وزارة الثقافة والرياضة والشباب تنظم ندوة “الترجمة في البلاد العربية”

تأتي هذه الندوة ضمن جهود المركز في العناية بموضوع الترجمة في الوطن العربي، وتعريف الجمهور بأهمية الترجمة وسبل تطويرها.
جانب من الندوة
جانب من الندوة

الثلاثاء,1 نوفمبر , 2022 10:26م

 نظمت وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة بمركز الدراسات الحضارية اليوم ندوةً بعنوان “الترجمة في البلاد العربية الواقع والتطلعات”، بمقر الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء.

تأتي هذه الندوة ضمن جهود المركز في العناية بموضوع الترجمة في الوطن العربي، وتعريف الجمهور بأهمية الترجمة وسبل تطويرها، بمشاركة نخبة من الباحثين المتخصصين والمهتمين بالترجمة واللغات من داخل وخارج سلطنة عُمان.

وقال سعيد بن مبارك الطارشي مدير دائرة البحوث والترجمة والنشر بوزارة الثقافة والرياضة والشباب في كلمة الوزارة:

إن الترجمة هي القدرة على نقل الكلام إما حرفيًّا أو بتصرف من لغة إلى أخرى دون زيادة أو نقصان، بما يحقق للقارئ أو السامع فهم النص المترجم كما يفهمه قارئ النص الأصلي أو مستمعه.

وأضاف أن:

الترجمة تعد عنصرًا أساسًا للتفاعل بين الشعوب والحضارات، ومن خلالها نتعرف على إرث الأمم وما أنتجته من فكر وأدب وعلم، والاستفادة منه الاستفادة الكاملة بأخذ المناسب منه، مشيرًا إلى أن الهدف والغاية منها التواصل ونقل المعرفة بكل أبعادها بأمانة ودقة وصحة.

وأوضح أن:

الندوة ركزت على ستة محاور أساسية؛ أولها “الترجمة والتطوّر الحضاري في البلدان العربية: أية علاقة؟”، والمحور الثاني “الترجمة والتنمية الشاملة في الواقع العربي الحديث”، وتناول المحور الثالث “الترجمة والتقنيات الحديثة: الآفاق والحدود”، أما المحور الرابع فسلط الضوء على “مؤسسات الترجمة العربيّة الرسميّة وغير الرسمية: متابعة تقييميّة لواقعها وآفاق تطويرها”، فيما تناول المحور الخامس “جوائز الترجمة في الوطن العربي: قراءة تحليلية نقدية”، أما المحور السادس والأخير فركز على “مكانة الترجمة ضمن المخططات السياسية لدول الخليج”.

وتضمنت الندوة 4 جلسات أدارها د. حمادي ذويب ود. مبارك حامدي، وشارك في الجلسة الأولى أيمن بن مصبح العويسي وآمنة بنت محفوظ المعولية بورقة عمل بعنوان “ثنائية المترجم وتقنيات الترجمة: تعزيز حضور التقنيات الحديثة في البرامج الأكاديمية لتأهيل المترجمين لسوق العمل في سلطنة عُمان”.

وتناول الباحثان جدوى تقنيات الترجمة الحالية ودورها في رفع جودة مخرجات البرامج الأكاديمية في سلطنة عُمان وتعزيز مهارات المترجمين لسوق العمل، وركزا على الأدوات المساعدة في عملية الترجمة (CAT tools) والترجمة الآلية العصبية التي تشهد تطورات متسارعة.

وعرف الباحثان بهاتين التقنيتين والتطورات التي شهدتها خلال السنوات المنصرمة، وتقييم واقع تبنيهما البرامج الأكاديمية في سلطنة عمان، وواقع استخدام المترجمين لهما ومدى جدواهما في سوق العمل بالسلطنة.

وقدم محمد بن سالم السعدي الورقة الثانية بعنوان “الترجمة والتقنية آفاق وتحديات الطلبة الدارسين باللغات الأجنبية وطلبة البعثات العمانية أنموذجًا”، وتناول من خلالها استخدامات الطلبة الجامعيين لتقنيات الترجمة المتمثلة في تطبيقات الحاسوب والهاتف لتكون مصادر اعتماد للترجمة في واقع الحياة العملية.

