا برلمانيًا مهمًا لتعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، لتقوية أواصر التعاون في المجالات الاقتصادية والتنموية لتحقيق التنمية المستدامة، والعمل على تعزيز الشراكة في كافة المجالات بدءًا من تغير المناخ وصولاً إلى الأمن الإقليمي وتقديم المساعدات الإنسانية في مناطق الأزمات، والتركيز المباشر على الوقف الفوري للحرب بقطاع غزة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، والعمل الجاد على إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وتحقيق تطلعات الشعوب في العيش بحرية وأمان، وحفظ حقوق الإنسان الأساسية.
وفي ختام كلمته أعرب سعادته عن:
القلق إزاء الأحداث الأخيرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإسرائيل، مما يهدد الاستقرار الإقليمي ويقوض الجهود الإقليمية والدولية لسير المفاوضات القائمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بشأن التوصل إلى اتفاق يفضي إلى السِّلم والحلول العادلة، وتجنب الصراعات القائمة والحفـاظ على الأمن والسِّلم الدولييـن، موضحًا أن مسؤولية البرلمانات والمجالس التشريعية لا تقتصر فقط على التشريع والمتابعة، بل تشمل الدفاع عن المبادئ الإنسانية، والوقوف أمام السياسات العدوانية التي تخترق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ومن هذا المنطلق فإننا ندعو البرلمانات الوطنية والإقليمية والدولية إلى اتخاذ مواقف واضحة ومسؤولة تسهم في نزع فتيل التوتر والتصعيد، وتدعم الحلول السلمية، وتحمي حقوق الشعوب في الأمن والسيادة والاستقرار.
وتركزت المباحثات خلال الاجتماع المشترك، على عدد من القضايا ذات الأولوية، من بينها الأمن الغذائي وأمن الطاقة، وتغير المناخ والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، بالإضافة إلى الثورة الصناعية الرابعة، والتحول الرقمي، وأهمية الاستفادة من التقنيات الحديثة في تعزيز التنمية المستدامة.
وخلال الاجتماع..
تم الإشادة بمتانة العلاقات والشراكة الاستراتيجية القائمة بين دول مجلس لتعاون والاتحاد الأوروبي، التي ترتكز على الاحترام المتبادل والتعاون والمصالح المشتركة، بما يعزز الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار لدى الجانبين.

وأعرب الجانبان عن:
أهمية تكثيف الجهود المشتركة لوضع أطر تعاونية لمواجهة التحديات الراهنة، بما في ذلك التغير المناخي، وأمن الطاقة، والتنمية المستدامة، ومكافحة الإرهاب والتطرف، وتعزيز القيم الإنسانية العالمية للتعايش والتسامح.
وعلى هامش الاجتماع، تمت مناقشة التطورات المتسارعة والمقلقة، ولا سيما في قطاع غزة ومنطقة الشرق الأوسط.
وتم التأكيد خلال الاجتماع..
على ضرورة حماية المدنيين والبنى الأساسية المدنية والمؤسسات الصحية بموجب القانون الدولي، محذرين من العواقب الوخيمة لهذا التصعيد، وتأثيره على الأمن والسِّلم الدوليين وعلى استقرار المنطقة والعالم.
كما تم التشديد على ضرورة وقف الانتهاكات فورًا، وحماية الأرواح، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل آمن وفوري ومستدام، إلى جانب المطالبة بوقف الحرب في القطاع، والإفراج عن الرهائن والمعتقلين، مؤكدين أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل.
كما ناقش الاجتماع الخليجي الأوربي..
الجهود الدولية المبذولة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وجددوا التزامهم الفاعل بإنهاء النزاع، وأعربوا عن ترحيبهم الكبير بجهود دول الخليج في دعم وقف إطلاق النار، وتعزيز الأمن البحري في البحر الأسود، وتقديم الدعم الإنساني لأوكرانيا، بما في ذلك تبادل أسرى الحرب ولمِّ شمل العائلات، مؤكدين أن هذه الحرب تتسبّب في معاناة إنسانية جسيمة وتزيد من هشاشة الامن الإقليمي.
وفي ضوء التطورات الإقليمية الراهنة التي تشهدها منطقة الخليج العربي، شدد الجانبان على ضرورة خفض التوترات، واحتواء الصراعات، وتغليب الحكمة، وتعزيز الحوار والدبلوماسية باعتبارها السبيل لحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
كما أعربوا عن تطلعهم لمواصلة هذا الحوار الاستراتيجي البنّاء، إدراكا منهم للدور المحوري الذي تضطلع به البرلمانات في تعزيز العلاقات الخليجية الأوروبية.
تجدر الإشارة إلى أن:
الاجتماع البرلماني الخليجي الأوروبي المشترك يعكس الإرادة الصادقة للطرفين في الارتقاء بالعلاقات إلى مستويات أكثر تقدماً وشمولاً، من خلال تفعيل الدبلوماسية البرلمانية، وتعزيز التنسيق السياسي، وتطوير مجالات التعاون الاقتصادي والتقني والاجتماعي، بما يواكب تطلعات شعوب ودول الخليج العربي والاتحاد الأوروبي لمستقبل أكثر أمناً واستقراراً وازدهاراً.
وقد ضم وفد مجلس الشورى المشارك في أعمال الاجتماع البرلماني الخليجي الأوروبي كلًّا من:
- سعادة الشيخ أحمد بن محمد الندابي، الأمين العام لمجلس الشورى.
- سعادة جمال بن أحمد العبري، عضو المجلس.