انطلاق أعمال الدورة الثانية لجائزة الآغا خان للموسيقى لعامي (20ـ 22م)

الموسوي: أن سلطنة عُمان تبذل جهودًا مقدرة في جعل الثقافة قاسمًا مشتركًا بين الشعوب من خلال تعريف العالم بما تزخر به من ثراء ثقافي ومعرفي عبر الفعاليات الثقافية.
جائزة الآغا خان للموسيقى لعامي (20ـ 22م)
جائزة الآغا خان للموسيقى لعامي (20ـ 22م)

السبت,29 أكتوبر , 2022 9:21م

 انطلق اليوم أول أعمال الدورة الثانية لجائزة الآغا خان للموسيقى لعامي (20 – 22م) وهو حفل تتويج الفائزين بدار الفنون الموسيقية بدار الأوبرا السُّلطانية مسقط تحت رعاية صاحبِ السُّمو السّيد كامل بن فهد بن محمود آل سعيد الأمين العام بالأمانة العامة لمجلس الوزراء.

تحت رعاية صاحبِ السُّمو السّيد كامل بن فهد بن محمود آل سعيد

تضمن الحفل..

جملة من الفقرات أهمها تقديم للدكتورة فيروز نيشانوفا، مديرة برنامج الآغا خان للموسيقى، وعرض مجموعة أفلام متنوعة قدمت رؤية حول مسيرة الفنانين المكرمين وخدمتهم الموسيقى عربيًّا وعالميًّا، وهم الموسيقي العُماني مسلم بن أحمد الكثيري والهندي ذاكر حسين، بمشاركة استعراضية للمشاركين في هذه الدورة.

وألقى سعادة جمال بن حسن الموسوي كلمة سلطنة عُمان أشار فيها إلى:

أن سلطنة عُمان تبذل جهودًا مقدرة في جعل الثقافة قاسمًا مشتركًا بين الشعوب من خلال تعريف العالم بما تزخر به من ثراء ثقافي ومعرفي عبر الفعاليات الثقافية التي تضطلع بها أو تشارك فيها والمقامة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني بمختلف مشاربه الثقافية والاجتماعية.

سعادة جمال بن حسن الموسوي

وأضاف:

تأتي استضافة سلطنة عُمان جوائز الآغا خان للموسيقى في نسختها الثانية في إطار مدّ جسور التواصل والصلات بين مختلف شعوب العالم وتعزيز التعاون المشترك عبر تفعيل قنوات التواصل الثقافي على كل مستوياتها الرسمية والمجتمعيّة.

ووضح أن:

التراث الموسيقي لسلطنة عُمان يعود لفترة ما قبل التأريخ من خلال أقدم آلة موسيقية مكتشفة بموقع رأس الحد الأثري، يمكن مشاهدتها بالمتحف الوطني بقاعة التراث غير المادي، تدل على الأهمية التي توليها سلطنة عُمان للتجربة الموسيقية.

وأكد على أن:

نهضة عُمان الحديثة بدأت مُنذ عام ١٩٧٠م وإسهامات السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه غير منقطعة بتطور الموسيقى حيث عنيت الحكومة العُمانية بالمؤسسات المهتمة بالموسيقى بدءا من نهضة عُمان التي تُوجت بصرح دار الأوبرا السلطانية مسقط الشاهد للعيان منذ عام ٢٠١١م، وتم إنشاء الفرقة السُّلطانية الأولى للفنون والموسيقى الشعبية في العام ١٩٧٦م، كما أن الأوركسترا السيمفونية السُّلطانية العُمانية تأسست في العام ١٩٨٥م تحت الإشراف المباشر للسُّلطان قابوس بن سعيد طيّب الله ثراه بالإضافة إلى صرح مركز عُمان للموسيقى التقليدية والجمعية العُمانية لهواة العود.

وأشار إلى أن..

للموسيقى لغة عالمية يتحدث بها جميع البشر ويفهمها الجميع دون عناءٍ أو مشقة فبها تتوحد الشعوب وتتمازج أسس الحوار الحضاري، ونسعى من خلالها إلى إبراز دور سلطنة عُمان ومفرداتها العُمانية، وما تتميز به من تنوع وأنماط معرفيّة وحضارية ثرية.

