الملتقى الوقفي الثاني يُركز على تعزيز الجانب الاستثماري في القطاع الوقفي

ركز الملتقى هذا العام على تعزيز الجانب الاستثماري في القطاع الوقفي من خلال إضافة مختصين وخبراء في المجال.
تحت شعار "استدامة ونماء" بتنظيم مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية.
تحت شعار "استدامة ونماء" بتنظيم مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية.

الأحد,12 مارس , 2023 2:33م

انطلقت اليوم أعمال الملتقى الوقفي الثاني تحت شعار “استدامة ونماء” بتنظيم مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية، بالشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.

وركز الملتقى هذا العام على..

تعزيز الجانب الاستثماري في القطاع الوقفي من خلال إضافة مختصين وخبراء في المجال، واستعراض بعض التجارب الناجحة محليًّا وإقليميًّا، وهدف إلى تعزيز الجانب المعرفي والتوعوي للقطاع الوقفي في سلطنة عُمان آخذة في عين الاعتبار ما يحتاجه القطاع في كل عام.

وأكّد معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني راعي المناسبة في تصريح له:

أنّ القطاع الوقفي له أهمية تاريخية وكبيرة وليست وليدة اليوم، وتطورت عبر الأزمنة، حيث إنّ القطاع الاستثماري والمالي تطور بكافة أدواته.

وأضاف معاليه:

أنّ الملتقى يمثّل فرصة للقطاع الوقفي في مواكبة أدوات الاستثمار الحديثة وحوكمتها، والاستفادة من خبرات دول العالم التي قد تكون سابقة بتجاربها في هذا الجانب.

وقال سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان ومؤسس وقف الإمام جابر بن زيد في كلمة مسجلة:

إنّ الوقف في الإسلام ‏مؤسسة لها دور عظيم فيما يتعلق بالقضايا الدينية والقضايا الحضارية، وهي مؤسسة لا تزال قائمة منذ الرعيل الأول، منذ عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وصحابته الكرام.

وأضاف سماحته أنّ:

النبي – صلوات الله وسلامه عليه – حض على ذلك، وتسارع أصحابه – رضي الله عنهم – إلى القيام بهذا المشروع الطيب لأجل أن ينالوا خير الدنيا والآخرة، ولأجل أن ينالوا انتظام أمور دينهم ودنياهم في هذه الحياة.

وعرّج سماحته إلى حديث النبي – صلى الله عليه وسلم -: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، علم نافع أو صدقة جارية أو ولد صالح يدعو له”، وإذا اجتمع الأمران بحيث كانت الصدقةُ صدقةً جارية وكانت بجانب ذلك أيضًا تقوم بدورها في المجال العلمي؛ فإن ذلك مما يضاعف الله – سبحانه وتعالى – به الأجر.

وأشار سماحته إلى أنّ مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية عقدت الملتقى الوقفي الأول من أجل البحث في القضايا الوقفية وتداول الخبرات بين المؤسسات الوقفية في سلطنة عُمان جميعًا، وقد آتى ذلك الملتقى ثماره، ويأتي ‏الملتقى الثاني لتتضاعف الخبرات وتتلاقح الأفكار.

ودعا سماحته في ختام كلمته المشاركين أن يقوموا بدورهم بالإدلاء بخبراتهم ومشوراتهم من أجل دفع هذه التجربة إلى الأمام لتنجح المؤسسة الوقفية داخل سلطنة عُمان وخارجها.

من جانبه، أشار سعادة الدكتور وائل بن سيف الحراصي وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في كلمة له إلى أنّ مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية تُعدُّ مؤسسة مجددة للوقف في سلطنة عُمان؛ بما تقوم به مشكورة في إحياء الوقف وإعطائه الصبغة العصرية بتبنّي أحدث الأساليب العلمية في إدارة الوقف.

وقال سعادته:

إنّ الوزارة بصدد استثمار يقدر بـ ١٥ مليون ريال عُماني من أموال الوقف، مضاعفين فيها الأموال والفوائد التي كانت عليها في الأعوام السابقة.

وأضاف:

أنه وإيمانًا من المقام السامي لجلالة السُّلطان المعظم – حفظه الله ورعاه – بأهمية تفعيل دور الوقف جاءت أوامره صريحة في تطوير المنظومة الوقفية في سلطنة عُمان، وخُصِّص هذا العام ليكون (عام الوقف).

وقال سعادته:

إننا بدأنا بحمد الله في عام الوقف باستثمار أموال الأوقاف بإيرادات غير مسبوقة، ونسعى للنقاش اليوم مع أصحاب العلاقة عن واقع المنظومة الوقفية في السلطنة وتطبيق أحدث الأدوات التحليلية للخروج بتشخيص دقيق يُعين على وضع استراتيجية محكمة، وخارطة طريق واضحة لتحقيق رؤية “عُمان ٢٠٤٠”.

