ختام أعمال ندوة “محافظة جنوب الشرقية في ذاكرة التاريخ العُماني”

ثمّن المشاركون اهتمام هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بإقامة الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية، وتنظيمها استكمالًا لدورها في إبراز الدور الحضاري والتاريخي لسلطنة عُمان.
ندوة "محافظة جنوب الشرقية في ذاكرة التاريخ العُماني"
ندوة "محافظة جنوب الشرقية في ذاكرة التاريخ العُماني"

الخميس,25 مايو , 2023 6:28م

أوصى المشاركون في أعمال ندوة “محافظة جنوب الشرقية في ذاكرة التاريخ العُماني” إلى مواصلة العمل في عمليات التنقيب والمسح الأثري بمحافظة جنوب الشرقية، وتعزيز الجهود القائمة في الاستثمار السياحي لمختلف المواقع الأثرية والتاريخية فيها، وإجراء المزيد من الأبحاث والدراسات المعمقة في الجانب الأثري والحضاري والتاريخي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي لمحافظة جنوب الشرقية.

كما أوصوا في حفل ختام أعمال الندوة الذي أُقيم اليوم تحت رعاية سعادة الدكتور يحيي بن بدر المعولي محافظ جنوب الشرقية، بتنظيم هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية لمدة ثلاثة أيام، بضرورة الاهتمام بالدراسات الوثائقية المتعلقة بتاريخ المحافظة، وإبراز دور المقاومة العُمانية خلال فترة الاحتلال البرتغالي من خلال الوثائق والمصادر المتعددة لهذا الغرض، وإبراز الشخصيات التي أسهمت في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والتي كان لها تأثير في تاريخ المحافظة.

ودعت توصيات الندوة المواطنين إلى تسجيل وثائقهم ومخطوطاتهم التي ترصد جوانب مختلفة من تاريخ محافظة جنوب الشرقية، وتشجيعهم على تقديم الشهادات والروايات الشفوية من خلال تسجيلها.

وشددت الندوة في توصياتها على أهمية “دعوة المواطنين للاستفادة من خدمات هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في مجال تعقيم وصيانة وترميم وثائقهم ومخطوطاتهم لغرض المحافظة عليها من التلف، وتحسين وتطوير ميناء صور لإعادة دوره ونشاطه البحري كمركز تجاري نظرًا لقربه من الأسواق التجارية في جنوب الجزيرة العربية والبحر الأحمر وشرق أفريقيا ودول المحيط الهندي وغيرها، واستمرار الهيئة في إقامة المؤتمرات والندوات التاريخية والمعارض الوثائقية التاريخية بالمحافظات والمدن العُمانية، ونشر البحوث العلمية التي قُدمت في الندوة في السلسلة التاريخية والحضارية للمحافظات والمدن العُمانية، التي تصدرها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية”.

جانب من فعاليات ختام الندوة

وثمّن المشاركون اهتمام هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بإقامة الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية، وتنظيمها استكمالًا لدورها في إبراز الدور الحضاري والتاريخي لسلطنة عُمان عبر العصور التاريخية الممتدة.

وقال سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في كلمة له:

إن الندوة تناولت 28 ورقة علمية “وبمشاركة فاعلة وإيجابية ومداخلات قيمة ثرية وأوراق أعدت بعناية من قِبل الباحثين، كشفت عمق الحضارة والتاريخ لهذه المحافظة العريقة، وما قدمه أهلها من إسهامات وإنجازات ليس على مستوى الوطن فقط وإنما على مستوى الحضارة الإنسانية كجزء من إسهامات سلطنة عُمان على مدى تاريخها العريق والتليد وإلى يومنا الحاضر.

وأضاف أن:

هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية تعمل حثيثًا وفق قانون الوثائق والمحفوظات الوطنية لإبراز تاريخ عُمان وحضارتها ودور أهلها وعلمائها وإسهاماتها في الحضارة الإنسانية؛ وذلك بعقد الندوات على المستوى المحلي، والمؤتمرات على المستوى الدولي، لإبراز علاقات عُمان مع العديد من دول العالم، مستفيدة من الرصيد الوافر والكبير من الوثائق التي تعد بالملايين.

من جانبه قال سالم بن حمد الهنائي الباحث التاريخي بوزارة التربية والتعليم في كلمة نيابة عن المشاركين في الندوة:

إن النقاشات الثرية للندوة استهلت بجغرافية المكان المرتبط بالاقتصاد، وعن تاريخ ولايات محافظة جنوب الشرقية، كما سردت أوراق العمل آثار العُماني القديم في فترة ما قبل الميلاد وبعده، وسجلت مآثره، وبيّنت حراكه العلمي والثقافي ومراكز التعليم التي كانت منارات للعلم والمعرفة، وأخرجت مكنونات المخطوطات والكتب العربية والأجنبية المترجمة.

وأضاف أن:

هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية تقوم بجهود كبيرة في دراسة التاريخ الحضاري العُماني بشكل عام، من خلال تخصيص ندوات في تاريخ وحضارة محافظات سلطنة عُمان في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وعبر الحقب التاريخية المختلفة.

وناقشت الندوة في يومها الختامي (9) أوراق عمل تناولت:

“استثمار البعد الحضارِي لجعلان بني بوعلي من منظور استراتيجِي مُستدام” للشيخ شاكر بن حمود آل حموده، و”الحراك العلمي والثقافي في ولاية صور خلال القرنين 19 و 20م” قدمها الشيخ حمود بن حمد الغيلاني الباحث في التاريخ البحري العماني، و”تطور مسيرة التعليم في محافظة جنوب الشرقية” لسعاد بنت سعيد السيابية أكاديمية بقسم إدارة الوثائق والمحفوظات بكلية الشرق الأوسط، و”مدرسة الفلاح الغزالي” قدمها الدكتور صالح بن ربيع المخيني موجه كوادر دينية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، و”صور في مخطوط البيان” لناصر بن صالح الإسماعيلي معلم أول بوزارة التربية والتعليم، و”تاريخ الفلاحة والمهن المرتبطة بها في محافظة جنوب الشرقية: ولاية الكامل والوافي أنموذجًا” للدكتور سعيد بن محمد الهاشمي أستاذ التاريخ الحديث المعاصر وأكاديمي متفرغ، و”تقنيات الملاحة البحرية عند نواخذة صور من خلال رحمانيات القرنين التاسع عشر والعشرين”، قدمها بدر بن ناصر العريمي معلم تاريخ بوزارة التربية والتعليم، و”الوقف ودوره في التنمية الثقافية والعلمية في ولاية جعلان بني بو حسن”، لفهد بن سالم المسروري مشرف تربوي بوزارة التربية والتعليم، و”الكناية في محافظة جنوب الشرقية”، قدمها الدكتور ماجد بن حمد العلوي معلم لغة عربية بوزارة التربية والتعليم.

جدير بالذكر أن..

المعرض الوثائقي المصاحب للندوة والمقام بمجلس العفية بولاية صور سيستمر حتى 27 من مايو الجاري، حيث يعرض 1356 وثيقة موزعة على ثمانية أقسام.

تشمل:

التوثيق والأرشفة، وركن محافظة جنوب الشرقية في ذاكرة التاريخ العماني، وركن جنوب الشرقية في الصحافة المحلية، وركن مراسلات المواطنين، وركن المخطوطات، وركن المحتوى الرقمي، وقاعة السينما، والمكتبة.

كما تقام بجانب المعرض الوثائقي أنشطة ومسابقات ثقافية تهدف لترسيخ مفهوم الوثائق بشكل عام ومحتوى المعرض بشكل خاص وتاريخ سلطنة عُمان.