كما قال أمين آغا خان إن:

وجودنا في سلطنة عُمان له بُعد رمزيٌّ عميقٌ، إذ إنه يحتفي لا بالإبداع الفني والأكاديمي الملهم وحسب، بل بما للموسيقى والموسيقيين من المرونة الصامدة والرسوخ في الأوقات الصعبة، وسلطنة عُمان تولي الفنون مكانة مركزية، وتتيح لفنون العرض والأداء المنبثقة من الثقافات الشرقية والغربية فرصة تلاقٍ، يشهد لها هذا الصرح المعماري الرائع الذي يجمعنا هنا الآن.

وأضاف:

كان لكبار الفلاسفة العرب في العصور الوسطى، وكُثُر من بينهم كانوا من أصحاب النظريات الموسيقية وحتى من أصحاب الموهبة الموسيقية، فهمٌ عميق لقدرة الصوت على التأثير في النفس والأحاسيس البشرية. ونحن ورثنا معرفتهم هذه، ونعيد تأكيد ذلك هنا هذا المساء، من خلال تلاقينا معًا لنعيش جماعيّا اختبار الصوت الحي المباشر، المصقول والمؤدّى أداء رائعًا في قدرته على مخاطبة أحاسيسنا وأحلامنا.

وقال:

لقد أثبت الفائزون، الذين تمّ اختيارهم لنيل الجوائز هذا العام جميعهم، التزامًا قويًا بالخدمة الاجتماعية على أنواعها، وفي صدارتها العمل التربوي، فعلى مرّ التاريخ، قام العديد من مدرّسي الموسيقى المشهورين بالتدريس وكانوا مثالاً يُحتذى في العديد من التقاليد الموسيقية التي ازدهرت عند المسلمين.

وييّن:

قبل عامين ونصف، تحدثت في حفل توزيع جوائز الموسيقى الأول في لشبونة، بالبرتغال، وأشرت إلى رغبتنا وطموحنا إلى أن تكون جوائز الآغا خان للموسيقى بمثابة حافز لمشروعات مستقبلية تنهل من النسيج الغني للتراث الموسيقي الإسلامي، في حرص على تجاوز حدود الزمان والمكان والثقافة، وعلى تمثّل تقاليد التراث الأخرى وخصائصها، لإيجاد صوت تعدّدي يمكن، حاضرًا، أن يكون عالميًّا.

وتم تقديم جائزة إنجاز العمر إلى..

الهندي ذاكر حسين، ومنح جائزة خاصة لـ Lifetime Achievement تقديرا لنموذجه البارز للموسيقى المستنيرة عبر الثقافات التي رفعت مكانة الطبلة في الهند وحول العالم من خلال جولات الحفلات الموسيقية واللجان والتسجيلات وعشرات الأفلام.

كما صرح ذاكر حسين الفائز بجائزة إنجاز العمرة:

لقد زرت سلطنة عُمان في عام 1976 وقد تطورت كثيرا خلال هذه الفترة وأنا سعيد لقدومي مجددا ورؤية الكثير من التغييرات.

وأضاف:

أن الحصول على مثل هذه الجوائز من إحدى المنظمات الكبيرة يجب أن لا يجعل الفنان ينغلق على نفسه باعتقاده أنه وصل إلى قمة الهرم.

ووضح أن:

ما تقوم به الجائزة هي أنها تعطي الرابح دفعة معنوية تبين له انه على الطريق الصحيح وانه عليه المتابعة على هذا النهج في محاولة للوصول الى الكمال، وأشار ذاكر حسين ان جائزة الاغا خان تدعم الابداع وانه يشعر بالامتنان لحصوله على هذه الجائزة وهي تعني له الكثير.

من جانبها، أكدت الأندونيسية بيني كاندرا ويني:

وهي واحدة من الحاصلين على جائزة الآغا خان للموسيقى، على أن هذه الجائزة ذو معنى كبير لها إذ تعد هذه المرة الأولى التي تحظى فيها بشرف الفوز بجائزة على مستوى عالمي.

