نظمت وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلةً بمركز الدراسات الحضارية اليوم ندوةً تأريخيةً بعنوان “التاريخ المروي العُماني” بمقر النادي الثقافي، تحت رعاية المكرم المهندس سعيد بن محمد الصقلاوي عضو مجلس الدولة ورئيس مجلس إدارة الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء.
انطلقت الندوة من ثلاثة محاور أساسية، وهي:
منهجيات توثيق التاريخ المروي، والتجارب السابقة مناقشة وتحليل، والاستثمارات الإبداعية والابتكار في مواد التاريخ المروي.
وقال سعيد بن سالم الطارشي مدير دائرة البحوث والنشر والترجمة بمركز الدراسات الحضارية:
تعمل وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة بمركز الدراسات الحضارية على رصد وتوثيق المعلومات والبيانات والروايات الخاصة بالثقافة العُمانية ومنها التاريخ المروي أو الشفهي أو المحكي، وتوثيق ما يتعلق بالتاريخ المروي العماني ودراسته وتحليله من خلال الإشراف وتمويل ودعم مجموعة من البحوث والدراسات.
وأضاف:
أكدت استراتيجية الثقافة العُمانية 2020م -2040م على أهمية التاريخ المروي؛ فرؤيتها جعل عُمان وجهةً ثقافية رائدة بهوية راسخة من خلال رسالتها التي تؤكد على أن تحقيق الإبداع وتحقيق الريادة لا يتأتى إلا بترسيخ الهوية الثقافية العمانية الأصيلة. ومن أبرز قيم الاستراتيجيةِ الثقافيةِ التواصلُ والحوار والتراث الثقافي غير المادي، ومن أبرز المشروعات مشروع توثيق ما يختص بحفظ وتأريخ الموروث الثقافي العماني.
وتحدث الدكتور سليّم بن محمد الهنائي أستاذ مساعد في جامعة نزوى خلال ورقة عملٍ عن الأهمية التاريخية والحضارية للتأريخ الشفهي في سلطنة عمان، مشيرًا إلى..
دي أخصائي تقويم بوزارة التربية والتعليم عن التاريخ البحري المروي والإمكانيات السياحية المستدامة في سلطنة عمان، متطرقًا إلى المرويات الشفهية وما ضمته الملاحة التجارية من السفر والاستيراد والتصدير والنظام الجمركي قديمًا “نظام الفرضة” والسفن، إلى جانب مواقع الصيد ونظام سنة البحر والجبال البحرية والأسماء المحلية الخاصة التي أطلقت عليها وأعماقها، مرورًا بالجوانب الجغرافية كالأخوار والنتوءات الصخرية الشاطئية وتآكل الشواطئ، والقصص القديمة من الحياة البحرية.
وقدم الدكتور زاهر بن مرهون الداودي أستاذ اللسانيات المشارك في جامعة السلطان قابوس ورقةَ عمل في:
التراث غير المادي وبنيته الفكرية “الأغاني الشعبية في عمان أنموذجًا”، وهنا رصد المضامين الفكرية والدلالات الاجتماعية في الأغاني الشعبية؛ كونها تشكل مصدرًا مهمًّا للتعبير عن الشعوب وعاداتها وقيمها الفكرية والجمالية السائدة، بما تحمله من دلالات ومضامين تعبر عن طبيعة ساكنيه، معتمدًا على المنهج الوصفي التحليلي لرصد الظاهرة في التراث الأدبي بصورة أمينة تعكس رؤية المجتمع وتفكيره.
وتحدث الباحث يونس بن جميل النعماني مدير مساعد قطاع الثقافة في اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة حول..
واقع وتوثيق واستدامة التاريخ المروي، مشيرًا إلى أن سلطنة عُمان تتميز بتراثها الثقافي بشقيه المادي وغير المادي، وقد تم تسجيل العديد من هذا التراث الثقافي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، كما أن التنوع الثقافي يُعد سمةً بارزةً في عُمان كما هو الحال في التنوع الجغرافي والبيئي، إذ مثّل موقعُها الجغرافي منطقة تماسٍّ حضاري نتج عنه تواصلٌ مع كثير من الشعوب ومزيجٌ من التفاعل الثقافي، كاشفًا عن واقع توثيق التاريخ المروي في سلطنة عُمان واستدامته الذي يُعد جزءًا من التراث الثقافي غير المادي، متطرقًا إلى ثلاثة محاور أساسية، وهي أهمية توثيق التاريخ المروي، و التحديات والصعوبات التي تواجه الباحثين في مجال توثيق التاريخ المروي، والجهود المؤسسية والفردية في مجال استدامة التاريخ المروي في سلطنة عُمان.
وقدم الدكتور محمد بن حمد العريمي الباحث في شأن التاريخ العماني تجربة البحث الميداني في..
جمع التاريخ البحري المروي لولاية صور، مشيرًا إلى أهمية التاريخ الشفهي في حياة الأمم والمجتمعات، متطرقًا إلى مبررات وأسباب اختيار هذا المشروع، مرورًا بالنطاق الجغرافي للمشروع والفئة المستهدفة والمراحل الزمنية لتنفيذ المشروع والتحديات البحثية في هذا الشأن.
فيما قدم الباحث حبيب بن مرهون الهادي أخصائي تراث مادي باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم ورقة عمل بعنوان..
“التاريخ المروي تجارب عالمية”، تطرق خلالها إلى التجارب العالمية في جمع وتوثيق التراث المروي، وتتبع جهود المنظمات الدولية خاصة في حماية وحفظ التراث المروي والاستفادة من تلك الجهود المختلفة في حماية التراث المروي في سلطنة عمان، مستخدمًا المنهج الوصفي التاريخي للتعريف بالتراث المروي وأهميته، ومقدمًا نموذجًا من العالم الإسلامي لحفظ التراث المروي وآخرَ من العالم الغربي في حفظ التراث المروي.
الجدير بالذكر..
أن الندوة التأريخية تخللها معرض لعرض إصدارات مركز الدراسات الحضارية المتعلقة بالتاريخ المروي لسلطنة عمان، كما شهدت مداخلات ونقاشات أسهم فيها المهتمون والباحثون بإثراء الموضوعات المطروحة في النقاش.