أجرى باحثون عُمانيون ودوليون مسحًا جيولوجيًّا بحريًّا لأحد ينابيع المياه الحارة المكتشفة حديثًا في سواحل ولاية ضلكوت بمحافظة ظفار، والتي تُعدّ من الظواهر الجيولوجية الفريدة في سلطنة عُمان.
وقام فريق علمي مشترك من وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، ومعهد جيومار الألماني، ومركز استشارات علوم الأرض، وفريق ظفار للمغامرات بجمع عينات مختلفة من المياه والتربة والصخور المحيطة بالعين الحارة التي تبلغ درجة حرارتها نحو 80 درجة مئوية، كما وضع الفريق جهازًا لقياس معدّل تدفّق الماء من العين البحرية خلال مواسم مختلفة من أجل تحديد منبع العين وقراءة التغيرات التي تطرأ على حرارة المياه طوال العام.
وقال المهندس محمد بن خلفان شماس رئيس قسم السدود والأفلاج وحوائط الحماية بدائرة موارد المياه لوكالة الأنباء العُمانية:
إنّ الفريق العلمي المشترك زار مجموعة من العيون المائية في الجبال المحيطة بالبحر بولاية ضلكوت لمعرفة مدى الترابط بين خصائص الماء في العين البحرية الحارة مع العيون المائية على سطح اليابسة.
وأشار إلى أن:
النتائج الأوليّة أظهرت أن ملوحة ماء العين الحارة تبلغ تقريبًا ثلث ملوحة ماء البحر، مبينًا أن الفريق العلمي سيواصل دراسته من خلال تحليل العينات لمعرفة خصائص الماء والترسبات خلال الأشهر المُقبلة.
من جانبه قال الدكتور محمد بن هلال الكندي رئيس مركز استشارات علوم الأرض:
إنّ الماء الحار يندفع من فوهات صغيرة على عمق 18 مترًا من سطح البحر، ويظهر الماء سطحيًّا على هيئة دوامات مائية لا تتوقف، يعرفها الأهالي في ولاية ضلكوت باسم “حموه يَدُر”، موضحًا بأن المنبع الحار الأساسي يقع غرب ولاية ضلكوت، على بُعد 5 كيلومترات من مينائها البحري، ويبعد عن شاطىء البحر بمسافة 250 مترًا.
وأضاف أن:
ه يوجد بالقرب من المنبع الحار 3 مواقع شبيهة، ويبدو أن الماء يتدفق منها على امتداد صدع غائر في باطن البحر، ويمتد هذا الصدع أفقيًّا لمسافة عدة كيلومترات، وقد يرتبط بشبكة صدوع أرضية على اليابسة أو ربما تدفقات حرارية لأعماق سحيقة في باطن الأرض، على امتداد الصدوع المحيطية الموجودة في الصدع الانفصالي لبحر العرب وخليج عدن.
الجدير بالذكر أن:
محافظة ظفار تزخر بوفرة العيون المائية البالغ عددها نحو 360 عين ماء دائمة وموسمية الجريان، يتركز معظمها في المناطق الجبلية، والأودية، وحواف الجبال المتاخمة للسهل الساحلي، إضافةً إلى بعض العيون بمنطقة النجد في محافظة ظفار.