افتتحت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية المعرض المتحفي الدائم للوثائق والمحفوظات والمقتنيات التاريخية للوجود العُماني في شرق أفريقيا والتاريخ المشترك بين سلطنة عُمان وجمهورية كينيا في مقاطعة جزيرة “لامو” وذلك بعد إجراء أعمال الترميم والتحسينات بالتنسيق مع سفارة سلطنة عُمان في كينيا، وبالتعاون مع وزارة السياحة والحياة البرية والتراث الكينية.
رعت حفل الافتتاح معالي بينينا مالونزا وزيرة السياحة والحياة البرية والتراث بجمهورية كينيا وأشارت إلى:
عمق العلاقات التاريخية والارتباط الحضاري والثقافي المشترك بين سلطنة عُمان وجمهورية كينيا منذ القدم موضحة بأن جزيرة “لامو” غنية جدًّا بالزراعة، وقد استقر العُمانيون فيها قديمًا منذ القرن السادس عشر.
وأكدت معاليها على:
أهمية افتتاح المتحف الذي أُعد ليبرز تاريخ سلطنة عُمان ودورها الملاحي والتجاري والثقافي في المنطقة الساحلية لكينيا وشرق أفريقيا، خاصة الدين الإسلامي الذي انشترت تعاليمه في لامو من قبل العُمانيين والعرب والدول الأخرى.
ويُمثل المعرض المتحفي الدائم معلمًا أثريًّا ومعماريًّا له أدوار ثقافية متنوعة بهدف إبراز الوجود والأثر العُماني في مقاطعة “لامو” بجمهورية كينيا، تأكيدًا على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين وترسيخًا للقيم العُمانية التي ما تزال آثارها قوية في شرق أفريقيا.
وألقى سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية كلمة قال فيها إنّ:
الحفل يجسّد معاني المحبة والمودة ورقي التعامل الحضاري لأفراد مجتمع “لامو” الذين أسهموا في جعل مدينتهم حضارية وتاريخية مشيرًا إلى عمق العلاقات التاريخية المتينة والارتباط الثقافي بين سلطنة عُمان وجمهورية كينيا.
وثمن سعادته جهود..
سفارة سلطنة عُمان بجمهورية كينيا في تعزيز العلاقة الأخوية القائمة على التعاون في مجالات متعددة مبينًا أن قارة أفريقيا شهدت موجة من الهجرات منذ ما قبل الميلاد فكان التواصل العُماني منذ الألف الثالثة قبل الميلاد من خلال حركة تجارية وتواصل عبر البحار والمحيطات في سلسلة من القبائل والجماعات العُمانية المختلفة فضلًا عن هجرات من القارة الأفريقية إلى مدن الساحل واندماجهم مع هجرات عربية أخرى لتقيم معهم إمارات في مدن مختلفة.
من جانبه ألقى سعيد بن محمد العمري القائم بأعمال سفارة سلطنة عُمان في نيروبي بجمهورية كينيا كلمة أكد فيها على:
أهمية افتتاح المتحف في إطار التعاون بين هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ومتاحف كينيا الوطنية بالتنسيق مع السفارة العُمانية بهدف الحفاظ على الإرث والتراث المشترك بين البلدين الصديقين وإبراز الروابط التاريخية التي استمرت عبر العصور.
وأشار إلى:
التعاون المشترك بين سلطنة عُمان وكينيا في المجال الثقافي من بينها إعادة تأهيل بعض أماكن قلعة ممباسا في جمهورية كينيا وجارٍ العمل لافتتاح مشروع قاعة عُمان بمتحف نيروبي الوطني للتأكيد على عمق الروابط والتاريخ المشترك بين البلدين.
اشتمل المشروع على إعادة تأهيل بعض الأماكن لإقامة المعرض المتحفي الدائم حول الجوانب التاريخية لسلطنة عُمان وأثر الوجود العُماني في مقاطعة جزيرة “لامو” الكينية، المتمثل في المبنى التاريخي لوالي “لامو” عبد الله بن حمد بن سعيد البوسعيدي (1892م) في عهد السُّلطان السيّد علي بن سعيد بن سلطان البوسعيدي (1890-1893م).
وقد أجرت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتنسيق مع سفارة سلطنة عُمان في نيروبي وبالتعاون مع وزارة السياحة والحياة البرية والتراث بجمهورية كينيا بعض التحسينات على المتحف شملت 7 قاعات وهي:
قاعة عُمان عبر الزمان، وقاعة التراث البحري العُماني، وقاعة الإنسان والمجتمع، وقاعة سلاطين أسرة البوسعيد في شرق أفريقيا، وقاعة السُّلطان قابوس بن سعيد -طيَّب الله ثراه- (1390-1441هـ/ 1970-2020م)، بالإضافة إلى قاعة نهضة عُمان الحديثة، وقاعة الوجود العُماني في شرق أفريقيا.
ويتناول المعرض المتحفي الوثائقي تاريخ عُمان عبر الزمان وعصور ما قبل التاريخ، والهجرات العُمانية القديمة، وعُمان في عهد النباهنة واليعاربة وصولًا إلى عهد الدولة البوسعيدية، مدعومًا بالوثائق والاتفاقيات والمقتنيات الأثرية والأوسمة والمنتجات التجارية.
وقد وصفت الوثائق التاريخية في متحف “لامو” باللغات الثلاث العربية والسواحيلية والإنجليزية، كما زود المتحف بشاشات عرض تبث أفلامًا متنوعة عن سلطنة عُمان باللغتين العربية والإنجليزية.
كما يتضمن المعرض تاريخ التراث البحري العُماني وأسطوله العصري وازدهار الموانئ قديمًا والطرق البحرية التجارية إلى الصين وشرق أفريقيا فضلًا عن السفن التقليدية بالإضافة إلى عرض نماذج من الحياة الاجتماعية للإنسان العُماني التي تشمل الأزياء التراثية ذات الطابع المميز والمقتنيات الأثرية من الأسلحة والسيوف والخناجر والأعمال الفضية.
أما قاعة عمان الحديثة فتتناول المعالم التنموية في سلطنة عُمان من مشروعات التعليم والصحة والسياحة وصور لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ .
ويُعد متحف “لامو” مركزًا للمصادر التعليمية، وخُصص للحفاظ على هوية سكان الساحل وحفظ المواد المتعلقة بتاريخهم وثقافتهم وتقاليدهم، حيث أُجريت أعمال ترميم وتجديد شاملة للمبنى التاريخي المكوّن من طابقين، بالإضافة إلى الأبواب والنوافذ الخشبية الخاصة به ذات الطابع التقليدي.
حضر حفل الافتتاح عدد من أصحاب السعادة سفراء بعض الدول العربية، ومسؤولون من الجانبين العُماني والكيني.
جديرٌ بالذكر أن..
المعرض المتحفي الدائم في جزيرة “لامو” الكينية يهدف إلى الحفاظ على تاريخ مسيرة وحضارة سلطنة عُمان في شرق أفريقيا، من خلال الاهتمام بالوثائق والمقتنيات التاريخية والأثرية المتعلقة بالوجود العُماني في الجزيرة.