انطلقت اليوم أعمال حلقة العمل الإقليمية حول “الإدارة المستدامة للتربة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا” وتتطرق إلى الشراكة العالمية من أجل التربة وأهمية صحة التربة لندرة المياه وتغير المناخ في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وتستمر يومين.
وقال سعادة الدكتور أحمد بن ناصر البكري وكيل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه للزراعة في تصريح له إن:
ملوحة التربة في بعض محافظات سلطنة عُمان تُعد إحدى التحديات التي أدت إلى تراجع الإنتاج في الأراضي الزراعية.
وأضاف أن:
حلقة العمل الإقليمية حول “الإدارة المستدامة للتربة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا” التي تنظمها الوزارة بالتعاون مع مكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” بسلطنة عُمان تأتي ضمن مشروع “تنمية القدرات من أجل الإدارة المستدامة لموارد التربة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا” بهدف بناء القدرات البشرية وتشخيص وتقييم المختبرات العاملة في مجالات التربة بالإضافة إلى مراجعة الجهود المبذولة فيما يخص التربة وتاثيرها وارتباطها بظاهرة التغير المناخي.
وألقى الدكتور حمدان بن سالم الوهيبي مدير عام المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية كلمة لوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه أوضح فيها أن:
الحلقة تهدف إلى زيادة الوعي بشأن قضايا التربة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا واستعراض التقدم المحرز وتحديد الإجراءات الإقليمية الواجب اتخاذها في مجال الإدارة المستدامة للتربة، بالإضافة إلى تعزيز الشراكة والتعاون بين البلدان والأطراف الإقليمية المعنية بمورد التربة.
وأشار إلى أن:
انعقاد الحلقة يأتي بأهمية مورد التربة والتي تُعد الأساس الذي يقوم عليه إنتاج 95٪ من الغذاء في العالم مشيرًا إلى أن تدهور التربة يشكل تهديدًا خطيرًا في كافة بلدان منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وتحديًا رئيسًا أمام إنتاج الغذاء وعلى الأمن الغذائي.
وبين أن:
بيانات منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) تشير إلى أن معظم البلدان تواجه مشكلات تدهور الأراضي الزراعية تتمثل في الملوحة والانجراف بفعل المياه والتعرية بفعل الرياح، وفقدان الغطاء النباتي والكربون العضوي وتلوث التربة من خلال الاستخدام المفرط للأسمدة والمبيدات والزحف العمراني على الأراضي الزراعية مؤكدا على أن الإدارة السليمة والمستدامة للتربة ستسهم بلا شك في الحد من أثر تدهور مورد التربة على إنتاج الغذاء.
وأفاد أن:
وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه قامت بتنفيذ العديد من المشروعات التنموية والبحثية للمحافظة على التربة وحمايتها من التلوث والانجراف وتوصيف التربة وتحديد صلاحيتها للزراعة تمثل في إعداد أطلس التربة والدراسات الزراعية المتكاملة وتنفيذ مشروع تحديد أفضل الممارسات الزراعية تحت ظروف الملوحة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، بالإضافة إلى إعداد الاستراتيجية الوطنية لمعالجة مشكلة الملوحة وإنشاء العديد من حوائط الحماية للحد من انجراف التربة الزراعية على ضفاف الأودية.
وأردف قائلًا إن:
نتائج مشروع “تنمية القدرات من أجل الإدارة المستدامة لموارد التربة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا” الذي قامت به منظمة الأغذية والزراعة في عام 2020 بالتعاون مع دول المنطقة أظهرت وجود حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة ومنسقة لحماية التربة ووضع القوانين والتشريعات بشأنها على الصعيدين الوطني والإقليمي من بينها تقييم إمكانيات وإحتياجات مختبرات التربة في دول المنطقة وتعزيز وبناء القدرات في المختبرات من خلال توفير التدريب وتنفيذ حلقات العمل والتدريب على رسم خرائط وطنية للكربون العضوي للتربة، واحتجاز الكربون العضوي بها، وخرائط للملوحة بالإضافة إلى تقديم الدعم الفني لتنفيذ أنشطة الخطة التنفيذية للشراكة من أجل التربة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.
من جانبها قالت المهندسة حسنة بنت محمد الحارثية مساعدة ممثل مكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” بسلطنة عُمان إن:
الحلقة ستتناول صحة التربة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بهدف دعم الشراكة والتعاون بين البلدان والأطراف المعنية في الإقليم وتعزيز فرص حشد الموارد المالية لدعم الإدارة المستدامة والمتكاملة للتربة والمياه.
وأضافت أن:
الإدارة المستدامة للتربة يمكن أن تقدم مساعدة ملموسة لمعالجة قضايا ندرة المياه من خلال السماح للتربة بتنقية مزيد من مياه الأمطار وتخزينها مبينة أن المياه الخضراء ومناطق الري والمياه الجوفية تعتمد اعتمادًا كاملًا على التربة الصحية.
وأشارت إلى أن:
الإدارة المستدامة للتربة يمكن أن تساعد في التكيف مع آثار تغير المناخ والتخفيف من حدتها بسبب قدرة التربة الصحية على عزل الكربون ، كما أنها تسهم بصفة مباشرة وغير مباشرة في تحقيق كافة أهداف التنمية المستدامة.
وأوضحت أن:
عام 2020، طالبت حكومات 11 بلدًا من بلدان المنطقة منظمة الفاو بتقديم الدعم المالي من أجل تنفيذ أول مشروع إقليمي معني بالتربة تابع لبرنامج التعاون الفني (TCP)، يهدف إلى دعم تنمية القدرات من أجل الإدارة المستدامة لموارد التربة في المنطقة مشيرة إلى أن هناك حاجة تتجلى في بناء القدرات الفردية والمؤسسية اللازمة لتخطيط البرامج الفعالة لإدارة التربة وتصميمها وتنفيذها وطنيًا وإقليميًا، وإدراجها في برامج المياه والأراضي.
واختتمت قائلة إن:
حلقة العمل الإقليمية حول “الإدارة المستدامة للتربة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا” ستحظى على مدى يومين بفرصة فريدة من نوعها لمناقشة مستقبل صحة التربة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا والاتفاق على استراتيجيات مشتركة من أجل تجنب الجهود الازدواجية وتحقيق أقصى استفادة من الموارد المالية والفنية المتاحة.