نيابةً عن حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظهُ اللهُ ورعاهُ ـ ترأس صاحبُ السُّمو السّيد فهد بن محمود آل سعيد نائبُ رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء وفد سلطنة عُمان في مؤتمر القمة الخامس والأربعين للمجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي عُقِد اليوم في قصر بيان بدولة الكويت الشقيقة.
وقال حضرة صاحب السُّمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت كلمة رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى بدول المجلس التعاون لدول الخليج العربية:
” يُجسّد مجلس التعاون تجسيدًا مشرّفًا لوحدة الصف ومثالًا مشرقًا لقوة الاتحاد والتلاحم والتكامل، وانعكاسًا دقيقًا لإيماننا الراسخ بضرورة تعزيز وتوحيد العمل الخليجي المشترك، من أجل مواكبة التحديات الناجمة عن تسارع الأحداث الإقليمية والدولية وانعكاساتها والارتقاء بمجالات التعاون نحو آفاق أوسع تلبّي تطلعات شعوبنا “.
وأضاف سموه أنه:
منذ أكثر من أربعة عقود من الزمن منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي ولا يزال شامخًا في وحدته، ثابتًا في مواقفه، صلبًا في إرادته، صامدًا في سعيه لإرساء دعائم من الأمن والسلم الدوليين.
وأكّد سموه على:
ثبات مجلس التعاون الخليجي على موقفه التاريخي المساند للشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله المشروع لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين المحتلة، ونيل حقوقه السياسية كافة، وإقامة دولته المستقلة على أرضه في حدود عام 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وفقًا للمرجعيات والقرارات الدولية.
وقد ألقى صاحبُ السُّمو السّيد فهد بن محمود آل سعيد نائبُ رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء كلمة فيما يأتي نصها:
“بسم الله الرحمن الرحيم صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يطيب لي أن أعرب لكم عن تحيات جلالة السلطان وتمنياته الطيبة لهذه القمة بالنجاح والتوفيق، كما يسعدنا أن نغتنم هذه الفرصة للتعبير عن خالص التهاني لصاحب السمو الشيخ أمير دولة الكويت الشقيقة على تولي رئاسة أعمال الدورة الحالية للمجلس الأعلى، معربين عن تقديرنا لحفاوة الاستقبال وحسن الضيافة، مع تمنياتنا لأعمال الدورة الحالية للمجلس بالتوفيق والسداد، ولا يفوتنا هنا التعبير عن الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ أمير دولة قطر الشقيقة على الإدارة المتميزة والموفقة للدورة 44 للمجلس الأعلى لقادة دول مجلس لدول الخليج العربية.
إن انعقاد هذه اللقاءات بانتظام يزيد التلاحم بين أبناء دول مجلس التعاون، ويعزز من مكانة المجلس في المجتمع الدولي، وقدرته على معالجة التحديات المشتركة وتحقيق المزيد من التقدم والازدهار لدوله كافة، وإننا في سلطنة عمان لنؤكد العزم على مواصلة الجهود المشتركة في جميع مجالات التعاون، وصولًا لترسيخ الأمن والاستقرار في منطقتنا والتفاعل الإيجابي مع القضايا الراهنة.
وفي هذه المناسبة فإننا نتقدم بالشكر والتقدير لمعالي الأمين العام وفريق العمل بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على الإعداد الجيد لهذه القمة، متمنين لكم التوفيق والسداد الدائم إن شاء الله لتحقيق ما تصبوا إليه قيادات المجلس من تطلعات نحو مستقبل أفضل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
وقال معالي جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية:
نطالب المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حاسمة إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بفعل الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلية المستمرة، التي امتدّت آثارها إلى لبنان مما أدى إلى تصعيد عسكري خطير.
وناقش مؤتمر القمة الخليجية..
عددًا من القضايا الاستراتيجية، منها قضايا الأمن الإقليمي، وتعزيز التكامل الاقتصادي الخليجي، وآليات تطوير السوق الخليجية المشتركة، وتعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي، إضافة إلى مشروعات الربط البيئي والطاقة وكذلك ملفات سياسية، منها مستجدات الوضع في فلسطين والجمهورية اللبنانية والأوضاع في اليمن والقضايا العالقة في العراق، والعلاقات مع القوى الإقليمية والدولية.
وتسعى القمة الخليجية إلى الخروج بقرارات تخدم الأهداف الاستراتيجية لمجلس التعاون والدفع بمسيرة العمل الخليجي المشترك إلى آفاق جديدة وتأكيد الالتزام لدول الأعضاء بتحقيق التكامل بما يضمن تعزيز مكانة دوله على الصعيدين الإقليمي والدولي، ومواصلة البناء على ما تحقق من إنجازات ورسم ملامح مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا والتنسيق المكثف واتخاذ مواقف موحدة.