ووضحت أن:

هذه الجائزة تعد أمرًا في غاية الأهمية لثقافتها لأن الموسيقى لها مكانة خاصة جدا لجيلها والبيئة التي تنحدر منها، مشددةً على أهمية أن يظهر أبناء جيلها المزيد من الالتزام والعناية بالثقافة والموسيقى.

وأعربت عن سعادتها لزيارة سلطنة عُمان والاستمتاع بالمناظر الخلابة التي تزخر بها، مبديةً إعجابها الشديد بالطراز العمراني للمساجد في العاصمة مسقط والتي تعكس إرث العمارة الاسلامية.

الأندونيسية بيني كاندرا ويني

تجدر الإشارة إلى..

أن جائزة الآغا خان للموسيقى أسسها الآغا خان في عام 2018 وتُدار من قبل لجنة توجيهية يشترك في رئاستها الآغا خان وشقيقه أمين آغا خان أعضاء اللجنة الآخرون وهم آرا غوزليميان، المستشار الخاص والنائب الفخري في كلية جويليارد، والمدير الفني والتنفيذي لمهرجان أوجاي للموسيقى، والسير جوناثان ميلز، مدير قمة إدنبرة للثقافة الدولي، وجوزيف ميليللو، المنتج التنفيذي والأستاذ الفخري بأكاديمية بروكلين للموسيقى (BAM)، وسليمة هاشمي، الأستاذة الفخرية بجامعة بيكونهاوس الوطنية، وشمش قاسم لاكا، رئيس مجلس الأمناء بجامعة آسيا الوسطى (UCA)، وظيبة رحمن، كبيرة مسؤولي البرامج في مؤسسة دوريس ديوك للفنون الإسلامية.

وتضمنت المجالات المميزين في “تأليف عمل موسيقي أو مجموعة أعمال (التي قد تكون على شكل موسيقى أو تسجيلات أو فيديو أو فيلم أو وسائط رقمية)، والأداء الموسيقي، والمشاركة في الجهود والمساعي الاجتماعية أو الإنسانية المتعلقة بالموسيقى (التعليم، الحفظ، الإحياء، التوثيق والنشر، الشمول الاجتماعي، البحث والمنح الدراسية)، والإسهام في تطوير واستدامة وتوافر الموسيقى أو المؤسسات الموسيقية.

ويجمع برنامج الآغا خان للموسيقى جميع أنشطة مبادرة الآغا خان للموسيقى وجوائز الآغا خان للموسيقى، إضافةً إلى إدارة جوائز الموسيقى، وسيتولى برنامج الآغا خان للموسيقى دورا قياديًّا كمبتكر ومبدع في مبادرة الموسيقى سابقا في مجالات “تعليم الموسيقى والفنون”، و”تكليف الموسيقى وإنتاجها ونشرها”، و”توثيق التراث الموسيقي وتنشيطه”، حيث تؤدي عملية المواءمة بين أنشطة مبادرة الموسيقى وجوائز الموسيقى ضمن برنامج واحد وشامل إلى إيجاد تعاون بين المشروعات والأشخاص، إضافة إلى دمج الفائزين بجوائز الآغا خان للموسيقى في شبكة التعليم الحالية الخاصة ببرنامج الموسيقى، في حين سيتولى القسم المسؤول عن نشر الموسيقى، والذي تم إنشاؤه حديثا، إدارة حقوق الملكية الفكرية للتسجيلات والمنشورات والمواد التعليمية والمؤلَفَات الموسيقية والأفلام التي قام بتطويرها مجموعة من المعلمين والفنانين في كل مجالات نشاط برنامج الآغا خان للموسيقى.

ويتألف برنامج الآغا خان للموسيقى من أربعة مجالات برمجية مترابطة، وهي:

التعليم والتوجيه، والإبداع والأداء، والإنتاج والتوثيق والنشر، والمشروعات على الإنترنت والأرشيف الرقمي.