أعلنت وزارة الطاقة والمعادن إطلاقَ الفرص والحوافز للاستثمار في قطاع الهيدروجين، وتحديد مناطق استثمار الهيدروجين الأخضر المستهدفة بالتنسيق مع الجهات المعنية والأطراف ذات العلاقة لتحضير الحزمة الأولى للطرح على المستثمرين، والتي سيعلن عنها في نوفمبر القادم.
كما أعلنت الوزارة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته اليوم في مقر مجموعة أوكيو بمسقط..
استقبالَ طلبات تسجيل المستثمرين في قطاع الهيدروجين وإجراءات الاستثمار في المواقع؛ تمهيدًا للفرص الاستثمارية التي ستطرحها.
وأكدت الوزارة:
أن ذلك يأتي بالتوازي مع الإعداد لإجراء الدراسات الطوبوغرافية والاجتماعية ودراسات لخيارات تخزين الطاقة وتحديد الدراسات المستقبلية اللازمة، موضحةً أنه تم البدء في وضع تصور لإنشاء قاعدة بيانات وطنية للطاقة وتوظيف ما توفره المسوحات الميدانية القائمة والمستقبلية والدراسات من معلومات لدعم سياسات وخطط ومشاريع الطاقة.
وقال معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن:
إن اعتماد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم _ حفظه الله ورعاه _ عام 2050م لتحقيق الحياد الصفري الكربوني وإنشاء مركز عُمان للاستدامة سيسهم في الاستفادة من التكنولوجيا النظيفة لتحقيق الاستدامة وبناء اقتصاد المعرفة وتنويع مصادر الطاقة ومتابعة الأنشطة المختلفة وتحقيقها للنسب المستهدفة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتطوير الفرص الموجودة في كل القطاعات المستهدفة، من أجل تفعيل الخطة التنفيذية ومتابعتها مع المتغيرات على الساحة الدولية أو المحلية التي قد تطرأ خلال فترة التنفيذ.
وأكد معاليه في كلمته خلال المؤتمر الصحفي:
أن سلطنة عُمان اتخذت خطوات مهمة نحو تسريع إجراءات تنظيم قطاع الهيدروجين ووضع الأطر القانونية والسياسات اللازمة لنموه وتخصيص المواقع المناسبة لإنتاجه؛ تعزيزًا لجذب الاستثمارات والعمل على توطين هذه التقنية وإعداد الدراسات اللازمة لها، مواكبةً للتحولات العالمية نحو الحد من انبعاثات الكربون وما للهيدروجين من استخدامات واسعة تسهم في تنويع مصادر الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية وتعزيز النمو الاقتصادي، مشيرًا إلى أن “خططنا الطموحة تستهدف تحقيق مليون طن من إنتاج الهيدروجين بحلول عام 2030م”.
وأضاف معاليه:
أن سلطنة عُمان تسعى إلى أن تكون مركزًا عالميًّا لإنتاج الهيدروجين اعتمادًا على وجود المقومات الرئيسة لإنتاجه، والمتمثلة في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والأراضي الممتدة والكوادر البشرية.
من جانبه قال المهندس عبد العزيز بن سعيد الشيذاني مدير عام الطاقة المتجددة والهيدروجين بوزارة الطاقة والمعادن:
إن تطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر يوفر فرصة استراتيجية للشركات العُمانية والدولية للتعاون والمشاركة في دعم أمن الطاقة على المستويين المحلي والعالمي وتحقيق التنويع الاقتصادي.
وأوضح أن:
الوزارة عينت بيوت خبرة متخصصة من خلال عدد من المناقصات التي طرحتها؛ تمثلت في إعداد مقترح الإطار التنظيمي والقانوني لقطاع الطاقة المتجددة والهيدروجين، وإعداد السياسة الوطنية للتحول في الطاقة والسياسات المنبثقة منها، وتقديم نماذج تقييم العطاءات المقدمة للاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة المرتبطة بإنتاج الهيدروجين، واقتراح نموذج الإيرادات الحكومية المناسب لكل مرحلة.
وأشار إلى أن:
الوزارة حددت أربع سياسات فرعية تمثلت في:
سياسة كفاءة الطاقة، وسياسة الطاقة المتجددة، وسياسة الهيدروجين، وسياسة احتواء ثاني أكسيد الكربون وتخزينه واستغلاله. ومن المتوقع أن تكون جاهزةً في فبراير القادم، مؤكدًا أن ذلك يأتي تعزيزًا للدور الذي تعمل عليه وزارة الطاقة والمعادن في تطوير اقتصاد هيدروجين قوي ونظيف وأخضر بالتنسيق مع الأطراف ذات العلاقة كالجهات الحكومية والشركات المختصة.
من جهتها قدمت المهندسة فايزة بنت محمد الحارثية رئيسة دعم أولوية الطاقة والبيئة والموارد الطبيعية في وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040:
عرضًا مرئيًّا، تناولت خلاله مفهوم الحياد الصفري والجهود الوطنية للتصدي لظاهر التغير المناخي كالنمو المتسارع في الطاقة النظيفة والمشاريع الخضراء والاستثمار الملحوظ في الهيدروجين الأخضر والزيادة المطردة للمساحات الخضراء والعناية بالمحميات الطبيعية.
وبينت أنه:
تم تصنيف 6 تقنيات رئيسة لخطة الحياد الصفري في السيناريو المتوازن لتغطية حصة كبيرة من خفض انبعاثات الغازات الدفيئة في عام 2050م، وهي كفاءة إنتاج واستهلاك الطاقة وكهربة العمليات ومصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين المستدام وتقنيات البطاريات الكهربائية واحتجاز الكربون وتخزينه والحلول القائمة على الطبيعة.
من جانب آخر..
شهد المؤتمر الصحفي الافتتاح الرسمي لشركة “هايدروم”، وهي شركة مستقلة ومملوكة بالكامل لشركة تنمية طاقة عُمان، وستعمل على تسريع جهود تطوير صناعة الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان والحد من الانبعاثات الكربونية لتحقيق أهداف الحياد الصفري الكربوني.
وستطلق شركة “هايدروم” في نوفمبر المقبل أول جولة عطاءات عامة تهدف إلى تخصيص الدفعة الأولى من الأراضي المخصصة لمشاريع الهيدروجين الأخضر في عام 2023؛ من أجل بدء إنتاج الهيدروجين في عام 2030.
وقال الدكتور فراس بن علي العبدواني القائم بأعمال المدير التنفيذي لشركة “هايدروم”:
إن الشركة تتطلع إلى العمل مع الشركاء الدوليين للمساهمة في بناء مستقبل الطاقة، موضحًا أن جولة العطاءات التي أُعلن عنها اليوم ستساعد في تسريع جهود تطوير صناعة الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان والعالم.