أما الجلسة الثانية:

التي عقدت عبر الاتصال المرئي فتناول عثمان البرهومي من خلال ورقة العمل الأولى بعنوان “دور الترجمة في ازدهار الحضارة العربية والتطوّر العلمي والفكري والثقافي”، الدّورَ المهم الذي تضطلع به الترجمة في تطوير التنمية الشاملة انطلاقًا من التّذكير بمساهمتها في إرساء الحضارة الإنسانيّة وبناء جسور التواصل والتعاون بين مختلف الأمم والثقافات.

وأشارت الدكتورة هويدا صالح في ورقة العمل الثانية بعنوان “الترجمة والتطور الحضاري في البلدان العربية” إلى:

أهمية الترجمة في عصر العولمة، وإثراء اللغة المترجم إليها وتطويرها بالثقافات والحضارات المختلفة، ودورها الفعال في توصيل مفاهيم فكرية وفلسفية ورؤى من ثقافات لها مفكروها الذين ينتجون هذه المفاهيم وتلك الرؤى.

وأكدت أن:

الترجمة وسيلة ناجعة تمكن الأمم المختلفة من تخطي الحواجز اللغوية بسبب اختلاف الألسنة، فتقرب الشعوب وتقضي على الخلافات وتساعد في نهضة الحضارة الإنسانية وإتاحة الفرص المتساوية للشعوب للمشاركة في مسيرة الحضارة.

وأوضحت أن:

الترجمة ليست مجرد نقل معاني ودلالات لنصوص من لغة إلى أخرى، وإنما هي نقل ثقافة ورؤى وفكر وفلسفة من الثقافة المنتجة للنصوص التي يتم ترجمتها إلى لغة أخرى، لذا تتطلب الترجمة أن يكون المترجم واعيًا ليس فقط بجماليات اللغة التي يترجم منها وجماليات اللغة التي يترجم إليها، بل بثقافة اللغة التي أنتجت تلك النصوص.

وقال الدكتور مولاي يوسف الإدريسي في الورقة الثالثة بعنوان “خطاب الترجمة وترجمة الخطاب.. قراءات في النظرية والتطبيق”:

إن تاريخ الترجمة يختصر عند العرب – منذ حلم المأمون بأرسطو، مرورًا بجهود رواد النهضة العربية الحديثة، ووصولًا إلى المنجز الترجمي العربي المعاصر ليكون مطلبًا علميًّا ومسعى فكريًّا وثقافيًّا – تحصيلَ شروط التطوير المعرفي والتثاقف الحضاري بين العرب وغيرهم من الأمم الأخرى.

وأضاف:

أن الترجمة لم تكتف في العصر الحديث بمجرد نقل المعارف الكفيلة بتحقيق النهضة العلمية وتمكين الثقافة العربية من الانفتاح على منجزات الآخر، وتحصيل شروط الرقي والتطور، بل اشتغل خطابها وروادها – منذ ثمانينات القرن الماضي – في حقول معرفية ومجالات فكرية متنوعة بمساءلة منجزها ومناهجها وأنواعها والنظر في طرائق إنتاجها وتطويرها.

وأشار إلى أن..

مجال الأدب والنقد يعد من أهم المجالات التي حظيت بعناية خاصة في النظر والتقييم، ولذلك تكاد لا تخلو كثير من مقدمات الكتب المترجمة بنظرات ومواقف بصدد خطاب الترجمة، وهي مواقف ونظرات اتخذت صيغ بيانات في الترجمة، واختلفت على مستوى تعدد ترجمات نصوص مؤسسة بعينها.