وفي السياق ذاته أشار خليل بن أحمد الخليلي رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية في كلمة المؤسسة إلى أنّ تجربة مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية في العمل الجماعي مع الأفراد والمؤسسات الحكومية والخاصة خير شاهد على خيرية أبناء هذا البلد الطيب، فقد جبلتهم الفطرة على المسارعة والبذل للصالح العام.

وأضاف أنّ المؤسسة مستمرة بعون الله في تقديم المبادرات التي ترتقي بالقطاع الخيري، سواءً ما تعلق منها بالدورات في فقه إدارة الأوقاف، أو تطوير عملها المؤسسي، أو غيرها من البرامج المختلفة.

وذكر أنّ المؤسسة في المراحل النهائية من الإعداد لإطلاق صندوق غراس، وهو أول صندوق مدرج لاستثمار الأوقاف في سلطنة عُمان، مشيرًا إلى أنّ الملتقى استجاب لحاجة وهاجس ملحٍّ في القطاع الوقفي ألا وهو الاستثمار، فجاء تحت شعار “الاستدامة والنماء”؛ للإجابة على تساؤلات عدة منها: تقييم الوضع الراهن لمنظومة الوقف في سلطنة عُمان، وأدوات وضوابط الاستثمار للمال الوقفي شرعًا وقانونًا.

وأفاد أنّ الملتقى يهدف للكشف عن فرص وتحديات السوق في هذا المجال وما يتطلبه من قراءة للواقع واستشراف للمستقبل، وما يسبق ذلك من تخطيط وإدارة للاستثمار وما يسايره ويتبعه من تدقيق شرعي ومحاسبي، كما يُبيّن الدور الذي يمكن أن تقدمه الصناديق الاستثمارية والمصارف الإسلامية لخدمة القطاع الوقفي.

من جانبه قال المهندس أحمد بن صالح الراشدي عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمؤسسة: بعد الأثر العظيم الذي لمسته مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية عندما أطلقت النسخة الأولى من الملتقى الوقفي من تعاون وتكاتف وتشارك من الجهات المختلفة أفرادًا ومؤسسات؛ أدى إلى تبادل الخبرات واقتراح الحلول للتحديات واغتنام اللقاء في بناء المشاريع الاستثمارية المشتركة.

وأضاف أن المؤسسة رأت أن تواصل مسير الشراكة الوقفية لتطلق الملتقى الوقفي الثاني ‏بحلة جديدة تضم فيها تجارب دولية متنوعة، وزيادة في عدد حلقات العمل المصاحبة للملتقى، وتركيزًا على موضوع الاستثمار في القطاع الوقفي الذي يُعدُّ هاجسًا مهمًّا لدى المهتمين والمعنيين بهذا القطاع.

وشهد الملتقى توقيع اتفاقية بين مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية وشركة أوبار كابيتال للاستثمارات المالية للإطلاق المبدئي للصندوق الاستثماري الوقفي (غراس) الذي سُجّل رسميًّا في الهيئة العامة لسوق المال تمهيدًا لإدراجه في بورصة مسقط والإفصاح عن موعد الاكتتاب فيه.

وقّعها من جانب المؤسسة المهندس أحمد بن صالح الراشدي ومن جانب شركة أوبار الشيخ عبدالعزيز بن خليفة السعدي الرئيس التنفيذي.

ويهدف الصندوق إلى تجسيد مبدأ الشراكة الوقفية وفتح المجال للأوقاف الأخرى للاستثمار، والحصول على عوائد سنوية، وتحقيق الاستدامة المالية للأصول الوقفية، كما يتميّز بإطار قانوني وسياسات خاصة بالشفافية والحوكمة، ولجنة شرعية تشرف على معاملاته وتؤطرها بأحكام الشريعة الإسلامية.

وتضمن الملتقى خمس جلسات نقاشية؛ تناولت موضوعات تجربة شركة “أوقاف للاستثمار” في الاستثمار الوقفي بالمملكة العربية السعودية، فيما ركزت الجلسة الأولى على تجارب وقفية محلية وإقليمية، والتخطيط في الاستثمار الوقفي على الصناديق الوقفية الاستثمارية: صندوق (غراس) نموذجًا، وإدارة الاستثمار في المؤسسات الوقفية.

وصاحب برنامج الملتقى خمس حلقات عمل هي: تقويم الوضع الراهن لمنظومة الوقف في سلطنة عُمان، أساليب الاستثمار: التخطيط والتنفيذ، ومبادئ المحاسبة للأوقاف، والمبادئ الشرعية الحاكمة للاستثمار الوقفي، والقيادة في المؤسسات الوقفية.