نجح فريقٌ طبي متخصّص بقسم الرعاية التلطيفية بمركز السُّلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان، – ولأول مرة على مستوى سلطنة عُمان – من إجراء عملية زراعة مضخة مورفين لمريض عُماني؛ للتحكم في الآلام الحادة المزمنة المصاحبة لمرض السرطان.
تُعدُّ زراعة مضخة المورفين في المريض واحدة من الإجراءات المتقدمة التي تقدّم حلًّا جذريًّا للتحكم بالآلام الحادة لدى المريض، والتي لا يمكن تخفيفها بالعلاجات التقليدية لتسكين الألم عن طريق الفم أو الوريد.
وأوضح البروفيسور روبرتو أرسيوني استشاري أول علاج الألم التداخلي بالمركز، أنّ:
الفريق الطبي قام بإجراء عملية زراعة المضخة الدائمة داخل القراب (تحت الجلد) كحل نهائي، بعد أن استنفذ الطاقم الطبي كافة العلاجات الدارجة المتَّبعة للتحكم في الألم، والتي لم تُجدِ نفعًا لدى المريض.
وبيّن أن:
الجهاز يتم توصيله بالقناة الشوكية وتعبئته بالأدوية المسكِّنة، مثل: المورفين (مضادات الألم)، أو البوفاكين (مخدر موضعي)، أو زيكونيتيد (مضاد للتشنج)، وبرمجته لضخّ الأدوية بشكل مستمر ودقيق حول الأعصاب مباشرة لتحقيق فاعلية مضاعفة للعلاج.
وقالت سماح بنت سعيد الصارمي ممرضة متخصّصة في علاج الألم بالمركز:
بعد عملية زرع الجهاز في جسد المريض وضخِّه بالأدوية اللازمة، نقوم بعملية برمجة الجهاز وتشغيله إلكترونيًّا وعن بُعد، عن طريق جهاز لوحي مستخدم خصيصًا لبرمجة الجرعات المناسبة لكل مريض، والتحكم في ضخ هذه الجرعات على مدار الساعة، ومراقبة المؤشرات الحيوية الأخرى للجهاز.
وبيّنت الدكتورة آمنة بنت أحمد الحراصية استشارية الرعاية التلطيفية ورئيسة قسم الرعاية التلطيفية بالمركز، أن تركيب الجهاز في جسد المريض ساعد في تخفيض جرعة المسكنات بنسبة أكثر من 50 بالمائة، ما أسهم في الحد من الآثار الجانبية المصاحبة لتقديم الجرعات العالية للأدوية عن طريق الفم أو الوريد، والتي تتسبب في شعور المريض بالغثيان والهلوسة دون حدوث أيّ استجابة في تخفيف الألم.
وأضافت أنّ:
هذا الإجراء أسهم في تمكّن المريض من مواصلة العلاج واستئناف الجلسات العلاجية للسرطان، إلى جانب تحسن حياة المريض، وخروجه من المستشفى لممارسة الأنشطة اليومية بشكل أفضل مع عائلته.
يُذكر أنّ..
قسم الرعاية التلطيفية في سعي حثيث لتوفير آخر العلاجات الموصَى بها، للتعامل مع الحالات المستعصية لعلاج الألم والأعراض المصاحبة للأمراض السرطانية، وإجراء التدخلات اللازمة لمساعدة المرضى.