وأكد محمد شوقي الزين في ورقة عمله بعنوان “هل يمكن توحيد المصطلح الفلسفي؟ مشكلة المتعذر ترجمته في السياق العربي” خلال الجلسة الثالثة أن “المتعذر ترجمته” يشغل دورًا حاسمًا في عملية الترجمة؛ لعدم خلو الترجمة من كلمات نادرة أو استثنائية أو غامضة، وهي نتيجة طبيعة اللغة المنقولة، وتصطدم بهذه الكلمات التي تحاول أن تجد مكافئًا لها في اللغة المنقول إليها.

وقال:

إن المشكلة لا تكمن في استحالة ترجمة تلك الكلمات، وإنما في صعوبة نقلها إلى لسان آخر، وتعذُّر إيجاد مكافئ لها، نظرًا للتفاوت بين اللغات على مستوى التصوُّر وعلى الصعيد الثقافي والحضاري.

وأضاف أن المصطلح الفلسفي عند العرب يصطدم بالصعوبة عينها – وهي تعذُّر إيجاد مكافئ للمفاهيم المنقولة إلى السياق العربي -، لذا فإن لها منبت خاص في الفلسفات الأوروبية وحمولة نظرية مجرَّدة ومستعصية.

وقدمت الدكتورة زهية جويرو ورقة العمل الثانية عنوانها “من أجل استراتيجية عربية مشتركة للترجمة”، وأشارت إلى أن دواعي الترجمة في البلدان العربية متشابهة تدور حول محورين رئيسين:

أولهما فتح قنوات التحاور والتفاعل بين الثقافة الوطنية العربية اللسان – في الغالب – من جهة، وثقافات العالم بمختلف الألسنة من جهة أخرى، وثانيها تمكين القارئ الناطق باللغة العربية من الاطلاع بلغته على أفضل ما ينتج عالميًّا في مختلف مجالات المعرفة وأجناس الإبداع.

وأضافت:

أن دواعي الترجمة تهدف إلى المساهمة في تطوير العلوم والمعارف عربيًّا، وتهيئة الأسباب لتكون اللغة العربية نفسها من اللغات المشاركة في إنتاج المعارف الحديثة في مختلف المجالات، ونقل المضامين الثقافية العربية إلى ألسنة أخرى حتى تسهل اطلاع أصحابها عليها.

وفي الجلسة الرابعة والأخيرة سلط الدكتور أمير العزب من خلال ورقة بعنوان “الفجوة بين جودة الترجمة والتقنيات الحديثة:

عثرات المترجمين الفوريين أنموذجًا” الضوءَ على الهوة المتفاقمة بين كفاءة المترجم وعملية الجودة وآخر مستجدات التقنيات الحديثة في حقل التجمة الفورية، والظواهر اللغوية والصعوبات والتحديات التي واجهت المترجمين الفوريين، وسبل تصويب أخطائهم في سياق هذه الأزمة وسبر أغوار الآفاق والحدود الممكنة.

وقال الدكتور أشرف حسن منصور في الورقة الثانية بعنوان “السياقات الأيديولوجية لترجمة الأعمال الفلسفية في القرنين التاسع عشر والعشرين”:

إن حركة الترجمة في الحضارة العربية الإسلامية بدأت بكتب الفلاسفة اليونان، والتي ضمت أعمالًا أخرى في الطب والعلوم الطبيعية في عصر الخليفة المأمون.

وأضاف:

أن حركة الترجمة الحديثة بدأت في القرن التاسع عشر في عصر محمد علي بإشراف رفاعة الطهطاوي بكتب الفلاسفة أيضًا، وكانت هذه المرة هي مؤلفات فلاسفة أوروبا، إذ تُرجمت أهم أعمال فلاسفة التنوير الفرنسيين ومنهم مونتسيكو وروسو.

وأوضح:

أن الأمر مثلما كان بترجمة أعمال فلاسفة اليونان في عصر المأمون منتميًا للسياق الأيديولوجي للعصر العباسي الأول، فقد كانت الترجمات الحديثة لكتب فلاسفة أوروبا محكومةً هي الأخرى بسياقات أيديولوجية، منها السياق الذي انتمى إليه رفاعة الطهطاوي وتلاميذه من المترجمين.